دعوة إلى حماية الجغرافيا والديمقراطية من التصحر، ومن لهث الترك ، و لهث الفرك؟ / محمد الشيخ ولد سيد محمد
يسيطر الفهم التقليدي لجغرافيا ما بعد اتفاقية سايس بيكووما قبل سقوط جدار برلين ، على طريقة تحليل كثير من قيادات العرب والأفارقة لما يجري في العالم اليوم.
دون شك نحن نعيش عالما متغيرا وخطرا، لم تعد سفن صحراء الشناقطة قادرة على مواكبة رماله المتحركة، وصحاريه الزاحفة.
هناك جغرافية خرائط تأسيسية جديدة ، تماماً لا أحد(غير العراقيين ، واليمنيين، والسودانيين، والليبيين ، والماليين ، والسوريين الذين اكتووا بعواصفها) يعلم تفاصيلها النهائية بدقة، لأنها تُرسم بالدماء والدخان، وباسم شعارات الحرية الزائفة والديمقراطية التي يتوحد فيها القتلة: غزاة محتلين ،و طغاة متكبرين، وغلاة تكفيريين، وممولين جاهلين بإحداثيات المعركة الدائرة على أنابيب النفط و الغاز، وبمآلات الصراعات المشتعلة حول جغرافية المعادن والمياه، وسعرات الطاقة المتجددة وعائدات كنوز أقدم الحضارات من صحراء الملثمين إلى جبال الهمالايا بالهند، مرورا بطريق الحرير التي توصل إلى سور الصين العظيم.
و هذا الوعي التقليدي بالجغرافيا يمنعنا من فهم ما يجري حولنا ويدفع البعض إلى إطلاق مواقف سياسية أقل ما يُقال عنها أنها صارت تنتمي إلى الماضي السحيق.
ومما يزيد من تعقيدات الأمور أن الدول التي تبحث عن نفوذ في هذا المدى الجغرافي المتحرّك، راحت تبني سياساتها وتحالفاتها على وجهات نظر قوى اقتصادية وسياسية متضاربة حول مجالها الجغرافي الحيوي ،أي حول الحد الأدنى للجغرافيا الطبيعية التي كانت تضمن ل70 سنة تلك البلدان وسكانها العيش بسلام
فى حد مقبول.
أعمدة النار” المشتعلة في أرجاء عديدة من الوطن العربي، والقارة السمراء، وحجم “الطوفان المدمر”، لأقدم الشعوب والحضارات، وألصقها بتاريخ عيشنا المشترك، و ضياع فضاء جمال حضارة الرحل التي مثلت ألقنا وصمودنا ، والتى أقلعت مزنها منذ 70 سنة بخس فيها العالم و اتخذ المبلسون القرءان مهجورا انكشافات ، توقظ فينا روح المقاومة حتي لا تجرف صحراء الملثمين ، وسفن حضارتنا الشنقيطية ، “حسن نية مرونة دبلوماسية ” تائهة و غافلة، أو تشكلة برلمان من الولاءات المتنافرة تتناسل من أحزاب عمها الرحيل والشهيق، قد تجعل من العام المقبل عام تشكل كتلة انتخابية يتزعم كانتوناتها “نخب المساومات”، و “المزايدات” و ” الاكراهات”، و لهث “إن تحمل عليه”، ولهث “الترك، و لهث الفرك”…
علينا أن ننتبه إلى خطورة الجغرافيا السياسية المتحركة الآن بفعل سالب ضعف الولاء للمصلحة العامة للوطن، وموجب غسيل أموال سماسرة الحملات الانتخابية، التي تغزو بأسلحتها الغبية عقول الجوعى والمرضى وأهل اللهى، وببغاوات المجموعات التي تستنسخ بغباء مبرمج ، تجارب الدم والذم، وفكر التكفير والتفجير.، وخطابات التهويل والكراهية.. التي أحرقت الموصل وبغداد، وصنعاء وعدن، وتمبكتو وطرابلس، بحثا عن حرية موهومة، وبرلمانات مأزومة.. تحالف فيها السلفي والشيوعي، والشرائحي والوطني.. والشاب والشيخ الهرم.. فخسر الجميع
بشاشة الهشاشة، و نقاء السياسة..ولم يعد لهم حكومة، ولاحزب، ولا برلمان ولاوطن.. لأن المليشيات حلت محل الجيوش، والعملاء تربعوا بدل الجنود على المنابر، وأصبح الجهلاء والأدلاء والأذلاء، هم من يعزف، ويولول، ويرقص، ويرفس، ويعسعس.
للتأريخ ظلال يمكن جدا مغادرتها، لكن الجغرافيا لا فكاك منها فيها يكون التأثر المسكوت عن تداعياته الوخيمة، والتأثير قد يأتي على جذور حقوق المواطنة وينسف قرونا من الانتماء والعيش المشترك بلا عرف وبلا ثمن ،وبلا آهات حتى.
خير لكم أن يبقى وطنكم، سالما من آفات ديمقراطية الذئاب المنفردة ، وذباب الموائد لانتخابية، ويرقات سياسات الحرباء ، و مساحيق خضراوات الدمن؟
من أجل ذلك عليكم اختيار من لايكذب ، ولا يخون، ولا يخلف، ولا يفجر…قالها أمين السماء، وأمين الأرض.