عاجل …إلي مليون ناخب / خمسة في الميزان
عاجل …إلي مليون ناخب / خمسة في الميزان
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه رسالة مفتوحة ليست موجهة إلى عنوان واحد كما هو حال الرسائل المفتوحة السابقة ، بل هي رسالة لها مليون عنوان ، يزيد قليلا أو ينقص قليلا ، وهي رسالة لن تكون أقل قسوة ولا أقل صراحة من الرسائل السابقة رغم أنها ليست موجهة لا إلى رئيس ولا إلى وزير ولا إلي مدير.
هذه رسالة موجهة إلي المواطن العادي الذي كنت أكتب دوما باسمه والذي أجدني اليوم ملزما بأن أكتب إليه. أكتب إليه لأقول له علي السريع وبالمختصر المفيد : لا يمكن لقطيع من الأرانب أن ينتخب أسدا يقوده ، كما أنه لا يمكن لقطيع من الأسود أن يقبل بأرنب يقوده.
كما تكونوا يولى عليكم.
فإذا كان الشعب الموريتاني قد أصبح مؤهلا لأن يعيش حياة كريمة فإنه سيختار بالتأكيد من سيوفر له تلك الحياة ، أما إذا كان هذا الشعب لم يزل يقبل بأن يكون مجرد قطيع من الأرانب أو قطيعا من الغنم فهو لن يختار يوم الثامن عشر إلا من سيذله ويظلمه وينهب ثرواته الطائلة ويزيده جوعا وعطشا ومرضا وجهلا وظلما.
فهل سيكون الشعب الموريتاني أهلا لحياة كريمة ؟ وهل ستكون السنوات الخمس القادمة أسوأ من الخمسين سنة التي سبقتها أم أنها ستكون بداية لمرحلة جديدة من الرقي والتقدم ؟
ذلك سؤال لا يستطيع أن يجيب عليه إلا الشعب الموريتاني من خلال صناديق الاقتراع في يوم الثامن عشر من يوليو الجاري ذلك اليوم الذي سيكون له ما بعده كما كان له ما قبله.
قديما قالوا: الطيور علي أشكالها تقع. وحديثا يجوز لنا أن نقول : الشعوب لأشكالها تنتخب !
لحظات قصيرة جدا سيقضيها الناخب خلف الستار في مكاتب التصويت ستحدد مصير بلد بكامله ولسنوات خمس قادمة إذا لم تعرف فاصلا انقلابيا يقطع تلك المأمورية !
فهناك إذا فرصة ثمينة سيمنحها التاريخ للشعب الموريتاني يوم الثامن عشر والتاريخ بخيل في منح الفرص ، فهل سيستغل الشعب الموريتاني تلك الفرصة أم سيضيعها ؟
الشيء الوحيد الذي يجعلنا نتفاءل هو ما خلفته تلك الأيام العصيبة التي عاشها الشعب الموريتاني في الأشهر الماضية والتي لابد أن يكون الشعب قد تعلم منها شيئا ما.
هناك أشياء لا يمكن للناس أن يتعلموها إلا من خلال الأزمات ولكل أزمة وجهها المضيء، وحديثا قالوا شيئا لا يختلف كثيرا عن هذا.
سيختار المواطن الموريتاني رئيسه وهو ـ أي المواطن ـ سيكون في كل الأحوال مسؤولا و شريكا في كل ما سيحدث في السنوات الخمس القادمة. فإن عرفت البلاد تنمية فسيكون الفضل في ذلك راجعا إلي الناخب الذي كان جادا في اختياره . وإن عرفت البلاد مزيدا من البؤس والتخلف والضياع فلا يلومن الشعب الموريتاني إلا نفسه لأنه كان هو السبب في ذلك نظرا لعدم تحمله لمسؤوليته ونظرا لعدم التزامه بواجبه الوطني .
وإذا كانت تلك اللحظة القصيرة التي سيقضيها الناخب خلف الستار سيؤثر فيها المال أو القبيلة أو الجهة أو الايدولوجيا أو العاطفة أو المجاملة فذلك يعني أننا مقبلون على سنوات خمس عجاف ، سنوات من التيه والضياع سيكون الخاسر الأكبر فيها هو الشعب الموريتاني.
قديما قالوا “الصيف ضيعت اللبن “.
أما إذا كان ذلك الخيار نابعا من القناعة والضمير و لا يشوبه المال السياسي ولا توجهه القبيلة ولا الجهة ولا تتحكم فيه العاطفة ولا يطبعه عدم الاكتراث فوقتها سيكون من حقنا أن نتفاءل كثيرا وأن ننظر إلى المستقبل بثقة واطمئنان .
قد يكون من الطبيعي جدا أن يجتهد بعضنا ويخطئ في اختياره ، لا مشكلة هناك ، لكن المشكلة تكمن في من يمنح صوته ويعطي اختياره لمن يعلم مسبقا بأنه ليس أهلا لتلك الثقة ، ذلك هو الثقب الذي قد يغرق السفينة بكاملها .
وإذا كان يشرع للمواطن العادي ـ في ما مضي ـ أن يتنصل من كل مسؤولية وأن يحمل الرؤساء كل الإخفاقات والانتكاسات التي شهدتها البلاد ، فإنه اليوم لم يعد مقبولا من هذا المواطن أن يتهرب وبشكل كامل من تلك المسؤولية لأنه يتحمل جزءا كبيرا من تلك الإخفاقات .
فلا يجوز للمواطن الذي يرتكب حماقة كبرى أثناء تأديته لواجبه الانتخابي أن ينتقد السلطات القادمة لارتكابها حماقات أكبر أثناء ممارستها لمأموريتها الانتخابية .
فهذه الحماقة بتلك والبادئ أشد حمقا ، قديما قالوا شيئا كهذا .
كما أنه لا يجوز للمواطن أن يلعن الديمقراطية لأنها لم تطعمه من جوع أو تؤمنه من خوف في الوقت الذي يتجاهل فيه أن الديمقراطية هي نظام متكامل لا يعمل بشكل طبيعي إلا إذا أستغل فيه كل طرف الفرص التي يتيحها له ذلك النظام .
لن تأتى الانتخابات القادمة بشيء جديد إذا لم يستطع الناخب أن يستغل الفرصة الثمينة التي قد لا تتكرر قبل خمس سنوات والتي ستتاح له في يوم الثامن عشر من يوليو الجاري .
يوم واحد سيحدد طبيعة 1825 يوما قادما ، ولحظة قصيرة جدا سيقضيها الناخب خلف الستار ستؤثر وبشكل قوي على حياة ما يزيد علي ثلاثة ملايين من الموريتانيين ولمدة 43800 ساعة قادمة .
المخطئ حقا هو من سيضيع تلك اللحظة الفريدة والتي لا بد أن تترك بصمة ايجابية أو سلبية علي حياة الناخب نفسه وعلي حياة أبنائه بل وحياة الأجيال القادمة من أحفاده.
وحتى لا نضيع تلك اللحظة الفريدة جاءت هذه الرسالة المفتوحة لتحاول أن تتحدث عن خمسة من المترشحين لرئاسيات 2009 وتعرض عن خمسة .
وقبل أن نضع خمسة من هؤلاء المترشحين علي الميزان لا بد هنا من أن أسجل الملاحظات التالية :
1ـ لن أكتم حسنة أعرفها لأي مترشح كما أني لن أكتم سيئة من سيئاته وإذا حدث أن غابت حسنة أو غابت بعض السيئات فالسبب في ذلك هو جهلي لتلك السيئة أو الحسنة أو لدافع الاختصار أو لأنها وببساطة قد غابت عني أثناء كتابة هذه الرسالة ، وما أستطيع أن أؤكده هنا للقارئ هو أني لن أكتم أي حسنة أو أي سيئة لا لأسباب شخصية أو سياسية أو جهوية أو.. أو …
2ـ الهدف من هذه الرسالة المفتوحة هو إثارة حوار جدي وذاتي لدى الناخب نفسه عسى أن يساعد ذلك في رسم صور حقيقية وصادقة للمتسابقين إلي الرئاسة .
فالهدف من هذه الرسالة المفتوحة ليس تزكية لمرشح أو لآخر وإنما هو تقديم بعض ميزات وعيوب بعض المترشحين للرئاسة وذلك لكي يستأنس بها الناخب مما قد يساعده في الخروج بقرار سليم .
3ـ لقد تم ترتيب المترشحين هنا اعتمادا على الأسبقية في الترشح .
بعد تلك الملاحظات أصبح بالإمكان أن نبدأ في ” تشريح ” الرؤساء الخمسة. ولتكن البداية مع المرشح الأكثر إثارة للجدل أي الجنرال الثائر محمد ولد عبد العزيز وسأقتصر هنا على ما بعد السادس من أغسطس .
أولاـ ” مرشح الفقراء “:
للجنرال قدرة كبيرة علي تجسيد أفكاره ميدانيا ، سواء كانت أفكارا صائبة أم خاطئة ، لا يهم ، فتلك قصة أخري ، المهم هنا أن تلك الخاصية هي خاصية نادرة جدا يتميز بها الجنرال .
ولقد أحدث الجنرال خلال أشهره الثمانية هزات عنيفة داخل المجتمع الموريتاني وبغض النظر عن الدوافع فقد سن الجنرال سننا حسنة أصبح من شبه المستحيل أن يتجاهلها أي رئيس قادم ، ومن هذه السنن أذكر :
1ـ لن يكون باستطاعة أي رئيس قادم أن يقول للشعب الموريتاني أن الدولة لا تملك الإمكانيات الكافية لتوفير الحاجات الأساسية للمواطن كما كان يقال سابقا .
2ـ لن يكون باستطاعة أي رئيس قادم أن يظل ينتقل ـ كما كان يحدث سابقا ـ من القصر الرئاسي إلي القصور والفنادق في الخارج دون أن يخطر بباله علي الأقل أن يزور الفقراء في أكواخهم المتهالكة من حين لآخر .
3ـ لن يكون باستطاعة أي رئيس قادم أن لا يواصل الحرب علي الفساد والمفسدين حتي ولو اقتصرت تلك الحرب علي استخدام القنابل الصوتية التي تحدث صوتا كبيرا دون أن تسقط ضحايا أو علي الأسلحة الذكية التي تصيب ” الخصوم ” وتتجنب ” الأصدقاء ” مثلما كان يحدث في عهد الجنرال .
4ـ لن يكون باستطاعة أي رئيس قادم أن يفكر ـ علي الأقل في المستقبل المنظور ـ في إعادة العلاقات المشينة مع العدو الصهيوني .
أما أخطاء الجنرال المترشح لرئاسيات 2009 فيمكن تلخيصها على النحو التالي :
1ـ استعداد الجنرال للمغامرة بمصير بلد بكامله من أجل تحقيق طموحاته الشخصية .
2ـ الروح الصدامية (بكسر الصاد لا بفتحه ) المسيطرة علي قول وفعل الجنرال .
3ـ غياب روح الشراكة والحوار حتى مع أولئك الذين ضحوا بكل شيء من أجل دعمه .
4ـ لقد نصب الجنرال نفسه وصيا على الشعب وعلي الجيش كذلك ويظهر ذلك جليا عندما هدد ضمنا بالانقلاب في حالة عودة المفسدين أي في حالة تصويت الشعب لأي مرشح آخر فهو قد قال وبالعربي ” الفصيح ” والصريح أن كل منافسيه هم مفسدون ، كما أن فوز الجنرال سيشكل خداشا في ديمقراطيتنا الفتية : انقلاب وتشريع للانقلاب بانتخابات.
5ـ السطحية والارتجال في التعامل مع القضايا الشائكة ولنأخذ كمثال القضية الأكثر ذكرا علي لسان ” الجنرال ” أي محاربة الفساد والمفسدين .
يقسم الجنرال الشعب الموريتاني إلي فريقين : فريق من المصلحين وفريق آخر من المفسدين ، فريق من الملائكة وفريق من الشياطين ، والحقيقة أنه علي هذه الأرض لا يوجد ـ قطعا ـ ملائكة يشتغلون بالسياسة كما أنه لا يوجد فريق كله شياطين . فمن حيث كم المفسدين فإن العدد المحيط بالجنرال من المفسدين يفوق كثيرا العدد المتواجد مع أي مرشح آخر ، أما من حيث ” النوعية ” فيكفي أن نعلم أن كل رؤساء الحكومات في عهد ” معاوية ” وكل رؤساء البرلمانات في عهده هم من أنصار وداعمي”مرشح الفقراء” .
مثال آخر لنقارن بين مسابقة الباكالوريا في العهد الثالث من عهود الفساد ـ حسب تقسيمات الجنرال ـ مع مسابقة الباكالوريا في عهد محاربة الفساد ، ففي العهد الثالث حدثت تجاوزات فردية محدودة جدا تعاملت معها الوزيرة بقسوة وصرامة لم تعرفها وزارة التعليم لا من قبل ولا من بعد ، أما في عهد محاربة الفساد فقد عرفت تلك المسابقة مظاهر واسعة من الغش لم تعرفها إلا في عهد المرشح المنسحب الداعم للجنرال والذي لم ينسحب إلا بعد أن كلف خزينة الدولة مبالغ طائلة لطبع بطاقات التصويت الخاصة به وتلك هي آخر “صرعة ” من الفساد .
الأكيد هنا أن الشاب الذي بدأ حياته العلمية والمهنية بالغش لن يكون شديد الورع أثناء التعامل مع المال العام . ثانيا ـ :”رئيس قطعا ”
من ميزات المرشح أحمد ولد داداه نذكر :
1ـ مؤهلات شخصية متكاملة علميا ودينيا ونضاليا .
2ـ يحسب لهذا المرشح أنه هو السياسي الموريتاني الوحيد الذي استطاع أن يؤسس أكبر حزب في البلاد من حيث العمر ومن حيث الحجم ومن حيث الأداء الميداني رغم كثرة النيران الصديقة والمعادية التي أطلقت على حزبه ورغم الضربات الموجعة التي أتته من حيث يحتسب ومن حيث لا يحتسب .
3ـ التصويت لهذا المرشح هو نوع من رد الجميل لمناضل ظلم كثيرا وسجن كثيرا وصبر كثيرا ، من أجل إرساء ديمقراطية حقيقية في هذا البلد . كما أن التصويت له قد يشجع الآخرين على الصبر والاستمرار في النضال لأنهم سيعلمون أن الشعب ـ لا محالة ـ سيكافئهم على ذلك في يوم قادم حتى ولو طال انتظاره . ثم إن التصويت له هو نشر ثقافة “لا مكافأة إلا بعد تقديم جهد” ، هذه الميزات الأخيرة يتقاسمها “المناضل الصبور” بدرجة أو بآخري مع اثنين من منافسيه في هذه الانتخابات .
4ـ لقد أطلق هذا المرشح في حملته هذه شعارا في غاية الأهمية وأقصد هنا ” موريتانيا الأخلاق ” بدلا من موريتانيا الأعماق أو موريتانيا الآفاق أو موريتانيا الأنفاق أو موريتانيا الشقاق أو موريتانيا النفاق أو موريتانيا الواق واق …..
فنحن في هذه البقعة من الأرض لم نولد وفي أفواهنا ملاعق من ذهب ولم تكن لدينا منذ تأسيس دولتنا مطارات ولا شوارع ولا أي بنية تحتية ونحن لم نزل بعد خمسين سنة علي ذلك الحال ولا حول ولا قوة إلا بالله . ولكن ما يغيب عن الكثيرين هو أننا ولدنا في منظومة أخلاقية راقية وكانت لدينا ” بنية تحتية أخلاقية ” رائعة ميزتنا عن باقي دول العالم . وهذه البنية انهارت تماما وأصبحنا من أكثر الشعوب انحطاطا في القيم (فنحن في سرقة المال العام والخاص والمحلي والخارجي وفي تهريب المخدرات وفي ممارسة الشعوذة والدجل نأتي في أعالي السلم ) .
لذلك فإنه من الواجب علينا قبل التفكير في أي شيء آخر أن نفكر في بناء موريتانيا الأخلاق والتي ستبقي هي السبيل الوحيد لمحاربة الفساد ولبناء موريتانيا عادلة ، متصالحة ، متطورة ..إلخ فمن المؤلم حقا أنه في الوقت الذي بلغت فيه القلوب الحناجر وكاد البلد أن يهوي إلي المجهول ، لم نكن نسمع عن رابطة العلماء والأئمة ولاعن وزارة التوجيه الإسلامي (صناع القيم نظريا ) إلا خلافات شخصية على توزيع الغنائم وتقسيم موارد الوزارة . و لقد سجلت وزارة التوجيه الإسلامي أثناء أشهر الأزمة أكبر كم من الفضائح وسرقات المال العام مع صراعات بلا أول ولا آخر بين الرابطات والوزارة وداخل الرابطات نفسها .
ألا يدعو ذلك إلي التفكير الجاد في بناء موريتانيا الأخلاق ؟؟
أما سلبيات ” المناضل الصبور” فنوردها كما يلي :
1ـ الطبيعة الديكتاتورية للمرشح والتي تظهر من خلال اتخاذ بعض القرارات الهامة دون تشاور .
2ـ تسجل علي الرجل بعض التصريحات والمواقف الغريبة لعل من أكثرها غرابة موقفه في الأشهر الأولي من الانقلاب الأخير .
3ـ العجز عن إقامة تحالفات وشراكات طويلة الأمد مع أحزاب أخري بسبب عدم المرونة في التعامل مع الآخر . ثالثا : “القوي الأمين”
من بين ايجابيات مرشح ” تواصل ” نذكر :
1ـ في حالة انتخابه سيكون لموريتانيا ولأول مرة رئيس مفوه وقادر على أن يكون نجما ـ علي الأقل خطابيا ـ في المحافل والمؤتمرات الدولية .
2ـ انتماؤه إلى تيار أثبت أنه ليس أسوأ أداء من غيره ، ولقد كانت تجارب هذا التيار المحدودة في بعض البلديات وفي بعض الوزارات تحسب له لا عليه رغم أن هناك فجوة كبيرة جدا بين خطاب ” تواصل ” الذي يتميز كثيرا عن خطاب غيره وبين أدائه الذي لا يتميز إلا قليلا عن أداء غيره .
3 ـ لقد نجح “جميل ” وصحبه في تأسيس حزب منضبط جدا ومتماسك جدا حقق لهم نجاحا سياسيا كبيرا كما نجحوا قبل ذلك دعويا وإعلاميا وكذلك على مستوي العمل الأهلي (رغم بعض المآخذ التي لا يتسع لها المقام ).
4 ـ في فاتورة “جميل ” وصحبه يوجد الكثير من التضحيات وهي تضحيات لم يزل يذكرها الشعب الموريتاني(سجن ، تشريد ، تعذيب ..) أما السلبيات فيمكن التحدث عنها علي النحو التالي :
1ـ لقد كان لترشح جميل ـ وبغض النظر عن تبريرات ” تواصل “ـ أثر سلبي على روح الفريق الواحد الذي طبع عمل الجبهة خلال الأشهر الماضية.
2ـ عدم التوقيع على اتفاق الجبهة والتكتل بحجة العودة إلى قواعد الحزب مع العلم أن قرار إفشال الانقلاب اتخذه الحزب دون العودة إلي قواعده والتوقيع على اتفاق الجبهة والتكتل إنما هو امتداد لقرار إفشال الانقلاب .
3ـ هناك إشارات عديدة وتصريحات من الجنرال و من نائب رئيس حزب تواصل ربما تنذر بأن هناك شيئا ما يعد له تواصل خلال الشوط الثاني مما يعني أن الصدمة التي تعودنا عليها مع كل لحظة حرجة والتي تأتي دائما من حيث لم يكن يحتسب قد تأتي هذه المرة من ” تواصل” .
رابعا : ” رجل المرحلة ” لنعد قليلا إلى المرحلة الانتقالية للتحدث عن المرشح أعل ولد محمد فال الذي ينسب إليه خصومه كل سيئات المرحلة الانتقالية في الوقت الذي ينسبون حسناتها لغيره . أما أنصاره فإنهم ينسبون له كل حسنات المرحلة الانتقالية في الوقت الذي يحملون لغيره سيئاتها .
نحن هنا سننصف “العقيد ” وسنحسب له كل حسنات المرحلة الانتقالية في الوقت الذي سنحمله كل سيئاتها . من حسنات رجل المرحلة :
1ـ حس وطني كبير جعله يضع عمليا مصلحة الوطن فوق مصلحة القبيلة و الجهة وغير ذلك وهو ما سبب له مشاكل كثيرة .
2ـ الرجل الذي قد يكون ظلم إعلاميا يرجع له الفضل بأنه أول رئيس وآخر رئيس حتى الآن حاول أن يجعل من الإعلام الرسمي إعلام دولة لا إعلام سلطة .
3 ـ أول رئيس يترك السلطة طواعية .
4ـ أحدث زيادات هامة في أجور العمال مع مراجعة بعض الاتفاقات المجحفة مع شركات عالمية ، هذا فضلا عن كونه المرشح الوحيد الذي يمكن أن يجمع بين ثقة الجيش وثقة المدنيين . أما سلبياته فنذكر منها :
1ـ لم يحاول ـ علي الأقل ـ أن يتناغم مع مشاعر الموريتانيين فيما يخص العلاقات مع إسرائيل ، كما أنه ظل يرفض الترخيص لحزب تواصل الشيء الذي اعتذر عنه وبشكل ضمني مؤخرا .
2ـ الفساد الكبير الذي شهدته المرحلة الانتقالية. خامسا : “مرشح الضمير ”
1ـ التصويت لمرشح الجبهة ليس مجرد عملية تصويت عادية وإنما هو بمثابة جرعة لتعزيز الوحدة الوطنية وحقنة لتقوية اللحمة الوطنية .
2ـ لهذا “المناضل الكبير “سيرة نضالية متميزة وحافلة بالتضحيات .
3ـ لقد أثبت رئيس الجمعية الوطنية بعد انقلاب السادس من أغسطس بأنه يستحق فعلا أن يلقب بمرشح الضمير وبفارس الديمقراطية في هذا البلد .
4ـ لقد أثبت “المناضل الكبير” ميدانيا بأنه قادر دوما علي أن يضحي بالألقاب السامية من أجل أن يبقي وفيا لمبادئه . أما سلبياته فيمكن تلخيصها علي النحو التالي :
1ـ لقد شكل عائقا في وجه التغيير في انتخابات 2007 .
2ـ لم تستطع الحكومة التي شارك فيها حزبه بأربعة وزراء من أن تثبت للمواطن الموريتاني أن العيش في ظل نظام ديمقراطي يختلف عن العيش في ظل نظام ديكتاتوري .
عزيزي الناخب تذكر جيدا عندما تقف خلف الستار بأن موريتانيا تحتضر وأنه لن ينقذها إلا صوتك ..
وتذكر في تلك اللحظة أنه من العار أن تفشل في أن تكون وطنيا علي الأقل خلال ثواني معدودة ستقضيها خلف الستار . عار عليك أن تبخل بثواني قليلة في سبيل المصلحة العامة ، عار عليك ذلك ، عار ، عار..
تصبحون علي انتخابات شفافة .
محمد الأمين ولد الفاظل
رئيس مركز ” الخطوة الأولي ” للتنمية الذاتية هاتف 6821727 elvadel@forislam.com www.autodev.org