فن التعايش في المجتمع الموريتاني

قبل سفري إلى المغرب ذهبت إلى السفارة لعمل الإجراءات اللازمة، طرقت الباب ودخلت كان خلف الستارة امرأة وبنت لا تعدوا العاشرة جالسة، قلت للمرأة أريد استمارة، كانت المرأة واقفة قالت لي البنت هي من سيملئ تلك الاستمارة


دارت ذاكرتي قليلا وتذكرت أطفال الحي الذين عندما ترسلهم إلى الحانوت لجلب الخبز ربما يجلبون أشياء أخرى، أطفالنا الذين لا نتركهم يجلسون معنا هم نفسهم من ننتقد ونقول أنهم غير متربيين مع أننا من فعل ذلك.

الهوة كبيرة ما بين الصغير والكبير ومتنوعة بتنوع المجتمع، مجتمع يتكون من أطفال وشيوخ نساء ورجال يتكون أكثر من ذلك من عرب ومنتجين وزنوج، أولئك المنتجين الذين يعملون عمل المنازل. يسوقون الباصات..الخ. من الأعمال التي ربما يتكبر عليها العرب الموريتانيون.

الزنوج هم نفسهم من يلتزم بالوقت من يمتلك صدق المهنة من يتكلم اللغة الثانية..الخ.

ربما المسافة بين العرب والمنتجين أقرب منها بين العرب والزنوج وذلك لعامل اللغة، تلك اللغة التي فرقت الموريتانيين. أنا لن أقول أنه لعامل الدين لأن الرسول الكريم يقول:(لا فرق بين عربي وعجمي إلا بالتقوى)، ونحن طبعا بلد مسلم ذلك البلد المسلم الذي صارت العبارة(ناقصات العقل والدين) (حديث طبعا ضعيف) “هي العبارة المرددة عند الأفراد، الذي يجهلون معناها، أولا المرأة تقدم العاطفة على العقل لحنيتها، لتعاطفها مع الآخر. ناقصات الدين ربما لأن هناك فترات بيولوجية لا يستطعن فيها ممارسة بعض الواجبات الدينية”.

أما عبارة (امدكدك راص) فهي المتداولة، ذلك المسن الذي ندين له بالكثير، هو نفسه الذي يوضع في زاوية من زوايا المنزل ونمر عليه مر الكرام.
لماذا لا يكون تعاملنا معه احترام وليس شفقة ؟ لماذا لا نعجب بدروسه الخالدة التي يعطينا إياها بدل الانتقاص منه لعدم تكيفه مع العصر؟
العقد كثيرة والهوة كبيرة والمسؤوليات جسيمة، ربما تجاوزنا البعض منها: تجاوزنا عقدة رئيس الوزراء باسغير ولد امبارك عقدة الرئيس بباامبارى والفقيه بباب ولد معط وولاية المرأة بالولاة والرئيس المسن بالشيخ سيد ولد الشيخ عبد الله…لكن بقي الكثير والكثير.

منت اميه منت محمد عبد الله

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى