إينشيري: دور تنموي بارز للشبكة الجهوية للجمعيات الشبابية

اكجوجت , 03/02/2017 – يعتبر الشباب طاقة الامم والشعوب ونقطة الارتكاز في رسم ملامح التنمية والدفع بقاطرتها على مختلف الاتجاهات، كما ان التركيز على شريحة الشباب وإشراكها في العمل التنموي، يعد ضمانا لكسب رهانات التنمية على مختلف الصعد من خلال الانشطة والتأثير وصنع الفعل الحضارى بشكل واع ومتميز.

وهذا ما يحتم على الشباب التنظيم والشراكة الفاعلة لاحتلال مكانته اللائقة في صناعة الفعل التنموي وترك بصمته الخاصة على شتى مراحل صيرورة المجتمع نحو التكافل والرفاه وبناء المستقبل في حتمية التأثر والتأثير وفق نواميس الحياة وإكراهات العولمة.

وقد شهدت السنوات الماضية في موريتانيا نقلة نوعية فيما يتعلق بالشباب، حيث وفرت له كافة الظروف للاضطلاع بدوره المحوري في العملية التنموية بدءا بإنشاء وزارة مكلفة بالشباب ومرورا بكافة أشكال الدعم والتكوين والتوظيف والاشراك في صنع القرار ومنح المشاريع المدرة للدخل والتمييز الايجابي لهذه الشريحة بغية انتشالها من براثن الضياع والاستلاب والافكار الهدامة.

وقد توجت تلك الجهود بتشكيل المجلس الاعلى للشباب، مما جعل الفرصة مواتية ليتحمل الشباب مسؤولياته تجاه الوطن والتاريخ ويشارك في معمعان معركة التنمية.

وفى هذا الاطار أوضح السيد المامى بن ابراهيم رئيس الشبكة الجهوية للجمعيات الشبابية على مستوى ولاية اينشيري في لقاء مع مراسل الوكالة الموريتانية للانباء أن هذه الشبكة الجهوية تم انتخابها سنة 2012 وهي تابعة للشبكة الوطنية للجمعيات الشبابية المعترف بها منذ 2006.

وأبرز أن الشبكة تعمل على تحسيس الشباب بضرورة إنشاء الاندية الثقافية والرياضية من أجل تحريك الساحة الثقافية في الولاية، حيث انطلقت منذ انتخابها من ستة اندية لتصل اليوم إلى أربعة عشر ناديا ثقافيا ورياضيا، هي: المخضرمين والحدائق وصلاح الدين واللويبده ولمجيدرى ونماء وشنقيط والساحل والعباقرة وبسمة ومنتدى الشباب الحر وبدر والاجيال الصاعدة ونادى المستقبل.

وتتوفر الشبكة الجهوية للجمعيات الشبابية حاليا على مقر في اكجوجت ومكتبة تضم خمسة الاف كتاب في شتى فنون المعرفة، كما عملت الشبكة على مد جسور التواصل وخلق ثقافة الاتصال بالشباب ووضع برنامج عمل على الامد البعيد يشمل التكوين والتاطير والرفع من المستوى الثقافي والرياضي للولاية.

وبخصوص انشطة الشبكة يقول السيد المامي بن ابراهيم إن الشبكة نظمت عام 2012 بطولتين لكرة القدم كما تم تكوين مائتي شاب في مجال التنمية البشرية بتمويل من شركة “أم سي أم” سنة 2013، كما قامت الشبكة بتكوين مائة وخمسين شابا في مجال اللغتين الفرنسية والانجليزية وكذلك المعلوماتية سنة 2014، إضافة الى تنظيم دورات تكوينية في مجالات الثقافة والفنون والتسيير الاداري لصالح سبعة رؤساء أندية سنة 2013 و2014.

وأضاف أن الشبكة الجهوية للجمعيات الشبابية عملت على تقريب أنشطتها التطوعية من المواطنين وخاصة في الاحياء الفقيرة، حيث بدأت بتدريس محو الامية والقضاء على الجهل وذلك من خلال فتح أربعة فصول بدعم من إدارة محو الامية، استفاد منها أربعة من الشباب برواتب شهرية وشملت العملية التعليمية مائتي شخص.

وقال إن الشبكة الجهوية شاركت في عدة حملات تطوعية منها ست حملات لتوزيع المواد الغذائية بالتعاون مع مفوضية الامن الغذائي ومقاطعة اكجوجت لصالح الاسر الضعيفة إضافة إلى مشاركتها في حملة الغذاء مقابل العمل بمشاركة أربعمائة شخص من بينهم 25 شابا.

وأبرز أنه تم كذلك تنظيم ندوات لنصرة المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم وتثمين دور المقاومة الوطنية، كما شاركت الشبكة في الحملات الجهوية للتلقيح وحملات التشجير والمحافظة على البيئة وحملات نزع الغبار عن الشوارع الرئيسية بعد فيضانات 2015.

وأكد أن الشبكة الجهوية للجمعيات الشبابية تواكب مختلف الانشطة الادارية والجهوية بتوفير المقاعد ومكبرات الصوت وتجهيز قاعات الاجتماعات، وعملت بالتعاون مع البلدية على تكوين مائة شاب في مجالات التبريد والكهرباء والسباكة والطاقة الشمسية وكذا تكوين عشرين شابا من اكجوجت وبنشاب في مجالات الميكانيكا والكهرباء واللحامة والنجارة بدعم من شركة “أم سي أم”.

وقال إن الشبكة نظمت كذلك دورة تكوينية لصالح 35 شابا في مجال التسيير المالي وكونت عشرة من الشباب على التدريس في فصول محو الامية بدعم من الشركة المذكورة.

وأوضح أن الشبكة الجهوية للجمعيات الشبابية تمكنت خلال العام الماضي من فتح مركز التكوين والتدريب على المعلوماتية بأسعار رمزية وفتح أربعة فصول جديدة لمحو الامية، كما سيتم تقديم تمويلات للمستفيدين منها لإقامة مشاريع مدرة للدخل.

وأضاف أنه بخصوص الافاق المستقبلية، فإن الشبكة ستعمل على إطلاق مركز للتكوين المهنى لصالح الشباب والمتسربين من التعليم وكذا تحريك الساحة الثقافية في ولاية إينشيري.

وتطرق رئيس الشبكة الجهوية لجملة من المشاكل التي اعتبر أنها مازالت تعيق دفق العمل الشبابي في الولاية، كعدم دعم القطاع الخاص لانشطة الشبكة والغياب التام للاسابيع الثقافية والبطولات الرياضية والمهرجانات وارتفاع نسبة البطالة في الاوساط الشبابية وغياب التمييز الايجابي لهذه الشريحة على مستوى ولاية اينشيري، إضافة إلى الحاجة لتوفير الدعم المادي واللوجستي لصالح الجمعيات الشبابية التي تعتبر مربط الفرس وطاقة التنمية المنشودة.

تقرير: السعد ولد المصطاف، مراسل الوكالة الموريتانية للأنباء

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى