أسباب عزل محصل الخزينة العامة في ميناء الصداقة

(خاص): الحصاد تنفرد بنشر أسباب عزل محصل الخزينة العامة في ميناء الصداقة
الاحد 16 أيار (مايو) 2010

حصل “موقع الحصاد” من مصادر خاصة على معلومات مهمة تتعلق بأسباب عزل الشيخ ولد مولود محصل الخزينة العامة ب(ميناء الصداقة ) وعمدة بلدية(جدر المحكن) وهو الذي كان قد عزل من منصبه يوم الأحد 9 مايو الجاري وبشكل مفاجئ .

فوفقا لمصادر “الحصاد” بدأت القصة عندما اتصل المدير العام للجمارك على المديرالعام للخزينة العامة شاكيا له من عدم تعاون المحصل المذكورمع مكتب الجمارك في ميناء الصداقة في إطار البحث عن مصير وصلين اثنين “deux recus” وعلى الفور أمر الخازن العام بالبحث عن الوصلين اللذين يفترض بموجب نظام (بيت المال) المحاسبي الذي تنتهجه الخزانة أن يكونا موجودين في أرشيف الخزانة العامة، فكانت المفاجأة هي أن الوصلين لم يعثر لهما على اثر في أرشيف الخزينة العامة وقاعدة البيانات.وعندما استفسر المديرعن السبب أجيب بأن محصلية ميناء الصداقة لا تتبع النظام المعني ولا تحيل أوصال الدفع إلى الخزانة العامة بصفة تفصيلية وأنها مازالت تعتمد نظام التجميع (cumul) وهو ما يعتبر مخالفة خطيرة للنظام المحاسبي الحالي للخزينة العامة الذي كان قد تقرر بدء العمل به في سنة2002 ولم يدخل حيز التنفيذ إلا في سنة 2005.

وعند منتصف النهار من يوم الأحد الماضي انتقل المدير العام للخزانة العامة محمد الأمين ولد الذهبي صحبة كبار معاونيه إلى مكتب محصلية الخزينة العامة في ميناء الصداقة حيث لم يجد المحصل في مقر عمله وإنما وجد الموظفين الآخرين الذين لاحظ أنهم لم يتجاوبوا معه كما ينبغي ، فأمر بعض مرافقيه بالعمل مع عمال المحصلية على بإعادة فرز السجلات بحثا عن مصير الوصلين ،وذهب في زيارة إلى مكتب الجمارك بالميناء وبعد دقائق اتصل عليه رفاقه الذين تركهم في المحصلية هاتفيا واخبروه أن المحصل قد عاد وطرد الجميع من مكاتب المحصلية .

فعاد مدير الخزينة إلى مكتب المحصلية وحسب شهود عيان فقد حيى الخازن العام محصله في الميناء فرفض المحصل رد التحية راميا إليه بالمفاتيح ومستخدما عبارات وصفت بأنها “غير لائقة” .

عندها عاد مدير الخزينة إلى مكتب الجمارك وطلب من مساعديه محاولة تهدئة الوضع ولملمة الأوراق ونقود التجار التي كانت متناثرة بعد طرد المحصل للعمال الذين كانوا يقومون بتدقيقها.

ونجح المساعدون في تهدئة زميلهم المحصل وقبل نهاية دوام اليوم نفسه كان الخازن العام قد اصدر مذكرة عمل تم بموجبها تعيين المختار ولد أوفى محصلا جديدا بالميناء خلفا لزميله ولد مولود، كما تم تغيير أفراد الطاقم الذين كانوا موجودين في المحصلية وقت زيارة الخازن العام بسبب “عدم تطبيقهم لأوامر الخازن العام ” ومن ضمن هؤلاء أمينة الصندوق وتدعى (كمبا) التي حلت محلها فاطمة بنت اكدال التي أعيد لها الاعتبار بعدتأكد براءتها من قضية ضياع أموال الخزينة العامة على طريق الميناء سنة 2007 بعد ان ثبت فيما بعد أن جماعة من السلفية بقيادة الخديم ولد السمان هي التي استولت عليها.

وفي صباح يوم الاثنين الموالي وجه الخازن العام بواسطة وكيل قضائي رسالة إلى المحصل المعزول ولد مولود يذكره فيها بالمسؤوليات المترتبة عليه قانونيا والقاضية بضرورة الحضور لتسليم العمل لخلفه، وبعد24 ساعة على تسلمه للرسالة قدم الشيخ ولد مولود صباح الثلاثاء الموالي 11 مايو إلى مكتب المحصلية يالميناء حيث قام بتسليم العمل بكل انضباط ومسؤولية لخلفه .

وحسب معلومات”الحصاد” فإن المحصل السابق الشيخ ولد مولود عمدة جدر المحكن التابعة لمقاطعة روصو، يعتبر فاعلا سياسيا مهما في المقاطعة حيث يصفه المطلعون في المدينة بأنه “الدينامو” والفاعل السياسي الأبرز في حشد التأييد والدعم للرئيس ولد عبد العزيز وحزبه الحاكم، كما انه يعتبر الظهير القوي والجندي المجهول الذي كان وراء وصول محسن ولد الحاج إلى منصب شيخ روصو وما وصل إليه من لعب دور بارز في سياسة المقاطعة .كما أن العمدة ولد مولود كان من كبار ممولي حملة ولد عبد العزيز على مستوى مقاطعة رورصو، إضافة إلى انه يحظى بعلاقات جيدة جدا مع احد المقرين اسريا من ولد عبد العزيز.

وتقول مصادر “الحصاد” إن صديقيه شيخ روصو والرجل الآخر المقرب من ولد عبد العزيز نأيا بنفسيهما عن ولد مولود الآن وتركاه لمواجهة مصيره بنفسه.

وقد رد شيخ مدينة روصو قبل أيام على طلب من أحد أقرباء ولد مولود بمساعدته بقوله : “لم يعد بإمكاني أن أساعده فهو لم يخبرني إلا بعد أن غرق”.

وأخيرا فإننا في “موقع الحصاد” لم نهمل الرأي الآخر حيث اتصلنا هاتفيا على ولد مولود نفسه الذي رد علينا “بأنه غير مستعد للحديث عن الموضوع في الوقت الحالي” .

يذكر أن محصلية الخزانة العامة في ميناء الصداقة تستقبل جميع الضرائب والرسوم الجمركية على السلع المستوردة عبر الميناء والتي تقارب كميتها السنوية مليوني طن، وإذا علمنا أن مداخيل الجمارك في السنة الماضية قد وصلت الى 66487804000 أوقية وأن معظم هذا المبلغ قد جاء عن طريق محصلية الميناء فإننا سندرك أهمية هذه المحصلية والحجم الذي قد يصل إليه أي خلل محاسبي قد يتم اكتشافه من طرف بعثة التفتيش التابعة للخزينة العامة العاكفة هذه الأيام على تدقيق موارد ومصادر هذه المحصلية.

والأيام القلية المقبلة قد تكون كفيلة بمعرفة المزيد حول هذه القصة .

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى