ليبيا في وجه العاصفة
لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاوز أن القذافي ارتكب جرائم في منتهى البشاعة في حق شعبه وقد أجمع الجميع على إدانتها
إلا أننا لا يمكن أن نتجاهل أيضا أن التدخل الأجنبي في ليبيا قد يعرض المنطقة برمتها لأخطار جسيمة
لم يرضخ القذافي لمطالب شعبه بالتنحي وذهب إلى وصف المحتجين بأوصاف لا تنم عن أي تقدير يكنه الرجل لهم أحرى ان
يستمع إلى مطالبهم وتمادت قواته في إطلاق الرصاص عليهم والتنكيل بهم فأستدعى ذلك تلبية نداء إستغاثة صارخ من شعب مظلوم
لا حول له ولا قوة ولم تعد الإدانة وحدها تكفي في وجه آلة القمع القذافية التي لا تعرف الرحمة فتم عقد اجتماع لمجلس الامن
تم فيه تدارس الوضع بحثاعن الحلول فجاء قرار الحظر الجوي كخطوة تهدف إلى حماية المدنيين ومن ثم الشروع في تنفيذ
الضربات العسكرية.
لا شك أن أي مواطن عربي وهو يتابع ما يجري من أحداث في ليبيا على شاشة التلفزيون يعتصر قلبه ألما وهو يشاهد الجثث
والأشلاء ويتمنى لو بإستطاعته تخليص إخوته من الظلم الواقع عليهم والنيل من جلادهم وبالتالي لاغرابة في أن توافق العمليات
العسكرية هوى في نفوس العرب وإن ساورتهم مخاوف من هذا التدخل وهو ما يخلق أجواء من الحيرة والتساؤل.
فالولايات المتحدة التي قدمت إلى العراق بهدف تخليصه من الديكتاتورية –حسب أقوالها-ونشر الديمقراطية والحرية أغرقته في
بحارمن الدماء واشعلت فيه فتيل الصراعات ليشهد تراجعا على مختلف الأصعدة وهذا النموذج يظل ماثلا في الذاكرة كونه درس
يدعو إلى النفورمن أي تدخل أجنبي آخر في منطقتنا العربية.
ولا تشير المعطيات الراهنة الى أن القذافي سيفكر في الاستسلام بسهولة خصوصا بعد أن استمعنا اليه وهويصف هذه العمليات
بالحملات الصليبية داعيا الجميع للإلتفاف حوله وهو مايجعل من الصعب التنبؤ بعمر هذه العمليات في الوقت الذي تحوم فيه
المخاوف حول مستقبل ليبياوالتقسيم الذي قد تتعرض له وأيادي القاعدة التي قد تنشط في المنطقة بفاعلية كبيرة………….
وعملا على تجنييب ليبيا سيناريو العراق، وحرصا على أمن واستقرار المنطقة على الدول العربية تدارس الوضع بصيغة تكفل
للشعب الليبي حقوقه كاملة وتقطع الطريق أمام أي احتلال قادم يهدف إلى توسيع النفوذ ونهب الخيرات وزعزعة الاستقرار. .
siyammed@yahoo.fr