قواتنا الباسلة والتكفيريون الغدارون

المجتمع الموريتاني مجتمع مسالم جيشا و شعبا , و ما تعرضت له قواتنا المسلحة ما هو الا كمين خبيث غدار, ينضاف الي سجل هؤلاء الخوارج الأسود المفحم بالغدر و الخيانة و الكمائن و الانتحار والتفجير, شهداء سقطوا , كانوا في مقدمة دورية استطلاع خرجت الي تلك الارض في بعض مهامها , فسارع بقية افراد السرية بكل ما أوتوا من قوة و ابلوا بلاءا حسنا و تمكنوا من دحر العدو الغدار و تشريده و تمزيق صفوفه , صورة اخري تتكرر , تماما كحادثة الغدر في لمغيطي و كمين الغدر في تورين و غيرذلك من عمليات الغدر التي تعود الناس عليها من هؤلاء الخوارج التكفيرين والذين يتخذون من الغدرمنهج حياة , بدأ ذلك منذ زمان مع سيدنا أمير المؤمنين علي رضي الله عنه فغدر به كبيرهم الشقي عبد الرحمن بن ملجم , , فالغدر و الخيانة و اتخاذ الابرياء دروع بشرية و التخفي و الاختفاء وراء و تحت الخيام ودس السيارات و الاسلحة تحتها بين الابرياء من المدنين و غير ذلك من صور التمويه الخبيثة التي لا يخجل اصحابها من ان يندسوا بين الخيام وسط المدنيين بأسلحتهم و آلياتهم , تلك هي سماتهم , … فجيشنا مظلوم و ما حدث هو فعلة شنيعة و هي استمرار لمنهجهم التكفيري الذي عرفوا به عبر التاريخ , فبدأوا بقتل أمير المؤمنين علي رضي الله عنه و هو يشهد ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله , وها هم يقتلون جنودنا وهم كذلك يشهدون ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله , وكل افراد الجيش يشهدون بذلك كذلك الشعب و الرئيس الموريتاني و الحكومة , الكل يشهدون ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله , فكيف تستبيحون دماءنا يا أعداء الله ,و نحن مسلمون ونقر بعقيدة التوحيد .

· دين الاسلام هو دين السلام , و من السلام ورحمة الرحمان ان جعل الخير كثير و يسير , وجعل الجنة قريبة و الوصول اليها بسيط , و هو لا يتطلب وجود حزام ناسف و لا سيارات مفخخة و لا كمين و لا غدر و نهب او قتل .فالجنة قريبة و الطريق اليها سهل يسير وقد دخلتها امرأة من شربة ماء انقذت بها قطة من العطش , و في اماطة الاذي عن الطريق خير , في الاطعام بشق تمرة خير .., و المحجة البيضاء واضحة لا غبار عليها و المسلم السوي عندما يمارس شعائره الدينية فانه يعلم انه لا يقدم شيئا الي الله , فالله غني عن صلاة العباد ,وغني عن صومهم , وزكواتهم , و حجهم , و جهادهم , والمسلم لا يخدم في تعبده الا نفسه و لا يقدم خيرا الا لنفسه , و لا يكون ذلك الخير مقبولا عند الله الا اذا تقيد بحدود الشرع و ظل في دائرة المحجة البيضاء فما زاد عليها او نقص فهو رد علي صاحبه , و سيد الخلق صلي الله عليه و سلم صاحب المحجة البيضاء و صاحب هذا الدين متبرئ من الغلو و التطرف و التشدد والحمية الكاذبة و الغيرة المفتعلة علي الدين , و قد علمنا صلي الله عليه و سلم ان الله لا يعبد او يتقرب اليه الا بما شرع .

… سيارات مفخخة , أحزمة ناسفة , كمين , قتلي , هتافات و تكبير , تكفير , وعد و وعيد , فتاوى حسب المزاج تتغير وتتفصل حسب المقاس , شيوخ , أمراء , جماعات , سرايا , ألوية , غزوات , ألقاب و مصطلحات , سلاح و مخدرات , نهب , جور و ظلم وانتهاكات … فتن كقطع الليل المظلم , حال وصفه سيد الخلق و ها هي الأمة تعيشه اليوم ,,, و هؤلاء الخوارج من اكبر هذه الفتن ومصيبتهم علي الأمة انهم يفعلون كل مكائدهم باسم الدين , و يصرخون رافعين اسم الجلالة وراء كل عمل جبان يكبرون و تلك هي المصيبة , … ضيوف , عابري سبيل يمرون بأرضنا فيقف عليهم وقت القيلولة شبان و يفرغون فيهم بنادقهم و يرفعون اصواتهم بالتكبير , و يفرحون بنشوة النصر و أي نصر , نصر من علي من ؟ , وغزوة من ؟ و حرب من ضد من ؟ … ثم ما معني هذا التلاعب و العبثية بارواح الناس ؟ , فهل جاء في ديننا ان النفس البشرية رخيصة لهذه الدرجة ؟ هل جاء في ديننا ان ارواح البشر كارواح الطير بل كالحشرات او ارخص ؟ , … شاب اخر في مقتبل العمر تهتفون في راسه تعمرون دماغه بالخرافات , تغررون به و تدفعونه ليفجر نفسه في ثكنة عسكرية , كل من يعيش فيها يشهد ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله , ,,, و امس تنصبون كما تعودتم كمينا خبيثا فتغدرون بهؤلاء الشجعان الابرياء , متجاهلين انهم اصحاب توحيد و انهم يشهدون ان لا اله الا الله و ان محمدا رسول الله , و مع ذلك تدعون انكم حماة الدين و أي دين ؟ ,,, الم تتعلموا في الاسلام ان الله كرم بني ادم وان قتل النفس البشرية ليس بالامر الهين وانه لا يتم الا بضوابط شرعية معروفة , و ابعد من ذلك الم تتعلموا من حادثة اسامة بن زيد في ساحة المعركة يوم كان يطارد شخصا فنطق بكلمة الشهادة , فلم يمنعه ذلك منه واجهز عليه و قتله فاستدعاه رسول الله صلي الله عليه و سلم و عاتبه عتابا شديدا , و رفض حجته و ان نده ما نطق بالشهادة الا لينجو بنفسه , فقال له عليه الصلاة و السلام ” هلا شققت عن صدره ” او كما قال عليه الصلاة و السلام و القصد هل فحصت قلبه ان كان نطق بكلمة الحق خوفا منك ام تصديقا وايمانا بالله ,فاتخذها المسلمون كافة عبرة و درسا عميقا اجلالا و تعظيما لقدر كلمة ” لا اله الا الله محمد رسول الله ” فماذا ستقولون يا هؤلاء و قتلكم و غدركم بهؤلاء الابطال من ابناء هذا البلد المسلم المسالم .

وتقديرا و اجلالا لكلمة التوحيد التي تتردد علي ألسنتكم فإنها دعوة للتوبة و العودة الي الحق و الدولة الموريتانية صدرها رحب و مفتوح و قد بدأت منذ فترة برنامجها ” حوار المصالحة ” , فان كان لكم فكر فتفضلوا الي طاولة الحوار و لن تجدوا الا الخير , و ان كانت الهمجية و لغة التكفير و القتل و الخداع فحسب و الدفع بالمراهقين الي تفجير نفوسهم بالاحزمة الناسفة و اقناعهم كذبا بان الجنة يمتلكها أميركم و يضعها في صندوق سيارة اللاندكروزر ليدخل فيها القتلي منكم …. ان رضيتم ان يظل حالكم كذلك فان السيف هو الفيصل و ستعلمون أي منقلب تنقلبون , و ستجدون ابناء موريتانيا , افراد امنها و افراد قواتها المسلحة واقفين بالمرصاد في طريقكم والشعب الموريتاني من ورائهم لمنع الفتنة النائمة التي تحرصون علي ايقاظها .

ضربات استباقية , توغل داخل اراضي اجنبية , الزج بابناء البلد و جنده والدفع بهم للهلاك , البحث عن المشاكل , جلب القواعد الاجنبية للبلاد و غير ذلك من التصريحات التي لا مصداقية لها اولا ثم ان توقيتها غير مبرر , فالبلد في حاجة لتضميد الجراح لا للمغالطات و المزايدات ,,, و الكل مدنيون , برلمانيون , رجال احزاب و سياسة و اصحاب مواقع الكترونية مطالبون اولا بتحري الصدق , صحيح انه زمن الحريات و الصحف و المنابر الحرة , لكن موازاتا مع ذلك فثمة عقوبات و مسؤوليات و علي الكل مراعات ذلك , والحرية لا تعني الفوضي و بث الاشاعة و الخوف في الناس , وثانيا الكل مطالبون ان لا يقحموا انفسهم في امور الجيش و نشاطاته , فمؤسسة الجيش مؤسسة محترمة وحساسة لطبيعة مهمتها و هي تواجه تحديات جسام و ما يدور علي الحدود يهم الجيش بدرجة اولي , والتشفي الذي لوحظ لدي البعض عمل دنيئ و غير مسؤول وصياغة التقارير الكاذبة لصالح اولئك المجرمين وسفاكي الدماء عمل اخر اكثر دناءة وهو غير مقبول واصحابه لا يريدون الخير لهذا البلد , فعلي المدجتمع المدني الابتعاد عن الفلسفات و التحاليل الخاطئة التي لا تخدمهم و لا تخدم البلد في شيئ و لينصرفوا كل الي مهامه , و ليتركوا للجيش مهمته و للميدان رجاله , و ليطمئنوا و يطمئن الكل ويعلموا ان اولئك القتلة السفلة قد نالوا درسا قاسيا و قصفا قويا مؤثرا سيشغلهم في نفوسهم لفترات طويلة ,

وليعلم اولئك الخوارج انهم ان كانوا قبائل و بدو و رحل فكذلك حال اهل موريتانيا و ان كانوا رجال صحراء فكذلك حالنا و ان كانوا اهل بنادق و رماية فكذلك اهلنا , واعلموا ان خطورة الموريتانيين عليكم جيشا و شعبا لن تكون كخطورة غيرهم , فنحن معكم في الصحراء بل و سبقناكم لها , و جنودنا ليسوا جنود البيبسي و الساندويش , و اهل مكة ادري بشعابها , و مصلحتكم ان كانت لكم مصلحة ان لا تعادوا او تجعلوا من الجيش الموريتاني عدوا لكم , و تلك اشارة ان كان لكم عقل والعاقل بالاشارة يفهم .

و الله اسأل ختاما أن يرحم قتلانا و قتلاكم الابرياء الذين غررتم بهم و جئتم بهم الي ساحة القتال و ان يحفظنا و امتنا الاسلامية و ان يغلبنا عليكم من عدو خطير يندس بيننا , يتحدث لغتنا ويدعي انه يدين بديننا , فيقتل باسم الدين و باسمه يعيث في الارض فسادا , لكن الدين منه براء.

البشير بن سليمان / طيار عسكري سابق

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى