هوامش على شرح الدكتور عبدالرحمن حمدي ابن عمر لميزابيه للشيخ محمد المام

الحلقة الأولي: احتج الشيخ محمد المامي في الميزابية على جواز الجدل بالإجماع في قوله

(إجماع الأمة في الجدال مسلم 0 تبني عليه ذهابها وإيابها
ثم ذكر رحمه الله في هذه القصيدة الجدل في الإجماع ايضا في قوله:
(ومطاعن الإجماع سلكى خمسة 0 أما المخالج فازدرت حسابها…)
فكأنه رحمه الله أعمل كلا من الجدل والإجماع في صاحبه وقال لكل منهما كما تدين تدان

الحلقة الثانية: وسهام خامشة كذلك خمسة 0 عنقاء مغربة حكت إغرابها…”

عبر بالعنقاء المغربة في هذا المؤلف الجدلي الاصولي كما عبر به العلامة سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم في قوله عن المذهب المالكي :
وما سوه مثل عنقا مغرب 0 في كل قطر من نواحي المغرب
ولعله عبر هنا بالاغراب لأن القوادح التي ترد على وجود الوصف المتقدم ذكره: في قوله:”فوجود ذاك الوصف في فرع لنا…” هو خامس المسائل التي ذكرها هناك ورد عليها هنا ضمير المؤنث باعتبار كونها من مقدمات القياس فكأنه قال وسهام مقدمة خامسة ولعله عبر عنها بالاغراب لأنها خامسة وسهامها خمسة وهذا من غريب الاتفاق ولأنه توجد من بين سهامها المعارضة بوجود وصف آخر في الفرع يقتضي نقيض الحك فيصير المعارض غريبا ولعل الشيخ رأى هذه السهام أيضا أغربت لانقشاع غبار جدلها عن غريب فالاغراب الاتيان بغريب كما في القاموس للفيروزادي مادة غرب فيكون هنالك جناس بين “مغربة” وبين “إغرابها في بيت الشيخ وحسن النعت بالمغرب فلعل الشيخ يستحضر قولهم سهم غرب وهي التي لا يدرى من أين تاتي أو أبعد عن السهام التي قبلها لاختصاصها بوجود الوصف في الفرع عكس اللواتي قبلها وكذلك الأصل في قصة العنقاء ولهذا الوصف بالمغربة والتشبيه بالعنقاء هنا يبعد عندي ولا غند لي التلميح للغرل في قول الشيخ قبل هذا
“وسهام رابعة كثير فاخشها إلخ
لذكر العنقاء التي تذكر مع الغول للتهويل وهي الواردة في قول بعض علماء الشناقطة :
“الغول والبوم والعنقاء ثالثها
أسماء أشياء لم تحلق ولم تكن…”
هنا نتذكر إغراب هذا الشيخ المعهود وقوله في نظم المختصر:
ولم تكن معاهد الأعراب
أهلا لتاليف ولا إغراب

مما كنت كتبت جله ولم أضمنه شرحي للميزابية الصادر حديثا لأنه لم يحرر ولم يمض زمن عليه حتى أتأمله ثم أعرضه على أهل العلم أكرمنا الله وإياكم بنور العلم والفهم

الحلقة الثالثة : قول الشيخ محمد المامي بن البخاري في الصلاة على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:(والآل الغر والاصحاب طرا*وتابعهم وتال التابعينا*والازواج الطواهر والموالي*والاصهار الحماة الأنجدينا*فأما بالنهار فأسد غاب*ورهبان إذا ما يظلمونا) فيه اقتباس مما روى
روى ابن أبي حاتم، وأبو نعيم في “الدلائل” عن وهب بن منبه قال: “أوحى الله إلى أشعياء: إني باعث نبيا أميا، أفتح به آذانا صما، وقلوبا غلفا، وأعينا عميا، مولده بمكة، ومهاجره طيبة، وملكه الشام، عبدي المتوكل المصطفى، المرفوع الحبيب، المنتخب المختار، لا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يصفح ويغفر. رحيما بالمؤمنين، يبكي للبهيمة المثقلة ويبكي لليتيم في حجر الأرملة، ليس بفظ ولا غليظ، ولا سخاب في الأسواق، ولا متزين بالفحش، ولا قوال للخنا، لو يمر إلى جنب السراج؛ لم يطفئه من سكينته، ولو يمشي على القصب الرعراع – أي: اليابس – لم يسمع من تحت قدميه”.
“أبعثه مبشرا ونذيرا، أسدده لكل جميل، وأهب له كل خلق كريم، وأجعل السكينة لباسه، والبر شعاره، والتقوى ظهيره، والصدق معقوله، والوفاء طبيعته، والعفو والمعروف خلقه، والعدل سيرته، والحق شريعته، والهدى إمامه، والإسلام ملته، وأحمد اسمه”.
“أهدي به بعد الضلالة، وأعلم به بعد الجهالة، وأرفع به بعد الخمالة، وأسمي به بعد النكرة، وأكثر به بعد القلة، وأغني به بعد العيلة، وأجمع به بعد الفرقة، وأؤلف به بين قلوب متفرقة، وأهواء متشتتة، وأمم مختلفة”.
“وأجعل أمته خير أمة أخرجت للناس: أمرا بالمعروف، ونهيا عن المنكر، وتوحيدا إلي، وإيمانا وإخلاصا لي، وتصديقا لما جاءت به رسلي، وهم رعاة الشمس والقمر، طوبى لتلك القلوب والوجوه والأرواح التي أخلصت لي، ألهمهم التسبيح، والتكبير والتحميد، والتوحيد في مهاجرهم ومجالسهم ومضاجعهم، ومتقلبهم ومثواهم، ويصفون في مساجدهم كما تصف الملائكة حول عرشي”.
“هم أوليائي وأنصاري، أنتقم بهم من أعدائي عبدة الأوثان، يصلون لي قياما وقعودا، وركعا وسجدا، ويخرجون من ديارهم وأموالهم ابتغاء مرضاتي ألوفا، ويقاتلون في سبيلي صفوفا وزحوفا، أختم بكتابهم الكتب، وبشريعتهم الشرائع، وبدينهم الأديان، فمن أدركهم فلم يؤمن بكتابهم، ويدخل في دينهم وشريعتهم؛ فليس مني، وهو مني بريء”.
“وأجعلهم أفضل الأمم، وأجعلهم أمة وسطا، شهداء على الناس. إذا غضبوا؛ هللوني، وإذا تناعوا؛ سبحوني، يطهرون الوجوه والأطراف، ويشدون الثياب إلى الأنصاف، ويهللوني على التلال والأشراف”.
“قربانهم: دماؤهم، وأناجيلهم في صدورهم، رهبانا بالليل ليوثا بالنهار، يناديهم مناديهم في جوف السماء، لهم دوي كدوي النحل. طوبى لمن كان معهم وعلى دينهم، ومناهجهم وشريعتهم، وذلك فضلي أوتيه من أشاء، وأنا ذو الفضل العظيم”.
وهذا الأثر مما أفادنيه شيخي حافظ المنكب البرزخي العلامة محمد الحسن بن الددو
قلت ولا قول لي وفي قول الشيخ:(والاصهار الحماة الانجدينا*فأما بالنهار فأسد غاب*ورهبان إذا ما يظلمونا)براعة استهلال وتمهيد للغرض الاصلي من هذه القصيدة الدعوة لنصب الامام للجهاد

قول الشيخ :(بلاد العامري لنا اصطفاها*فبارك ربه فيها وفينا)
شرح المؤرخ أحمد سالم ابن باكا رحمه الله هذا البيت بقوله عن عامر
(فعامر هو الجد الجامع لأكثر اليعقوبيين قال الشاعر الشهير امحمد للطلب اليعقوبي ثم الموسوي:(من آل أبي موسى بن يعلى بن عامر*إذا شهدوا زانوك في كل مجمع)والنسبة إلى عامر هذا عامري قال الشيخ محمد المامي في قصيدته التي يفتخر فيها:
(بلاد العامري لنا اصطفاها*فبارك ربه فيها وفينا) يعني بالعامري جده بارك الل أبا القبيلة المشهورة في مقاطعة اكجوجت وأشار إليه أي بارك الل بقوله (فبارك ربه)
وفي قول المؤرخ ابن باكا في مقاطعة اكجوجت اختصار فقبيلة أهل بارك الل موجودة في مقاطعة اكجوجت إينشري وداخلت انواذيبو وتيرس وتازيازت وتيجرت وآكنيتير وغيرها.
قول الشيخ؛(وكنا خمسة الحفاظ منا*مضاعفة وغير مضاعفينا* تيامن من تضاعف وانفردنا*بثغر لا يقال به منونا)
يقول العلامه سيد احمد بن اسمه في شرحه (وأماتشمش فهم خمسة رجال هم أجداد الخمس قبائل وهم:أولاد ديمان وإدوداج وقد امتزج هاتان القبيلتان وصارتا قبيلة واحدة وغلب عليها اسم أولاد ديمان وإدااجفاغ وادكبهن وقد امتزج هاتان القبيلتان أيضا وغلب عليها اسم إدا اجفاغ، ثم حصل بين هذه القبائل الأربع مجاورة ظهر بها أنهم من شعب واحد بل كادوا أن يكونوا قبيلة واحدة وانفرد عنهم اليعقوبيون انفرادا لايزيدهم إلا تحابا بينهم واشتياقا من كل منهما إلى آخر — هكذا في الاصل ولعل الاوضح إلى الآخر — قال الشيخ محمد المامي:
(تيامن من تضاعف وانفردنا * بثغر لا يقال به منونا.)
ذات ألواح ودسر اللوح التاسع
نقلا ديوان الشعر الحسااني(لغن) وشرحه للولي العالم الرباني الشيخ محمد المامي بن البخاري/ نشر زاوية الشيخ محمد المامي انواكشوط موريتانيا 1434هجريه ص:337 — 338.

قول الشيخ:(وقال الله (تحسبهم جميعا)*من اوصاف اليهود الغادرينا)
قوله رحمه الله (وقال الله (تحسبهم جميعا) اقتبلس من قوله تعلى في سورة الحشر :(تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى .) ولعل قول الشيخ (من اوصاف اليهود) فيه إشارة إلى أن هذه السوره تناولت كثيرا من اوصاف اليهود ولذلك كان ابن عباس يسميها سورة بني النضير راجع مقالي المنشور في موقع انتالفه قبل سنتين تقريبا تحت عنوان :(سورة بني النضير وصورتهم )
قول الشيخ
(وقلتم لاجهاد بلا إمام * نبايعه فهلا تنصبونا
وقلتم لاإمام بلا جهاد * يعززه فهلا تضربونا) شرح هذا العالم محمدن موسى بن عبد الرحمن بقوله:
(وانظرهل الألف في قوله (فهلا تنصبونا) جزء من ضمير”نا”؟ فيكون دعوة منه لنصبه هو إماما،وهذا المفهوم للبيت هوالشائع، أو الألف للإطلاق ويؤيده أن الفعل مرفوع إذ لا ناصب له ولاجازم وعليه يكون المفعول به محذوفا أي فهلا تنصبون إماما أيا كان.
وعلى أي حال فإن الأبيات صريحة فى الدعوة إلى الجهاد ونصب الإمام..) نحقيق نظم المشاهير رسالة تخرج من المعهد العالي بموريتانيا سنة:1996 — 1997م.ص:6.
وقد كان الشيخ محمد المامي من أوائل من دعوا إلى نصب الامام في ريعان شبلبه وسبق بذلك من هم أكبر منه سنا كالعلامة محنض بابه بن اعبيد راجع مقالي ثغرات لحظها الشيخ محمد المامي هي من المشترك بين عصره مع هذا العصر المنشور قبل سنوات في موقع انتالفه ففيه بعض معاني هذه القصيدة في دعوة الشيخ إلى نصب الامام فيها وبسبقه في حديثه عن الشورى التي أصبحت اليوم مطلبا للحركات الاسلامية
وإبهذا تنتهي هذه الحلقه والله الموفق لما فيه الخير والصواب وإليه المنقلب والمآب

الحلقة الرابعة : كن الشيخ محمد المامي أراد في التعبير عن العضد المجلي في الجدل بالفتى في قوله عن الجدل:
(ويتيمة ابن الحاجب احتجبت به
وبه الفتى البكري فض حجابها
مقابلة هذا الفتى في علم الجدل بوصف المقتصرين على جدل غيره بأنهم:
(وكلوا الخصام لمن سبت خطابها) في قوله : ولينشأن في الحلية القوم الأولى
وكلوا الخصام لمن سبت خطابها
جمع الجوامع عندهم أقصى المنى….
ويوضح ذلك ما في رسائل الزكاة حين قال في شرح البيت الاول ما معناه بأنه اختار قوادح العضد لأنها قصر عنها شروح ابن السبكي
هذه الدقة في التعبير وفي التباغم بين قطع هذه القصيدة عجيبة فسبحان الله

الحلقة الخامسة : اهمية المصطلحات عند الشيخ محمد المامي:
اهتم الشيخ محمد المامي بالمصطلحات وحض على السعي لمعرفتها معتبرا أنها المفتاح لفهم المساىل المبحوثة معللا ذلك بأن (اختلاف العبارات يوضح) كما في طرة الميزابية عند قوله:
(شقوا المسامع والمدامع فاخرقوا
يزن التبصر والحلي نقابها…)
،ومن اهتمام الشيخ بالمصطلحات قوله في الميزاببة:
(واعرف طبائع كل لفظ وارد
كي لا تدافع بالحريق شهابها)
كما ورد في المفاد عند شرح قول الشيخ في خطبة نظم المختصر
وانني ملتزم لما اصطلح
في خطبة الكتاب ألا ما وضح
ومن ذلك قوله في شعر حساني له:

توحيد إبلا منطق جعر
بين المقدم والتال
جاهل الاصطلاح اسكر
وانباع فسوق الجهال
واسكر بكاف معقودة
وقد أعطى الشيخ مثالا عمليا إن صح التعبير على هذا الاهتمام فالف تاليفا سماه (خرق المسامع وشق المدامع):(فيه اختلاف عبارات أهل الأصول في ترجمة كل باب وفصل وإتيانهم بعويصات المسائل لأن اختلاف العبارات يوضح وهذا التأليف كتاب من التأليف المسمى ب(الآلات البينات) انتهى من طرة. الشيخ.في تعليقه على قوله في بيته المتقدم آنفا:
(شقوا المسامع والمدامع فاخرقوا….)
والذي المح فيه رحمه الله لهذا التأليف المذكور (الآلات البينات) — كما في الطرة نفسها __ ( أو الآيات البينات) كما يرى مفيدنا ومطرفنا المبرز في علوم الشيخ محمد المامي الشريف المعلوم بن محمد بن لمرابط السملالي
كتبه الفقير إلى ربه المنان الدكتور عبد الرحمن بن حمدي ابن ابن عمر

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى