موريتانيا : ولد عبد العزيز .. من جنرال انقلابي الى رئيس منتخب
نواكشوط – باريس – وكالات الانباءكرر الرئيس الموريتاني المنتخب الجديد الجنرال محمد ولد عبد العزيز مساء الاحد نفي حصول اي تزوير في الانتخابات الرئاسية كما تتهمه المعارضة بذلك. وقال عبد العزيز لشبكة تلفزيون فرانس 24 “حصلت على 58 ، %52 من الاصوات ، ولم نبذل اي جهد غير قانوني للحصول على هذه النتيجة. والناس الذين يدعموننا لم يقوموا بأي تزوير ولم يغشوا”.
واضاف ان “الانتخابات اجريت بطريقة شفافة” ، مشيرا الى انه “تنحى عن الحكم” ليقوم بحملته وانه “لم يستخدم الوسائل التي تملكها الدولة”. واوضح عبد العزيز ان الانتخابات بالنسبة الى موريتانيا هي “عودة الديموقراطية ، لاني انتخبت بطريقة شفافة وديموقراطية وحرة. وهي فرصة لموريتانيا لتخرج من عدد كبير من المشاكل وطي صفحات الماضي”.وكرر الرئيس الجديد قوله ان “اولوياتي ستكون بالضرورة النضال من اجل تطوير بلادي ، والتصدي للفساد والتبذير والارهاب والمخدرات وظاهرة الهجرة السرية والفقر ، لاخراج البلاد من الركود الاقتصادي”.
وفي مؤتمر صحافي عقده خلال النهار ، رد عبد العزيز على اتهامات المعارضة بالتأكيد “لا يكفي القول انه حصل تزوير بل من الضروري تقديم الادلة”.الى ذلك قالت الحكومة الموريتانية ان الجنرال عبد العزيز الذي أطاح بأول رئيس موريتاني منتخب ديمقراطيا في انقلاب العام الماضي فاز في انتخابات الرئاسة من الجولة الاولى.
وقال وزير الداخلية محمد ولد ارززيم بعد ساعات من رفض مرشحي المعارضة الرئيسيين للانتخابات بوصفها زائفة ان عبد العزيز حصل على 52,6 من الاصوات. وقال ارززيم انه لا توجد اي شكاوى رسمية مما يلغي الحاجة الى اجراء جولة اعادة. ولا يزال يتعين ان تقر المحكمة الدستورية نتيجة الانتخابات.والجنرال محمد ولد عبد العزيز البالغ من العمر 53 عاما نأى بنفسه عن سمعته على انه رجل متكتم او “رجل الظل” حيث جاب كل انحاء البلاد مكثفا الخطابات العلنية لا سيما في الاحياء المحرومة.وولد الرئيس السابق للحرس الرئاسي الموريتاني سنة 1956 في اكجوجت (شمال شرق نواكشوط) وهو ينتمي الى قبيلة “الصالحين” ولاد بوصبع التي ينتشر افرادها في موريتانيا والمغرب المجاور. ووالده الذي كان يعمل تاجرا عاش لفترة طويلة في السنغال.
انخرط ولد عبد العزيز في الجيش الموريتاني عام 1977 بعد تخرجه من الاكاديمية الملكية العسكرية في مكناس بالمغرب وكان وراء تشكيل الكتيبة التي تشكل الحرس الرئاسي الذي كان يقوده منذ نظام ولد الطايع 1984( – 2005). وحول هذا السلاح في الجيش الى عنصر شديد النفوذ في الحياة السياسية الموريتانية اذ كان الحرس الرئاسي بالفعل مصدر الانقلاب على الرئيس معاوية ولد الطايع في اب ,2005 وقد انضم ايضا الى المجلس العسكري الذي قاد البلاد من 2005 الى 2007 قبل تسليم السلطة الى المدنيين بعد انتخابات ديموقراطية اشاد بها المجتمع الدولي.
وفي كانون الثاني 2008 تمت ترقية العقيد عبد العزيز الى رتبة جنرال وقائد أركان خاص برئيس الدولة. وكان نشيطا بشكل خاص في مكافحة الإرهاب مبتعدا عن خط رئيس الدولة الذي كان يقول ان الإرهاب غير موجود في موريتانيا. وتدهورت العلاقات سريعا بين الرجلين. ورغبة منه في الحد من نفوذه ، اصدر الرئيس الموريتاني مرسوما صباح 6 اب 2008 لاقالته من منصبه. وبعد ساعات تولى الجنرال عبد العزيز قيادة الانقلابيين للاطاحة بالرئيس والغى كل التعيينات الرئاسية الاخيرة في صفوف الجيش.
نقلا عن صحيفة الدستور
www.addustour.com
Date : 21-07-2009