الموريتانيون بالخارج و الأزمة الموريتانية الحالية
لقد تمكن بعض الموريتانيين داخل موريتانيا
من التعبير عن رفضهم للأزمة السياسية
الموريتانية الحالية نظرا للأضرار
البالغة التي سببتها في مختلف جوانب
الحياة الموريتانية. وفي نفس السياق، تعبر
السطور التالية عن رأي مواطن موريتاني
مقيم باحدي الدول العربية حول الانعكاسات
السلبية التي سببتها هذه الازمة للمقيمين
في الدول الاسلامية و العربية بشكل خاص.
لما تم تناوب السلطة في موريتانيا بشكل
سلمي وحضري سنة 2007 استفاد المويتانيون في
الدول الاسلامية و العربية من التمتع
بالانتماء الي هذه الدولة خلال الاشهر
التي سبقت الازمة الحالية. فمعظم
المورتانيين بالخارج استفادوا باشكال
مختلفة من التميز الذي اكتسبته مورتانيا
علي الصعيد السياسي عندما قبل منظمو
انقلاب 2005 تسليم السلطة سلميا الي رئيس
انتخبه الشعب بمكوناته العسكرية و
المدنية. فكنت تجر الحديث و التعليقات
الايجابية حول مورتانيا بمجرد الافصاح في
الخارج عن هويتك المورتانية. و بدأت معظم
الشعوب العربية و الاسلامية تحس بنوع من
الغيرة و تبحث عن طرق استنساخ التجربة
الموريتانية التي كانت و لازالت الثانية
بعد التجربة السودانية عند ما تخلي الرئيس
سوار الذهب عن السلطة بعد انتخابات 1986.
وقد عوض هذا التميز موريتانيا عن غياب
دورها الملحوظ في ماضي و حاضر الأمتين
الاسلامية و العربية. فهي لم تشارك في عصور
الدولة الأولي كما شاركت السعودية و سوريا
و العراق مثلا بمدن مثل مكة و دمشق و بغداد
باحتضانهم لصدر الدوولة الاسلامية و
العصر الاموي و العباسي علي التوالي. كما
لم تمتلك مورتانيا مدنا عصرية و محورا
للاقتصاد العالمي مثل دبي و جاكارتا و
كوالالمبور. و كابسط دليل علي غياب
موريتانيا علي الساحة الاسلامية و
العربية في الماضي و الحاضر أنك لازلت تجد
من يجهلها في الدول المجاورة.
وهكذا يمكن اعتبار أن من تسببوا في هذه
الازمة قد سحبوا البساط تحت عشرات الآلاف
من الاساتذة و المهندسين و التجار و
المقيمين في الخارج و تسببوا في شعور معظم
افراد الجاليات المورتانية في الدول
الاسلامية والعربية بالخجل عندما تتصدر
دولتهم عناويين الاخبار كدولة في وضع
لادستوري. هذا بالاضافة الي أن معظم فاعلي
الخير حاليا يتحفظون علي التعامل مع
الجمعيات الغير حكومية بحجة ان البلاد غير
مستقرة. و نحن نعلم أن كثيرا من
الموريتانين في الداخل يعتمدون في قوتهم
اليومي علي ما تجلبه لهم هذه الجمعيات. و
هذا يعني أن الازمة المويتانية الحالية لا
تضر المورتانيين في الخارج لوحدهم بل تضر
ذويهم ومن يعتمدون عليهم ايضا.
المختار ولد حنده