مُحَارَبَةُ الإِرْهَابِ تَكُونُ “بِإطْفَاءِ مُوقِظَاتِهِ” أَوْ لاَ تَكُونُ!!

08-28.jpgافتتح بموريتانيا أمس مؤتمر علماء السنة لمحاربة التطرف برعاية وحفاوة رسمية “خَمْسِيًةِ النجوم” وبحضور الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي ومشاركة وفود علمية رفيعة المستوي قادمة من العديد من الدول الإسلامية وتدوم أعمال المؤتمر يومين من “زِحَامِ العُقُولِ” وتفاعل الأفكار عبر العروض المشفوعة بالتعقيبات والمداخلات والاستدراكات والنقاشات…
ويتنزل انعقاد هذا المؤتمر في ظرف تَتَعَاوَرُ فيه الأمةَ الإسلامية مخاطر ومعاول الاحتلال الصهيوني ونذر “الاحْتِرَابِ الطائفي” و”صَوْلَةُ” باطل الاستبداد السياسي المتوحش وتنامي ظاهرة انتساب بعض الشباب المسلم “لِطَبَعَاتٍ” جديدة من الفكر الإرهابي القائم علي العنف والتدمير في تسيير العلاقة مع الآخر المخالف شرعة أو طائفة أو مقاربة أو منهاجا…!!
ومن الأكيد أن المؤتمرين العلماء سيُخضعون موضوعي الإرهاب والتطرف للتحليل “تحت المجهري” ابتغاء استكناه الأسباب والمظاهر وسبل الوقاية وطرائق العلاج كما أن مخرجات المؤتمر ستتم صياغتها وتنزيلها إلي وسائط علمية وتربوية وإعلامية قابلة للفهم والاستيعاب من طرف الجمهور المستهدف المكون غالبا من بعض الشباب “المُشَبًعِ” بالعاطفة والغيرة الإسلامية المتدفقة “الخَاوِيِ” من “اللِقَاحِ” العلمي والفقهي اللازم.
وحبذا لو تم التنبيه بصوت عال و”حِبْرٍ لاَصِقٍ” خلال هذا المؤتمر إلي أن أصل الإرهاب ذي الخلفية الدينية و”قاعدته” الأساس “انحرافٌ في الفكر الديني مُؤسسٌ علي فهم سقيم للدين مبني علي القوة والعنف والإكراه والجهل بحكمة التدرج في شؤون تسيير العلاقة مع الآخر المُخالِف في الدين أو الطائفة أو المذهب وفي الموقف من مسألة النزاع علي السلطة والحكم..”
والإرهاب ليس “ماركة” دينية معينة بل هو موجود لدي بعض التيارات والمذاهب الدينية المنحرفة في كل الديانات والديانات المُوًحِدة خصوصا اليهودية والمسيجية والإسلام.
ومن المُلاحَظ أن الإرهاب يكون غالبا ” نائما” محصورا محشورا في بعض شِعَبِ العنف اللفظي محدودَ الانتشار قليلَ الأشياع خَفِيضَ الصوت ولا يكون نشطا يقظا إلا في شكل ردات فعل غيرعقلانية مُفرِطَةِ العاطفية والعُدوانية والتوحش ولا “تُوقظه” غالبا إلا ثِقَابُ و”دقَاقُ عِيدَانِ” لغزو الأحنبي الكالح والاستبداد السياسي الواضح والظلم الاجتماعي الفاضح !!
وإذا بدا التطرف الديني المسيحي واليهودي اليوم منحسرا نائما فإن ذلك عائد إلي انتفاء ” الموقظات الثلاثة” آنفة الذكر بعدما تملكت المجتمعات الغربية التفوق العسكري فأمًنت دولها من إمكانية الاختراق والغزو الأجنبي وحسمت “عقدة النزاع علي السلطة” فأرست قواعد الديمقراطية والتداول السلمي وعززت السلطات المضادة les contre pouvoir وسلطات الرقابة ثم رفعت الظلم الاجتماعي فانتهجت نموذجا اقتصاديا واجتماعيا وفر قدرا معلوما من الرخاء الاقتصادي والتوزيع العادل للثروة.
وإذا كان التطرف الديني الإسلامي اليوم نشطا يقظا فَفَتٍشْ عن المُوقظات الثلاثة وأكثرها وقاحة الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من ستة عقود للأراضي الفلسطينية والعربية والحرب العالمية الأولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد العراق والتي تبين لاحقا أنها كانت “حربا بلا سبب”، حربا علي أساس “بلاغ كاذب”!! والتي كانت المُحرضَ الأكبر للتطرف الإسلامي العنيف ضد الغرب وضد الأنظمة السياسية العربية والإسلامية الحاكمة.
ولا يخطئ من له بصيرة ملاحظةَ “رواج” الإرهاب والتطرف في دول العالم العربي والإسلامي تناسبا مع درجة التأثر بالموقظات الثلاثة للتطرف الديني العنيف فكلما كانت دولة عربية أو إسلامية أكثر تماسا مع الاحتلال والغزو الأجنبي وأحَدً إصابة بالظلم الاجتماعي وأشدً معاناة من الاستبداد السياسي كانت أعمق غرقا في البحر اللُجِيِ لعدم الاستقرار والفوضي والتوحش..!!
والحق الذي لا مراء فيه أن الإرهاب اليوم أضر بسمعة الإسلام ومكانة وحياة المسلمين عامة وكان أشد إيلاما وإيذاء للإسلام السني والمسلمين السنة خاصة لذلك فلا غرابة في أن يَتَدَاعَي علماء السنة إلي موريتانيا أرض “رباط السنة والوسطية” لتدارس أنجع طرائق المحاربة العاجلة والفاعلة للإرهاب التي أفتأ أكرر أنها تكون بإطفاء موقظاته أو لاتكون.!!

*هذا المقال:تحيين لمقال سابق بنفس الموضوع.

من موريتانيا الآن

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى