مهنة الحلاقة : “انقطع رزقنا مع انقطاع التيار الكهربائي”
الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في انواكشوط ما يزال يكبد المحلات الصغرى الكثير من الخسائر المادية الجسيمة دون ظهور إي بوادر لانتهاء هذه الأزمة مما جعل بعضهم يبحث عن مصادر بديلة للطاقة منهم من نجح ومنهم من فشل.
في هذا الإطار قمنا بجولة داخل محالات الحلاقين فوجدنا:
حلاقين علقت أيديهم وجلسوا كالمساكين يرقبون
السماء لا حول لهم ولا قوة إن رأوا بوادر مطر فزعوا وإن رأوا برقا فرحوا ظننا منهم أن التيار قد عاد ويزداد الضغط عليهم كلما جاء زبون يريد أن يحلق.
وقد انقسموا في التعاطي معنا عندما سألنهم هل يمكن أن نأخذ منهم صورة يوضح مأساتهم التي يعيشون، منهم من تريب ورفض وقال نحن بخير في الليلة الماضية جاءنا التيار الكهربائي لمدة ساعتين ولا نريد المشاكل مع أي أحد.
وهناك قسم آخر من الحلاقين قد أغلق محله وخلد إلى الراحة مما يمكن أن يدخله في بيات شتوي واستسلام للتكاسل حتى يفتح الله وهو خير الفاتحين.
وآخرون استقبلونا بكل حفاوة وسرور قالوا لقد انقطع رزقنا مع التيار الكهربائي نحن نعيل أسرا بأكملها وعندنا التزامات وعلينا مستحقات نصرفها لأهلها وهكذا زادت الأعباء علينا وليس لنا إلا الله ورئيسنا.
وهناك آخرون حاولوا أن يجدوا بديلا واشتروا مولدا صغير لكنه لم ينجح في المهمة التي شروه لأجلها
فزاد العبء عليهم حيث صرفوا فيه نفقات إضافية وهم من لا يتحملون الزيادة في الإنفاق في مثل هذه الظروف وشكوا وكادوا أن يكونوا ممن بكوا وأضاف محمد الأمين “أنظر إلى آلاتي معلقة منذ انقطاع التيار الكهربائي”.
أما الحلاق الشيخ قبالة “مرصت سيدي” في تيارت فهو مرتاح إذ لم يتردد وفهم أن الانقطاع في التيار الكهربائي سيطول
ويطول فبادر إلى شراء مولد كهربائي ونصبه يومه الأول أمام محله وعندما علم أن مقامه سيطول أمام المحل عمد إليه وجعله على سطح محله وهو يقدم خدمته المعتاد التي كان يقدمها لزبائنه على أحسن ما يرام
وهو مرتاح نفسيا إذ الأمور شبه عادية ما لم تسأله بما اشتري المولد.
لكنه يجيبك قائلا ستون ألف اوقية وهو مبلغ ضخم مقارنة مع دخل محدود.