الانقطاع الكهربائي في المقاطعات المنخفضة “بانواكشوط”
لقد عاشت المقاطعات المنخفضة في مدينة نواكشوط لليوم الثاني على التوالي الانقطاع المستمر في التيار الكهربائي والتواصل التام مع المياه الراكدة الضارة بالصحة بعد التعفن الذي بدأ يغلب عليها.
أما على مستوى الأسر فالمتضرر الأول هو الثلاجات التي أودعها أهلها مئونة شهر الصيام من لحوم بأنواعها وألبان ومشتقاتها بعد أن أثقلت كاهل الأسر في طريقة الحصول عليها إما بالدين وإما بصرف المدخرات كل هذا تعفن وصارت طريقة التخلص منه أصعب من طريقة الحصول عليه.
وأما المتضرر الثاني هو الهواتف النقالة بعد أن نفدت مخزونها الكهربائي وانقطعت الاتصالات بين الأسر وذويهم وتعطلت الكثير من الأعمال.
أما على المستوى الحرفي فقد قمنا بجولة داخل مصلحي العجلات المطاطية للسيارات وكانوا قد تضرروا من الانقطاع في التيار الكهربائي تضررا بالغا إذ لم يجدوا قوت يومهم وعادوا يوم أمس بأيدي خاوية
إلى أهلهم و”لم يجدوا من يدين لهم قوت يومهم ويبدو -كما يقولون- أن اليوم مثل سابقه” ويتابعون جلوسهم الممل.
وعندما سألناهم ماذا ينتظرون قالوا ننتظر من يشتري إطارا أو من أودعنا آخر قبل انقطاع الكهربائي وهو الآن صالح أو من يقضي لنا دينا نطالبه به -وأستدرك بعد لحظات- أن الكهرباء قد يعود في أي لحظة.
أما أعمر صاحب “ميشلين” في لكصر الواقع تحت الشجر لديه مكينة تعمل بالوقود كان يوم حظه هو اليوم واليوم الذي قبله وكان سعيد بانقطاع الكهرباء ولكنه يخفي شعوره بالسعادة إذ كل الحضور عنده هم أهل “ميشلاهات”.
وعند ما سألناه هل دخله اليوم أكثر من الأيام الماضية يجيب بابتسامة عريضة ملؤها السعادة والحبور ويرقب زبائنه بعينيه وأردف قائلا “إن انقطاع التيار يتأثر منه الجميع”،
وعندما طلبنا منه أن يزيد لنا عجلة عربتانا قال “إن الزيادة ب100 أوقية ويجب أن ندخل في الصف” وعلمنا أن الأسعار تضاعفت في مثل هذا اليوم، وأن الرجل وجد يومه.