الإيمان في القرآن (1)

08-71.jpg(الإيمان حياة في نور) الإيمان قضية جوهرية، في حياة الإنسان، فردا ومجتمعا، وهو يزيد وينقص، ويضعف ويقوى، ويصح ويمرض، وداؤه أصل كل داء، ووباؤه أعظم من كل وباء، نحتاج لنومن حقا، أن نعود إلى القرآن، لنأخذ الإيمان بدليله وبرهانه، الذي يورث اليقين وينزل السكينة، ويبعد التقليد والإمعة، وبقوته وفاعليته، التي تورث استقامة السلوك، والإيجابية في كل شأن، وتبعد التمني الخالي من التحلي، والسلبية الفارغة، والأثرة البالغة، الإيمان حياة وبصيرة، قال الله تعالى؛ أومن كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها وما أعظم الحياة والبصيرة إذا اجتمعا، إن الحياة تقتضي القوة والفاعلية، واليقظة والحس، والنشاط والحيوية، وهل للحي وصف يعدو ذلك، إنها بكل قرب وعمق، اكتمال قوى الإنسان فردا ومجتمعا، القوة التي تبلغ بها الطاقة الروحية والعقلية والبدنية نهايتها،
فحيث رأيت ضعفا أو كسلا في فرد أو مجتمع، فضلا عن مرض أو موت فاعلم أن فقر الإيمان قد نزل، وأن الإفلاس منه قد حل، ثم إن الإيمان يجعل مع هذه الحياة نورا وبصيرة، يحدد هدفها ويهديها سواء السبيل، فتكون حياة بناء لا هدم، وصلاح لا فساد، وعمران لا خراب، وعدل لاظلم، ونظام لا فوضى، وجد لا هزل، ووفاء لاغدر، وإيثار لا أثرة، وأمانة لا خيانة،
ورشد لا غواية، فيسعد بها المؤمن ويسعد بها غيره، قال الله تعالى؛ الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور
يهدي الله لنوره من يشاء فتطيب بها حياة المؤمن في الدنيا قبل الآخرة، قال الله تعالى؛ ومن يعمل صالحا من ذكر وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة _ في الدنيا _ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعلمون أي في الآخرة إنها حياة تعرف حلاوتها ولا يبلغها الوصف، ويذاق طعمها ولا يناله الكشف، ولذلك يتشبث بها صاحبها مهما ذاق في سبيلها، ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار))

((ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا رسولا)) وفي أسئلة حكيم الروم لأبي سفيان؛ ((أيرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه)) قال أبو سفيان لا فقال هرقل؛ ((كذلك الإيمان إذا خالطت بشاشته القلوب))

حياة قال فيها ذائقوها؛

((إذا كان أهل الجنة في مثل ما نحن فيه إنهم لفي نعيم))
((نحن في نعمة لو علم بها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف))
((أهل اليل في ليلهم ألذ من أهل اللهو في لهوهم))

فليتك تحلوا والحياة مريرة * وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر * وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين * وكل الذي فوق التراب تراب
إنها حياة نافعة ماتعة واسعة، دعانا البر الرحيم إلى بحبوحته، فقال؛
يأيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم

إنها حياة للعقل من الوهم والخرافة، والخرص والتقليد، وللروح من الخواء والوحشة والنكد والكآبة، والخوف والوهن، وللبدن من الخمول والكسل، والعجز والضعف، وللفرد من السلبية والإمعة، وللأمة من الذل والهوان، فهل من مستجيب لهذا النداء الجليل الجميل ؟؟؟؟ وما حظنا من هذه الحياة ومن ذالك النور ؟؟؟

جعلنا الله جميعا من المستجيبن لله ورسوله المقبولين عنده

من موريتانيا الآن

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى