صراع الأجنحة داخل حزب الدولة

علم موقع أحداث نواكشوط أن الخلاف الذي تحدثت عنه وسائل الإعلام الوطنية خلال اجتماع حزب الاتحاد من اجل الجمهورية بحر الأسبوع المنصرم، جاء بعد أن تدخل الرئيس محمد ولد عبد العزيز وأعطى أوامره بصفة صارمة بضرورة تسوية الخلافات الدائرة بين قطبين أيديولوجيين داخل الحزب الحاكم، وهما :

– التيار الناصري المعروف تاريخيا بجماعة “الطرح” بقيادة مفتش الجمارك والأمين العام لوزارة الإسكان حاليا، والمفتش المختار ولد داهي، مع بعض الأطر الآخرين من بينهم مدير الوكالة الموريتانية للأنباء، وعالي ولد اعلاده امين الشؤون الثقافية والتنظيم، و ناجي محمد الامام امين الشباب، إضافة الى 17 عضو في المكتب التنفيذي للحزب.

– والأيديولوجية الثانية التي تسيطر عل حزب الدولة إضافة الي مجموعة الطرح الناصرية هي مجموعة حاسم الإسلامية التي سبق لرئيس الحزب السيد محمد محمود ولد محمد الامين أن كان مسئول علاقاتها الخارجية قبل حلها سنة 1994، وكذلك نائب الرئيس السيد عمر ولد معطل الذي سبق وان سجن ضمن مجموعة من حاسم.

هكذا تسيطر مجموعة حاسم على قيادة حزب الدولة حيث ينتسب إليها الرئيس، ونائبه، ومدير ديوان رئيس الحزب، إضافة إلى 17 عضوا في المكتب التنفيذي.

وقد اشتدت الخلافات بينهما حيث يري الناصريون أن رئيس الحزب ولد محمد الامين لا يقيم لهم وزنا داخل الحزب، وكثيرا ما يحاول طمس الأنشطة التي تقوم بها احدي أمانات الحزب التابعة للناصريين، إذ يسعى دوما إلى العزوف عن حضورها أو الحضور بصفة شكلية فحسب، ثم ينصرف قبل أن تنتهي المناسبة.

كما يشتكي الناصريون أيضا من زرع رئيس الحزب مجموعة من الإسلاميين تنقل له الأخبار أولا بأول، وتقوم بتشويه الأطر الناصرية في الحزب.

ومن جهة أخرى، فإن صراع مجموعة حاسم الإسلامية داخل حزب الدولة تجاوز مصارعة الناصريين إلى دق اسفين الحرب بينها مع مجموعة التواصليين الإسلامية المشكلة لحزب تواصل، والتي بدأت تفقد قواعدها بعد أن تغير ميزان القوى لصالح مجموعة حاسم وشبه تخلى الإصلاحيين عن معارضة ولد عبد العزيز بشكل صريح وجريء.

وتقول المصادر إن القوة التي أصبحت لدى ولد محمد الامين واقرانه نابعة من تربعهم على عرش حزب الدولة الذي يشرف عليه رئيس الجمهورية شخصيا، ومستوي التأثير الذي أصبح جليا لدى مجموعة حاسم نتيجة سيطرتهم على حزب لديه مقاليد الحكم في الدولة.

وتفيد المصادر أن رئيس الحزب محمد محمود ولد محمد الامين قد أبقى عن عمد على نائب رئيس حزب تواصل محمد غلام ولد الحاج الشيخ منتظرا أكثر من ساعة ونصف أمام مكتبه دون السماح له بالدخول، من أجل إظهار قوة مجموعة حاسم، خصوصا بعد انضمام مجموعة من أطر تواصل إلى حزب الدولة وبعض رجال أعماله، وكذلك تضييق الخناق عليهم في حرب السيطرة على القواعد الشعبية.

وقد أكدت مصادر لموقع أحداث نواكشوط أن الصراع بين أجنحة الحزب الحاكم -الناصري منها والإسلامي – قد اتفقت في ما بينها بعد إصرار ولد عبد العزيز على ضرورة تسوية الخلافات التي كانت قد تعصف بالحزب، وقد رفضت المجموعة الناصرية أي تسوية على حسابها وطلبت ضمانات بعدم تكرار الأخطاء السابقة، في ما تبقى ساحة المعركة مفتوحة بين أيديولوجيتين إسلاميتين هما التواصليين وحاسم، حيث تتهم مجموعة حاسم مجموعة تواصل بتشويهها إعلاميا، وبمحاولة جعل الصراع داخل حزب الدولة صراعا جهويا دون ذكر حقائقه.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى