الطريقة الشاذلية (الحلقة الأولى)

وقفة مع سيدي أبي الحسن الشاذلي (571 – 656هـ)

هو أبو الحسن سيدي علي بن عبد الله بن عبد الجبار بن تميم بن هرمز بن حاتم بن قصي يصل نسبه إلى سيدنا الحسن رضي الله عنه سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ولد الشاذلي بقبيلة الأخماس الغمارية القريبة من سبتة المغربية، وببلدته نشأ وحفظ القرآن وتلقى علومه الابتدائية، ثم رحل إلى فاس فقرأ على كبار علماء وقته حتى أصبح من كبار العلماء بحيث كان يعد للمناظرة في العلوم الظاهرة، ثم سافر إلى شاذلة بتونس (إليها نسبته) ليكمل مشواره العلمي والصوفي حيث تاقت نفسه لعبادة الله عز و جل فتزهد وتنسك وجاهد نفسه وراضها صياماً وقياماً وتلاوة وذكراً وساح وجال ولزم الخلوة والانقطاع عن الناس.

أخذ أولاً الطريقة على وجه التبرك بفاس عن الشيخ ولي الله سيدي محمد بن حرا زم بن سيدي علي بن حرازم.
ثم كانت له سياحات كثيرة ؛ فقد دخل أكثر بلاد المغرب وأفريقية ، وأدى الحج والعمرة مرات كثيرة ، ودخل مصر وفلسطين والشام ، ورحل إلى العراق وغيرها .

وقد لقي أبا سعيد الباجي بتونس وشهد له بالولاية ، كما التقى أيضاً بأبي الفتح الواسطي بالعراق ، فشهد له بالعلم والإرشاد والبركة .

وكان الشيخ أبو الحسن الشاذلي يطلب ( القطب ) بالعراق، وهنا لقي أبا الفتح الواسطي الذي خاطب الشاذلي قائلا: “أتطلب القطب بالعراق وهو في بلادك؟” فرجع الشاذلي إلى المغرب فوصف له وليّ هناك وكان برأس الجبل (قرب تطوان) فصعد إليه فما وصله إلا ليلاً وكان ذلك الولي هو الشيخ أبو محمد سيدي عبد السلام بن مشيش الشريف الحسيني.

زار الشيخ أبو الحسن الشاذلي القاهرة ، واجتمع فيها بالمنصورة أثناء الحرب الصليبية مع سلطان العلماء الإمام العز ابن عبد السلام ، وسلطان المحدِّثين زكي الدين المنذري ، وغيرهم من كبار العلماء ، وكان مقره بالقاهرة عند زيارتها المدرسة الكاملية بالجمالية (جامع الكامل الآن).

من أقواله:

• عليك بالاستغفار ولو لم يكن هنالك ذنب فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يستغفر الله وهو المعصوم عن الخطأ فما ظنك بمن لا يخلو عن العيب والذنب.

• لا تجد الروح والمدد ولا يصح لك مقام الرجال حتى لا يبقى في قلبك تعلق بعلمك ولا جدك ولا اجتهادك وتيأّس من الكل دون الله عز وجل .

• من لم يزدد بعلمه وعمله افتقاراً إلى الله وتواضعاً لخلقه فهو هالك.

• إن كنت مؤمناً موقناً فاتخذ الكل عدواً كما قال إبراهيم عليه السلام )فإنهم عدو لي إلا رب العالمين.(

• مريد واحد يصلح أن يكون محلاً لوضع أسرارك خير من ألف مريد لا يكونون محلاً لوضع أسرارك.

• من ادعى فتح عين قلبه وهو يتصنّع بطاعة الله تعالى أو يطمع فيما أيدي خلق الله فهو كاذب.

• التصوف تدريب النفس على العبودية وردها لأحكام الربوبية

• إن أردت أن تكون مرتبطاً بالحق فتبرأ من نفسك واخرج عن حولك وقوتك.

• أربع لا ينفع معهم علم حب الدنيا ونسيان الآخرة وخوف الفقر و وخوف الناس .

• حسنتان لا يضر معهما كثرة الذنوب الرضا بقضاء الله والصفح عن عباد الله

• لا يكمل عالم في مقام العلم حتى يبتلى بأربع : شماتة الأعداء وملامة الأصدقاء وطعن الجهال وحسد العلماء , فإن صبر جعله الله إماماً يقتدى به.

توفي الشاذلي رضي الله عنه بصحراء عيذاب بمصر في طريقه للحج في أوائل ذي القعدة 656هـ. ولا يزال ضريحه موجوداً إلى الآن.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى