فياليتنا كنا بعيرين لا نرد..على منهل إلا نشل ونقذف
كلانا به عر يخاف قرافه..على الناس مطلى المساعر اخشف
(لعر بكسر العين الجرب المعدى)
تمنى الفرزدق فى هذا الموقف حجرا صحيا خاصا مع محبوبته حدراء وذلك فى قصيدته الطويلة التى مطلعها:
عزفت بأعشاش وما كدت تعزف .. وأنكرت من حدراء ما كنت تعرف
هى من روأئعه بعد وصف المحبوبة يشكو فيها الم فراقها وهجرها، هجران داواه ذات مرة بقربها عامين كانا أجمل ما عاشاه يرشفان فيهما سلافة خمرهما الشهية ثم قطعت اللذة وتبدل الوصال بهجران لا يطاق يتمنى زواله ولو بإصابتهما بمرض خطير معد يخاف منهما الجميع بسببه ويطردان بكل منهل عذب كالبعيرين الاجربين ..
ليتسنى لهما صفاء الحب ولذة الاستئناس ببعضهما البعض فى حجر صحى خاص يتمتعان فيه بارض خلاء بعيدين من كل الأعين ومن كل الحاجات إلا من ثياب فاخرة و بقية سلافة خمر شهية ولحم طير مما يشتهيان يزورهما به صديق متألف :
بأرض خلاء وحدنا وثيابنا..من الريط والديباج درع وملحف
ولازاد إلا فضلتان :سلافة..وأبيض من ماء الغمامة قرقف
وأشلاء لحم من حبارى يصيدها..إذا نحن شئنا صاحب متألف
فأين الاباء اليوم فى منازلهم فى هذه الايام مع الزوجات فى البيوت لا يسمح لأحدهما بمفارقة الآخر من وجدان الفرزدق فى حجره الذى يتمنى بحرف التمنى ليت
أين الاباء من ذلك مع تداعيات ضغط الحجر الصحى اللا محدود إثر فيروس كورونا المتجدد
سلم الله الموريتانيين جميعا وجميع المسلمين من هذا الوباء الخطير
ابقوا فى منازلكم