الامم المتحدة تصف الوضع في غرب كوت ديفوار بانه “مروع”

آبيدجان – أ ف ب – حققت قوات الرئيس العاجي المنتهية ولايته لوران غباغبو تقدما ميدانيا في أبيدجان. ورفض غباغبو مجددا التنحي عن السلطة، والرضوخ لمطالب الرئيس المعترف به دوليا الحسن واتارا، بينما تتواصل أعمال العنف الدامية بساحل العاج.

ما زال رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران غباغبو متحصنا في مقر اقامته في ابيدجان التي يدافع عنها مئات الرجال بينما وصفت الامم المتحدة الوضع على الارض في غرب البلاد بانه “مروع”.

وبعد ان دعا رسميا الى الوحدة على اثر الهجوم الذي شنته قواته على ابيدجان، يواجه الرئيس المعترف به دوليا الحسن وتارا تحدي فرض الامن.
لوران غباغبو

وفي ابيدجان، اعلنت السفارة الفرنسية ان مقر السفير الواقع قرب مقر غباغبو، تعرض لقصف باسلحة ثقيلة من قوات غباغبو، للمرة الثانية. ونفى معسكر غباغبو ذلك.

وقالت السفارة ان “قذيفة هاون وصاروخا اطلقا على مقر اقامة سفير فرنسا الواقع في منطقة كوكودي” من “مواقع يسيطر عليها” موالون لغباغبو في الساعة 16,00 (بالتوقيت المحلي وتوقيت غرينتيش).

واوضحت انها “انها المرة الثانية في اقل من 48 ساعة التي تتعرض فيها هذه البعثة الدبلوماسية الى هجوم متعمد”.

وتابعت ان “فرنسا تذكر بانه طبقا لقرار مجلس الامن الدولي رقم 1975 بامكان القوات المحايدة (بعثة الامم المتحدة في ساحل العاج وقوة ليكورن الفرنسية) العمل بتفويضها لتفادي استخدام الاسلحة الثقيلة من كافة اطراف النزاع”.
نبذة تاريخية عن الرئيس الحسن واتارا

الا ان حكومة غباغبو نفت “بشكل قاطع” ان تكون قواتها هاجمت مقر اقامة السفير الفرنسي.
وقال المتحدث باسم الحكومة اهوا دون ميلو لوكالة فرانس برس “ننفي بشكل قاطع مهاجمة مقر اقامة سفير فرنسا”، مؤكدا ان “كل الاسلحة الثقيلة في مقر اقامة الرئيس غباغبو (المحاذية لمبنى مقر اقامة السفير) دمرت وهم (الفرنسيون) انفسهم اكدوا ذلك”.

ورأى في هذه الاتهامات “مناورات لمهاجمة (التلفزيون الحكومي) ار تي اي الذي استأنف بثه ومقر اقامة الرئيس غباغبو”.

وقال سكان ان التلفزيون استأنف بثه الجمعة في عدة احياء من ابيدجان، موضحا انه يعرض شهادات ومسلسلات بينما تضمن شريطه الاخباري دعوة الى التعبئة والصلاة ونفيا لمهاجمة غباغبو مقر السفير الفرنسي.

وفي نيويورك قال قائد عمليات الامم المتحدة لحفظ السلام الان لوروا ان القوات الموالية لغباغبو عززت مواقعها وما زالت تملك دبابات ومدفعيات ثقيلة.

واوضح للصحافيين بعد اجتماع في مجلس الامن الدولي حول ساحل العاج ان قوات غباغبو لا تبعد اكثر من كيلومتر واحد عن الفندق الذي اتخذه الحسن وتارا مقرا له.

واكد هذا المسؤول ان الامم المتحدة ترفض التورط في اي استراتيجية تهدف الى “قطع المواد التموينية” عن لوران غباغبو. وقال “لا علاقة لنا بذلك. لتكن الامور واضحة. لا ندعم هذا نهائيا، ولا نأخذ طرفا فيه”.

ويرد لوروا بذلك على فكرة طرحها وتارا “بتجويع” غباغبو.

من جهة اخرى، جرت مساء الجمعة معارك بالرشاشات الثقيلة والاسلحة الخفيفة في محيط مقر غباغبو وتلفزيون ار تي اي ومعهد الدرك وهي ثلاثة معاقل للرئيس المنتهية ولايته، كما ذكر صحافي من فرانس برس واحد سكان المنطقة.

ودعا شارل بلي غوديه زعيم “الوطنيين الشباب” الموالين لغاغبو في مقابلة مع محطة فرانس-24 الجمعة الى “حوار بين اطراف ساحل العاج”.

وقال بلي غوديه الذي يلقب ب”جنرال الشارع” نظرا لقدرته على تعبئة الطلاب “انها الطريقة الوحيدة للسيطرة على هذه الازمة”.

وبعد المأزق السياسي الذي نجم عن الانتخابات الرئاسية في 28 تشرين الثاني/نوفمبر، تواجه في ابيدجان التي تشهد عمليات نهب، وضعا انسانيا صعبا.

وقال ممثل مكتب تنسيق الشؤون الانسانية للامم المتحدة في ساحل العاج كارلوس جحا ان “ابيدجان مأساة انسانية”، مشيرا الى ان المياه مقطوعة منذ اربعة ايام.

واضاف ان “معظم المحلات التجارية والبقاليات نهبت بينما ارتفعت اسعار الخبز والسجائر واكياس الدقيق ثلاثة اضعاف في الساعات ال48 الاخيرة نظرا للتهدئة”.

وفي جنيف قالت المفوضية العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي ان المعلومات التي جمعها محققو المنظمة الدولية عن انتهاكات حقوق الانسان في غرب البلاد حيث تسيطر قوات وتارا “مروعة”.

وقالت في بيان “يوم امس وحده عثروا على 118 جثة في ثلاث مدن دويكويه وبلوليكان وغيغلو” غرب ساحل العاج.

واوضحت ان “بعض الضحايا احرقوا احياء على ما يبدو”.

وتابعت ان “الوضع في ابيدجان ايضا مروع”.

وطلبت وكالات الامم المتحدة فتح ممرات انسانية في البلاد لمساعدة الضحايا الذين يفرون من اعمال العنف.

واعلنت ايضا انها وزعت مواد غذائية لمدة ستة ايام في دويكويه حيث لجأ الاف الاشخاص الى بعثة كاثوليكية تجمع فيها حوالى ثلاثين الف شخص جائعين.

من جهته، اعلن الاتحاد الاوروبي الجمعة انه رفع الحظر عن اكبر ميناءين في ساحل العاج هما ابيدجان وسان بيدرو وكذلك عن العديد من الشركات ذات العلاقة اساسا بقطاع الكاكاو وذلك بهدف دعم الحسن وتارا.

وجاء القرار استجابة لطلب تقدم به الخميس الحسن وتارا الرئيس المعترف به دوليا لساحل العاج.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى