بلدي أفقر بلدان العالم

صنفت موريتانيا من بين دول العالم أكثر جوعا و أفقرهم , لنتسائل لماذا لم نكن أغنى الدول العالم؟ أليس لدينا النفط ؟ أليس لدينا السمك ؟ أليس لدينا الحديد؟ أليست لدينا مزارع ؟ أليس لدينا شعب يعرف بقلة ياقوت يومه؟ مواطنونا لا يملكون المال ولا يملكون السمك ولا الحديد ولا النفط ؟ لماذا إذا نحن أفقر دول العالم ؟؟ أليس هذا وطن ثروات النحاس و الذهب الذي تنتجه في بلدنا الدول الأجنبية؟ أليس من البلدان من يأتيه ياقوت يومه منهنا ؟ أليس من هنا تنتجون و في هذه الأرض تزرعون فكيف تفعلون بنا هذا كيف تصنفونا بأفقر دول العالم ؟ أين الكرم الذي عودناكم عليه وأين بقايا السمك و الحديد و النحاس الذي تم بيعه لكم ولا مانع من ذالك فمن يتولى زمام القيادة قد وجد ما يعيش به كريما و ثريا والآخرون في طابور الانتظار.

بلدي من أفقر بلدان العالم لا بلد بعده, و الجوع و الفقر فيه. و أحياء الصفيح مملكة الفقراء. فيها يعيشون الألم و المعانات. دموع المرضى سارحة في المستشفيات تبتغي مرضاة الله و ترفع يد التوسل إليه ليرفع عنها مبتلاها به من عجز و مرض. فليس هناك من هو مستعد لإنارة حياة الفقير والمسكين. لكن هناك من هو مستعد لنهب حق الفقراء والمساكين الأحياء منهم والأموات. لا شي هنا يرمز للحياة الكريمة حتى العالم علم بذالك علم أن أسيادنا أفقرونا و هربوا بأموالنا و نحن اليوم نعتني بأنفسنا من صدقة و معطى بين أصوات السيارات من أيادي خيرية تبتغي وجه الله وهي الوسيلة الوحيدة ليعيش المواطن الموريتاني بعد أن هدمت كل وسائل الحياة الكريمة لديه.

لم نكن الدول الأغنى في العالم أو الوسطى لكن هل يوجد من يفوقنا الانقلابات عسكرية و هل يوجد من يفوقنا أيضا التظاهرات الغير المنتجة, هل توجد دولة مثلنا يموت ضعيفها من أجل أن يعيش رئيسها و قويها وهل توجد دولة مثلنا متعددة الأجناس تتقاسم المأساة و الفقر و الجوع.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

لا نهاية لسلطة النهب لدينا ولا نملها. حكاية شعبنا تعادل حكاية شعبهم ألف مرة , مجزرة الموت في أرضنا لا توجد على أرضهم , تدهور في الحالات الصحية و الأمنية و السكينة التي نشكو منها لا تشكل قلقا عندهم. رؤسائهم لا ينظرون إلى شعبهم نظرة خجل و لا نظرة أسد ينتظر من فريسته التعب لينقض عليها, مكتفيين بما لديهم أما رؤسائنا فيزدادون طمعا كل يوم.

من المؤلم حقا أن تكون عيشتك في وطن أنت تعرف مصادره و ثرواته ويأتي غيرك ليقول لك أن وطنك هو أفقر وطن و أعجزهم و جوع فيه كبائع اللبن والحرير, يتجول من نقطة إلى نقطة و في كل نقطة مريض له , وأنت تعرف أن وطنك يعادل وطنه مرتين لكن الله ابتلاك بمفسدين و ابتلاه بمصلحين يخافون الله في ما عندهم و يسألون الفقير عن حاجياته و هذه مسألة يحتاجها أسيادنا ليتعلمونها.

نفتقر أيضا إلى الإنسانية و إلى الوفياء بالعهود , مما لا شك فيه أن هذه الأحكام المتبادلة علينا لا ترحم السائلون ولا الساكنين ولو عاد المستعمر الفرنسي من جديد لاخترناه عنهم لأن المستعمر يبني و يعطي وهم لا يتصدقون و لا يبنون ولا يعطون إنما مفسدين في الأرض.

تعرف موريتانيا بثرواتها باهضة الثمن و عالية المقدرة و يعرف شعبها بالمفسدين و ناكرون المعروف و الهاربون بأموال شعبهم. أيها الشعب لا تخف فأنت لا يعنيك و ليس هذا منك , إنما خزينة الدولة نفذت في ما لا علم لنا به وهي السبب في ما نحن فيه و سبب آخر هو عدم فهمنا لسياستهم و فهمنا للفوضى التعليمية و عدم الوعي لازم لثرواتنا و البنية الوطنية عند إذ سيقللون من فقرنا. و ليبقى السؤال أين الشباب المطالبين بإصلاح و التنمية , أين المعارضة وأين التظاهرات الغير المجدية لا طال من ورائها ولا طائل من وراء الأحزاب السياسية سواء الداعم منها و المعارض فهي أساسا و كما سمعنا أنها من أجل الوطن و المواطن, و العكس الصحيح.

متى نكون شعبا واعيا , متى نكون شعبا يفهم ولا يفهم , متى نكون شعبا واحدا , و متى سنستغنى عن نهب , ومتى نكون معارضة معا و مصلحة معا لا لأجل أحد بل لأجل الوطن , و نظهر للعالم أننا لسنا فقراء بل أغنى بلدان العالم و أهمهم. لكن هل سيتحقق هذا أم ستبقى مجرد أمنية.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى