500 يوم دمنا يسفك

ما أشبه الليلة بالبارحة , سنتان الآن خلالهما نستيقظ على أخبار قتال , وننام على أخبار شهداء . كل أخبارنا تقول , .

تواصل القصف بالأسلحة الثقيلة على ****

قصف عنيف على **** وقراها وطال القصف ****

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

إطلاق نار من **** في أنحاء مدينة ****

تدور الاشتباكات عنيفة على ****

تعرضت مدينة **** لقصف مدفعي عنيف الليلة

قصف ليلي عنيف على **** بالهاون والمدفعيات الثقيلة..

اشتباكات بين **** عند قرية ****

اشتباكات عنيفة جدا في حي ****

إطلاق صواريخ على ****

نفس أنوع من الأخبار لمدة سنتين ولكن باختلاف الأسماء . كانت أولا تأتينا , باسم ليبيا ومدن وقرى وأحياء ليبيا الحبيبة , والآن أصبحت تأتينا من سوريا الجريحة , ومدن سوريا وقرى سوريا وأحياء سوريا التي ستحرر قريبا إن شاء الله , مشهد عبر عنه أمير الشعراء , ورغم مرور عشرات السنين , نجده يصدق

سلام من صبا بردى أرق *** ودمع لا يكفكف يا دمشق

ومعذرة اليراعة والقوافي *** جلال الرزء عن وصف يدق

وبي مما رمتك به الليالي *** جراحات لها في القلب عمق

لحاها الله أنباء توالت *** على سمع الولي بما يشق

يفصلها إلى الدنيا بريد *** ويجملها إلى الآفاق برق

تكاد لروعة الأحداث فيها *** تخال من الخرافة وهي صدق

هي فعلا أخبار قاسيه ومزعجة ومحزنه , ولكنها لا تصيبني بالكآبة , لأني أرى فيها مشهد آخر ,مشهد جميل . مشهد تهفو إليه أرواحنا .

فها هي أمة تنهض من غفوتها , ومارد يخرج من قمقم وضع فيه لمئات السنين ,ليقول أنا هنا ,
أنا هنا , استحق الحرية وأستحق الكرامة , ومستعد لدفع ضريبتها من دمي ومن قوتي ومن دمعي وعرقي , ولن أتراجع حتى أنال الحرية , مهما كان الثمن باهظا , فالشعوب تراه بخسا .

هذه ليست شعارات يتغني بها رؤساء وزعماء وحكام وقاده , ولكنها حقائق تكتب بالدم , وتختم بجراح الأبطال ,

كلما كان الثمن باهظا , وكلما كان غاليا , فهو ضمانة إن لا نتخلى عنها , وأن لا نتنازل عنها لطاغية آخر .

فمتى يعي حكام العرب أن الشعوب إن قامت فلن تعود إلا بعد أن تحقق ما قامت لأجله , متى يعي بشار الأسد الدرس الذي رفض سابقيه من الطغاة الانتباه له , فألوا إلى ما آلو إليه.

لقد مرت اكثر من 500 يوم ودم الشعب السوري يسفك , ولكن لم يتراجع , لم يهزم , لم تضعف عزيمته , بل نراه يزيد إصرارا وعزما على الوصول إلى هدفه , وسيصل إن شاء الله ؟

وعلى طريق الحرية والكرامة نلتقي

صالح بن عبدالله السليمان

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى