برقية إلى شعب تونس العظيم

لن أطيل عليكم في هذه البرقية، لكن بودي أن أرفع باسم الأحرار في موريتانيا وكل العالم، أسمى آيات التقدير والاعتبار إلى شعب تونس العظيم.

ذلك الشعب المناضل الذي قهر أعتى دكتاتورية في المغرب العربي، ذلك الشعب الذي برهن للعالم بأسره أن قهر الشعوب وقمعها ليس هو البوابة الحقيقية للتنمية المستديمة، ولتقوية أركان الأنظمة الحاكمة.

إن ثورة شعب تونس تدل على أن هناك أمرا كان خفيا على الجميع..

فعلا يبدو أن شيئا ما كان يخفى علينا جميعا، وهو أن إرادة الله كانت اقوى ومن ثم إرادة الشعوب!

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

إن ما جري في تونس هذه الأيام يحتاج أن تستخلص منه العبر، إنه بحق يرمز لقواعد عديدة لا يمكنني أن اجملها في برقيتي هذه لكنني أحاول – جاهدا- ان اتلمس ما استطعت منها، ولعل ما يثير الإنتباه والملاحظة والدهشة في ذات الوقت هو ثلاثية اللانخبوية واللافلسفية المطلبية ودراماتيكية الإنهيار غير المتوقعة في ثورة الشعب التونسي، فالثورة التونسية كانت:

– ثورة شعبية سابقة للنخب السياسية وغير متأثرة بها.

– ثورة ذات سقف مطلبي محدود ثم مالبثت ان تطورت في رفع سقفها للإطاحة برأس الدولة.

– ثالثا أن القوة المتوهمة من قبل الجميع للنظام وتماسك رأسه كانت اكبر من قواه الفعلية.

فكما ذكرنا فإن ثورة الشعب التونسي حال انطلاقتها كانت ثورة تلقائية غير مرتبطة بإيعازات نخبوية سياسية حزبية وهذه ربما تفسر أسباب النجاعة والتوفيق الكبيرن اللذين رافقا هذه الثورة إذ أن محاولة تثوير الشارع العام عن طريق القوى السياسية في احيان كثيرة تصطدم بعقبات أمنية تحول دون النخب المراقبة والمضيق عليها وبين جماهير الشعب علاوة على حاجة مثل هذه المحاولات لحركية فاعلة و كبيرة من كوادر العمل السياسي تجاه جماهير الشعب.

إذا فهذه نقطة مهمة ساعدت ثورة الشعب التونسي في التفلت والنجاعة من حيث لم يتوقع لها ذلك.

ثانيا أن سقف المطلوبات كما ذكرنا كان محدودا بمسببات الإضطراب وهي توفير فرص العمل او عدم التضييق على قطاعات الشعب في اكتساب لقمة عيشها بعيدا عن القمع والمطاردة الأمنية وهذه التفلتات عادة ما ينظر إليها على انها حركات معزولة وعابرة، والأمر الأخير هو إفراط الثقة في النظام الحاكم والذي يعد على الناس انفاسهم كما يقولون، إذ اشتهر النظام في تونس بقدرته العالية على القمع وتجفيف منابع العمل السياسي ومعاداة كل نشاط يدعو للحرية، لكنه أنهار في شخص الرئيس مما ضيق فرص إستمرار النظام.

بدون شك ان شعب تونس ظهيرة الجمعة قد ألهم شعوب العالم المقهورة على امتداد آسيا وافريقيا وصولا للقارة الأمريكية ، وارسل في نفوسهم أملا جديدا في التغيير وفي الثورة وفي الحياة، لذلك فإن الشعوب كلها تطلعت لهذه الثورة والأنظار جميعها صوبت نحو هذا الشعب.

إننا في ظرف تاريخي كالذي تصنعه جماهير تونس نرجو أن تحذو حذوها جماهير كل الدول العربية التى تسيطر عليها انظمة دكتاتورية متسلطة كالنظام المخلوع في تونس.

وفي الأخير أحيي –كما بدأت- شعب تونس العظيم وأتمنى له من كل قلبي النجاح في مسيرته المظفرة.

بقلم الكاتب الصحفي: عزيز ولد الصوفي

Azizesovi@yahoo.fr


الرجاء تصفح المدونة الأخلاقية لوكالة صحفي للأنباء هنا

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى