دعها طليقة لا تُمَغْرِبْها ! إلى معالي الوزيرة الكاتبة : خديجة حمدي

دعها طليقة لا تُمَغْرِبْها !

إلى معالي الوزيرة الكاتبة : خديجة حمدي .

بعد التحية

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ،والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

معالي الوزيرة:أنتِ الإنسانةُ العربيةُ الأولى بجدارة،وإليك أهدي احترامي وتقديري. وهذه هي الأسباب :

1ـ بلا مبالغة ،أنت المسؤولة الوحيدة على الأرض العربية حاليًا التي كتبت مقالاً بليغًا مُبينًا جديرًا بأن يُدرَس في معاهد العلم دون (أخطاء لغوية) من أي نوع،وما ذلك إلا لأنك سليلة شعب حفظه رحم الصحراء العبقري ليكون شاهدًا على عبقرية أمة خالدة جعل الله معجزتها في البيان النقي الطاهر،ولكن شوهته العُجمة ،ويكاد يختفي بطريقة مأساوية على مستوى التعليم المقصود ،وغير المقصود .

2ـ صدق الانتماء الفطري النقي الذي تنطق به كل جمل بل كلمات وحروف ما أبدعتِه بلا تكلفٍ أو تصنُع، وبغض النظر عن القضية التي تناولتِها بوفاء تام والتزام كامل ،وعشق يليق بأهلها وتطلعهم إلى الحياة الكريمة .

3ـ يا له من تألق وتميز ووفاء ما فوقه وفاء إذ لم تنسي يا معالي الوزيرة المبجلة أن جيلين من الأمة عاشا الحياة الفكرية في مناخ الحرية والتمرد والتطلع للحياة الكريمة للأمة كافة في كل بقاع تواجدها ،وكانت فلسطين(الأرض المقدسة المباركة)أنشودتهم صباح مساء ،وغذاء أرواحهم الذي أجج فيهم عشق رفض الظلم والطغيان الذي لحق بأهلها على يد الغزاة الصهاينة الأغراب وحلفائهم ،وانتقلت تلك الروح الفياضة إلى باقي أقطار العالم التي كانت أسيرة الاستعمار ونهب الثروات والقتل وتدمير الثقافات ، وتشويه وجه الحضارة الإنسانية بدافع الغطرسة والعنصرية والغرور الغربي .

4ـ أنا من بين المتابعين لأحوال الأهل في موريتانيا والصحراء ، لأنني أعشق العربية الفصحى التي ينطقون بها بطلاقة وسلاسة وجزالة تعكس نقاء الطبع وسلامة النشأة، وأرى أنهم حاليًا هم حماتها وحفظتها ،والمانعون لها من أن تشوهها العُجمة والألسن الدخيلة، وهم أهلٌ للانطلاق بها في عالم اليوم الملىء بالمفاجآت غير السارة لأمة العرب ،وخاصة أهل البلاد التي ابتلاها الله بالاستبداد في معظم أصقاع الأمة ، ومن بين أمثلة كثيرة أخص بالذكر الشعب الفلسطيني والشعب الصحراوي البطلين المجاهدين العنيدين .

5ـ إن مأساتنا المشتركة يا أختاه بدأت عندما هانت الأعراض والدماء والأرواح ليس على الأعداء بل على الأشقاء،لم أعرف أن فلسطين تباعدت أكثر مما كان يتوقع إلا بعد أن ارتكبت المذابح ،ونصبت المشانق وفتحت المعتقلات وزنازين التعذيب والقهر في كل عاصمة عربية لسحق الشعوب على يد أنظمتها،شهدنا تجارب مريرة أمعن بها أغراب الأعراب في قتل وتعذيب مواطنيهم ، والتفوق على المستعمرين السابقين في سحق إرادة المقاومة في الشعب الفلسطيني وتدجين أمته العربية المجيدة ؛ لتقبل الشىء وضده ، أكثر مما فعل الغزاة الصهاينة من يهود الخزر وحلفاؤهم ،حتى وصلنا إلى من استحل الصلح مع اليهود ،ومن صار يبرر التخلي عن الثوابت بتعليق كل أسباب الهزائم والعقد ومركبات النقص ومظاهر التقصير في بناء الأوطان ورعاية مصالح الشعوب على مشجب القضية الفلسطينية، التي ما شهدت منهم إلا الهزائم والتراجع والتنازل والتخاذل والتخذيل بافتعال الخلافات ،حتى انتقلت تلك الآفة إلى أهل الأرض المقدسة،وكانت الطامة الكبرى ما فعلته سلطة أوسلو العميلة منذ أن دنست ثرى الوطن بالأفعال الإفسادية أكثر مما دنسه الغزاة اليهود الخزر الأغراب .

ـ أخيرًا أضم صوتي إلى صوتك وأقول: 6

لماذا تمغربها ؟ وقد خلقها الله (متصحورة) عاشقة للحرية وصفاء السماء ،وامتداد الصحراء اللامتناهي . وما ضرَّ لو بقيت بقعةٌ يُعبد فيها الله بلا حواجز أو مراسيم ؟ وما الذي يغيظ الآخرين في شعبٍ ينشد التحرر والاستقلال وحرية الإرادة ؟ فربما لو بقيت أصيلة غير (متغوربة) أفضل بكثير لكل العرب ولكل المتغوربين الاغترابيين التائهين الغرباء في أوطانهم ،المستأسرين للنصائح واجبة التنفيذ،المرتهنين للقرارات الفوقية .

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى