تذبذب مستوى السكر أثناء الصيام
مرض السكر من الأمراض التي تتطلب تعديلا في النظام الغذائي والعلاجي خلال شهر رمضان المبارك، ويتم ذلك وفقا لتعليمات الطبيب واختصاصي التغذية حتى لا يتعرض المريض لهبوط حاد في مستوى سكر الدم أثناء الصيام أو ارتفاعه بعد تناول وجبة الإفطار، أو لأي مضاعفات أخرى.
تغير النظام الغذائي
تقول غدير حمدان السوسي اختصاصية التغذية العلاجية، إن تغير النظام الغذائي في رمضان يؤدي إلى اضطراب نسبة السكر في الدم، فغالبية المصابين بداء السكري يتناولون في الظروف العادية ثلاث وجبات يومية ممثلة في الإفطار والغداء والعشاء، وقد تتخللها وجبات خفيفة.
أما في شهر رمضان فإن الوجبات تقل عددا لتصبح إفطارا وسحورا، وقد يتناول الفرد وجبة خفيفة بينهما، ومن أمثلة التغير الغذائي خلال شهر رمضان تناول التمر في مائدة الإفطار والعصير بأنواعه والمقليات والحلويات المختلفة والوجبات الغنية بالدهون وهذه التغيرات تعني إما:
انخفاض السكر في الدم
إذ أن التغير الحاصل في عدد الوجبات وأوقاتها يؤثر مباشرة على كميات السعرات الحرارية اليومية للصائم فيحصل نقص فيها، خصوصا في الأيام الأولى من الصوم، كما أن الصوم يؤثر على النشاط اليومي، فيقل في الغالب خلال النهار ويزداد خلال فترة الليل وقد يعكس هذا الاختلاف في النشاط انخفاضا في نسبة السكر في الدم، ومن أهم أعراضه الشعور بالتعب وتكرار التبول والشعور بالعطش والشعور بنمنمة أو وخز في أصابع القدمين واليدين وزوغان البصر والرجفة وتصبب العرق وقلة التركيز والجوع الشديد والعصبية. ومن الممكن أن يؤدي لظهور أعراض أكثر خطورة مثل التشنجات العصبية وفقدان الوعي نتيجة لزيادة النشاط الجسماني أو عدم اخذ كمية كافية من الطعام بعد تناول علاج السكر.
وفي هذه الحالة على المريض تناول قطعتين من السكر أو شرب نصف كوب من عصير محلى.
ارتفاع السكر في الدم
وقد يتعرض مريض السكر لارتفاع في نسبة السكر في الدم ومن أهم أعراضه: الم في البطن، كثرة التبول، الجفاف الشديد في الجلد والفم، سرعة التنفس، ونقصان في الوزن. وعلى المريض عند الشعور بأعراض الارتفاع بسبب تناول كمية كبيرة من الأغذية أو عدم القيام بالتمارين المعتادة وعدم اخذ العلاج أو نتيجة للوقوع تحت ضغط نفسي، أن يقيس نسبة السكر في الدم ويراجع الطبيب لأخذ مخفضات السكر مع إتباع حمية غذائية مناسبة والقيام بنشاطات وتمارين معينة.
من جهته يوضح الدكتور عبد الله الحربش استشاري أمراض الغدد والسكر، أن لمرض السكر عدة أنواع، فهناك نوع يعتمد على إعطاء الانسولين ونوع آخر قد يكون ناتجا عن عدم استجابة خلايا الجسم للانسولين. وهناك أنواع أخرى تصاحب أمراضا أخرى، ويندرج تحت هذا المضمون ما يسمى بسكر الشباب الوراثي.
ويقول، إن الصيام يعتمد على نوع السكر ونوع العلاج ووجود مضاعفات وأمراض مصاحبة، والطبيب وحده هو الذي يعرف إمكانية صيام المريض بعد النظر في قدرته وموازنة ذلك بالمضار التي قد يصاب بها. فالصيام بحد ذاته لا يؤثر على المريض، ولكن عدم تعاطي العلاج بسبب الصوم يكون له أثره السلبي على المريض.
وبالنسبة للمرضى المعتمدين في علاجهم على تنظيم الغذاء فقط، فيمكنهم الصيام بأمان، بل قد يفيدهم الصيام ويساعدهم على تقليل الوزن إذا كانوا من أصحاب الوزن الزائد.
أما بالنسبة لسكر الشباب الوراثي فلا يمثل الصوم أي خطورة على المصابين به إذا اتبعوا الشروط التالية:
*محاولة ضبط السكر بالدم.
*اخذ جرعات الانسولين بانتظام.
*إجراء تحاليل دورية ومنتظمة لقياس مستوى السكر في الدم لأن ذلك كفيل بتجنب المضاعفات الخطيرة.
*عند إحساس الصائم بأعراض انخفاض السكر عليه الإفطار مباشرة.
*جب تناول وجبة السحور في وقتها قبل أذان الفجر وليس في وقت مبكر من الليل تفاديا للتعرض لانخفاض السكر وقت الصيام، ويفضل القيام بالأنشطة الرياضية في المساء أي بعد الإفطار لأن الرياضة تلعب دورا كبيرا في ضبط مستوى السكر في الدم، ولكن يفضل ألا تمارس الرياضة أثناء فترة النهار أو في الجو الحار ويجب ألا تكون عنيفة حتى لا يتعرض المصاب لانخفاض السكر، كما يجب ضبط كمية ونوعية الوجبات الغذائية.
* الامتناع عن كل ما أضيف إليه سكر خالص، كالحلويات بأنواعها، الشوكولاتة، السكر، العسل، المربى، الجلي، الفاكهة المعلبة، الآيس كريم، الكيك بأنواعه، البسكويت المحلى، الكريم كراميل، العصائر المحلاة، الحليب المكثف والمشروبات الغازية، ولا مانع من أن يبدأ مريض السكر فطوره بحبة او حبتي تمر.
*الإقلال من تناول الملح.
*الإكثار من تناول الخضر والفواكه لاحتوائها على الألياف والفيتامينات الضرورية للجسم.
*تفادي المواد الدسمة والاعتماد على الشواء قدر الإمكان.
تغير النظام العلاجي
وتشير الاختصاصية غدير إلى أن التغير الواضح في النظام الغذائي والنشاط اليومي خلال الصيام يحتم تغيير النظام العلاجي ويكون هذا التغيير تحت إشراف طبي. وعدم استشارة الطبيب قد تؤدي إلى انخفاض شديد لمستوى السكر في الدم خلال فترة الصيام أو ارتفاع شديد فيه بعد الفطور.
مواعيد العلاج
الذين يتعاطون الحبوب
ويكون تناول حبوب السكر قبل تناول وجبة الطعام بـ 15دقيقة ويمكن للصائم المصاب بالسكري اخذ الحبوب مع التمر في وجبة الإفطار قبل صلاة المغرب، ثم يتناول الإفطار بعد الصلاة.
أما وجبة السحور فيتناول المريض علاجه قبلها بـ 15دقيقة.
الذين يتناولون الانسولين
ويبين الدكتور الحربش أن تناول الانسولين يكون صباحا ومساء وتكون الجرعة الصباحية أعلا من المسائية وهناك طريقتان لتناول الانسولين. الأولى، عن طريق خلط الانسولين العكر والصافي، والأخرى عن طريق القلم.
1ـ وبالنسبة للطريقة الأولى، فعلى سبيل المثال، شاب عمره 13سنة يريد الصيام وآخر نسبة للهيموجلوبين السكري hba 1c كانت %8 وهو ملتزم بالنظام الغذائي ولا يعاني من أي أمراض أخرى. وجرعة الانسولين هي في الصباح عشرون وحدة من السكر العكر وست وحدات من الصافي، وفي المساء ثماني وحدات من العكر وأربع وحدات من الصافي، فيجب إتباع النظام التالي:
آخر يوم من شعبان:
الصباح: 20 عكر ـ 6 صافي
المساء: 8 عكر ـ 4 صافي
أول يوم من رمضان:
السحور: 8 عكر ـ 2 صافي
الفطور: 20 عكر ـ 4 صافي
ثاني يوم رمضان:
السحور: 4 عكر ـ 2 صافي
الفطور: 20 عكر ـ 6 صافي
ويستمر المريض على هذا النظام بقية أيام الشهر.
آخر يوم من رمضان:
السحور: 4 عكر ـ 2 صافي
الفطور: 20 عكر ـ 6 صافي
أول أيام العيد:
الصباح: 12 عكر ـ 4 صافي
المساء: 8 عكر ـ 4 صافي
ثاني أيام العيد:
الصباح: 20 عكر ـ 6 صافي
المساء: 8 عكر ـ 4 صافي
2 ـ أما بالنسبة للذين يستعملون القلم او الانسولين المخلوط، فعلى سبيل المثال إذا كانت الجرعة صباحا 20 وحدة ومساء 6 فيتبع النظام التالي:
آخر يوم من شعبان:
الصباح: 20 وحدة
المساء: 6 وحدات
أول يوم رمضان:
السحور: 3 وحدات
الفطور: 20 وحدة
ثاني يوم من رمضان:
السحور: 3 وحدات
الفطور: 20 وهكذا بقية الشهر
يوم العيد:
الصباح: 16 وحدة
المساء: 4 وحدات
ثاني أيام العيد:
الصباح: 20 وحدة
المساء: 6 وحدات
وتشير الاختصاصية غدير إلى أن يوم العيد يحدث فيه تغير مفاجئ في النظام الغذائي الذي كان متبعاً خلال شهر رمضان.
لذا يجب على الصائم المصاب بداء السكري أن يجعل التحول في نظامه الغذائي تدريجيا منعا لإصابته بزيادة السكر في الدم وكذلك التخمة.