حدثت مئذنة تيشيت …قالت :
- عجبت لهم ينسون فضلي عليهم
- وتلهيهم الأيام عن خالص الود
- يقصون أخباري كأني غريبة
- ولو عرفوا من كنت ما ضيعوا عهدي
- كأن لم أكن يوما أمانا لخوفهم
- ولا انتظمت يوما قوافلهم عندي
- ترى هل مزاج الأرض غيره البلى؟!
- أهم من بنيها؟ أم ترى ولدوا بعدي؟!
- وهل قدري حزن تفشى لهيبه
- وألا يفك القوم أحجية المجد
- شريف يجوب البيد والعلم زاده
- فيبني قلاعي ثم يتركني وحدي
- ويسكر بالقرآن رملي فقارئ
- بطه ومفتون بفاتحة الرعد
- وتفتر روحي عن ضياء بثثته
- لتعرج أرواح العباد إلى الخلد
- ويعمرني بالخير من كان قاطنا
- ويظفر ضيفي بالغنيمة والرفد
- فلا تحسبوا جرحي حكاية قائل
- ولا تسلموني للحوادث والفقد
- ألا رجل منكم يرجى صنيعه
- يرمم مكسورا من الألق الفرد
- أخاف على الدر الثمين وبوحه
- فإن زماني مزق القلب بالصد
- وتلك شقيقاتي : ولاتة هل لها
- معين على الأيام من صولة الجهد
- وشنقيط في بحر الرمال غريقة
- ومسجدها المصبوغ بالنور والورد
- و وادان مهد الأربعين ، فهل ترى
- سوى ذهب لفوه في خرق الزهد
- بني وطني التاريخ قبل بقاءكم
- عراة، فدون الأمس لا حاضر يجدي
الشاعر الشيخ ولد بلعمش
Cheikh.bellameche@yahoo.fr