هكذا بدت نواكشوط فى أول يوم عمل بعد ظهور حالة من كورونا

لم يكن اليوم الاثنين 16 مارس 2020 يوما عاديا فى العاصمة نواكشوط، وذلك بسبب الإجراءات التى اتخذتها السلطات الموريتانية إثر تسجيل حالة من كورونا يوم الجمعة الماضى.

أجواء نواكشوط مغلقة ولا حديث عن رحلات جوية فى الأفق، المدارس مغلقة هي الأخرى والامتحانات النصفية على كف عفريت، المهرجانات الثقافية والفنية مؤجلة إلى أجل غير مسمى، خطوط النقل الداخلية مراقبة والمنافذ أغلق أغلبها، النشاطات السياسية والبعثات الحزبية فى عداد كان، حركة الموانئ شبه متعطلة، وفوق هذا وذاك رفع حالة التأهب العسكري والأمني إلى أعلى مستوى..

شوارع نواكشوط تعج بالكمامات ولا أحد يصافح الآخر، الفقهاء والأطباء فى القنوات ينصحون ويوجهون، ولا صوت يعلو فوق حديث كورونا.. اللهم سلم سلم..

خمسة أشخاص جمعتهم الصدفة زوال اليوم فى أحد المكاتب كلهم يروى قصة تعبر عن جانب من الصورة التى ظهرت بها العاصمة نواكشوط صباح اليوم:

(م س) قادم من مكاتب الحالة المدنية فى لكصر يقول: جئت صباح اليوم فى حدود التاسعة والنصف إلى مركز الحالة المدنية فى لكصر لحاجة تتعلق بأوراق مدنية فلم أجد أحدا فى الطابور ودخلت مباشرة إلى رئيس المركز فسحب لي الأوراق التى أريد وذهبت.

(م أ س) قادم من مركز الضرائب فى عرفات يقول هو الآخر: جئت صباح اليوم إلى مركز الضرائب فى عرفات لأسدد ضريبة سنوية فلم أجد أحدا عند الشباك فدخلت إلى المكاتب فنصحني أحدهم بالذهاب وترك التسديد فقلت له هذه ضريبة سنوية تعودت قضاءها فور حلولها ولا أريد أن ياتيني أهل الضرائب للمطالبة بها فقال لي يجب أن تدرك أن لا أحد سياتيك فى هذه الظروف فانصرفت – يقول م أ س- دون أن أسدد الضريبة.

(س ق) قادم من المحكمة العليا يقول: لدي ملف فى الغرفة المدنية بالمحكمة العليا وكان مبرمجا فى جلسة تعقدها الغرفة اليوم وعندما جئت أخبرني كاتب الضبط بأن جلسات المحكمة علقت إلى أجل غير مسمى فذهبت أدراجي.

(ح م) قادم من “طب الاصلاحيين” فى بوحديده يقول جئت صباح اليوم من بوادى اترارزه على موعد مع طبيب أسنان فى عيادة الإصلاحيين وعندما جئت أخبرني صاحب مكتب الاستقبال أن أطباء الأسنان فى عطلة أسبوع قابلة للتمديد بسبب كورونا.

(ط ع ) قادم من وزارة الصحة يقول جئت اليوم إلى وزارة الصحة على موعد مع أحد المسؤولين فسلمت على كاتبه فرفض مصافحتي فأخبرته بأن لدي موعد مع رئيسه فتحدث بكلمات لم أسمعها بسبب الكمامة التى يضع على فمه، فخرجت فوجدت بوابا أعرفه فسألته عن المسؤول فأخبرني بأنه مشغول بقضية كورونا وأنه لم يعد ياتى مكتبه.

حكايات متعددة… حصيلتها أن نواكشوط تغيرت أحوالها تماما، وتوقفت فيها أغلب المرافق العمومية وشبه العمومية عن العمل ولم يعد بها مرفق عمومي يعمل بشكله الطبيعي.. فكل الأمور أصبحت معلقة وحتى إشعار جديد.

أفلواط/ الداهى



قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى