العلامة لمجيدري بن حبيب الله اليعقوبي الموسوي (1165- 1204هـ)
نمودج من خطه (الصفحة الأولى من
“مبين الصراط المستقيم”)
هو محمذن بن حبيب الله (حب الل) بن الفاضل (الفاللي) بن أتفغ موسى بن يعقوب بن أبي موسى بن يعلى بن عامر بن يعلى بن ابهنضام (أحد الخمسة المنشئين لتحالف “تشمشه”).
أمه مريم بنت ألفغ محمد المجلسية من بطن “إدوجان”.
لقبه سلطان المغرب محمد بن عبد الله الإسماعيلي بـ”المجيدري” لما فيه من أثر الجدری الذی کان آثره واضحا فی وجهه.
أشیاخه:
العلامة: محمذن بن آب بن المختار بن ألفغ موسى (خاله).
العلامة المختار بن بون الجكني (ت 1220هـ ).
العلامة: أحمد محمود بن الفغ الخطاط وقد أخذ عنه آیضا طريقة الناصرية.
كما كانت للعلامة المجيدري بن حبيب الله أثناء رحلته للحج التی زار فیها المغرب ومصر والحجاز مع كل من:
مرتضى الزبيدي.
حمدون بن الحاج الفاسي.
عبد الوهاب التازي (تلميذ الدباغ) وقد أخذ عنه التصوف، (وهو الذي كوشف له عن وفاة المجيدري فأخبر تلامذته بها).
أحمد بن ادريس الفاسي.
سلطان المغرب محمد بن عبد الله الإسماعيلي
فکان محل إعجاب وتقدير وإفادة واستفادة..
عاد العلامة من رحلته شيخا صوفيا يلقن الطريقة النقشبندية (فرع الطريقة الشاذلية) ويدعو إلى الأخذ بالأصلين.. ويرفض الخوض في علم الكلام.
تلامذته:
أحمد بن إدريس الفاسي (هم بالرحيل معه إلى شنقيط فمنعه شيخه “التازي”).
مولود بن أحمد الجواد اليعقوي.
البخاري بن الفلالي.
محمد بن سيد محمد التيشيتي السباعي (الذي تركه المجيدري متمسكا بمشهور مذهب الإمام مالك وأبي الحسن الأشعري.
مؤلفاته:
اشتهر عند الناس أن المجيدري أحد أربعة لم يبلغ شأوهم في العلم، وأن اثنان من الأربعة عقبا (تركا أولادا ومؤلفات)، واثنان لم يعقبا، والأربعة هم:
الشيخ محمد اليدالي (عقب).
العلامة سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم (عقب).
ابن رازگه (لم يعقب).
المجيدري (لم يعقب).
لكن عثر المجيدري على بعض المؤلفات منها:
نظم في رسم القرآن يقول في بدايته:
يقول بادئا ببسم الله = = محمد نجل حبيب الله
المالكي المذهب اليعقوبي = = نسبا الراجي امحاء الحوب..
ومما يعزى للمجيدري من المؤلفات: كتاب “مبين الصراط المستقيم” مع أنه لا تثبت نسبته إليه، صحيح أنه وجد بمكتبته؛ لكنه ناقص الأول والأخير، ولا يوجد عليه اسمه.
“سلفية المجيدري”:
المجيدري “السلفي” عبارة يرددها ويروج لها اليوم أغلب “المتمسلفين” وبدون تردد وتحفظ.. فهل كان المجيدري سلفيا بمفهومهم أم لا؟؟.
كل ما في الأمر أن المجيدري كان يدعو إلى الرجوع إلى الأصلين، ويمنع “الخوض” في علم الكلام.
إن المجيدري يتوسل ويستغيث بالحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم فيقول
:
نعم فأجب عبدا دعا متوسلا = = بجاه ابن عبد الله أفضل مرسل
يؤمل أن يعطى مناه وكيف لا؟! = = وهو بطه المصطفى ذو توسل
إليك من أقصى السوس جاء وظهره = = بما قد جناه مثقل أي مثقل
سلا بك والسلوان غاية سؤله = = عن اهل وإخوان وجيران منزل
تفضل عليه بالقبول ولاقه = = بـ”أهلا وسهلا” أنت أهل التفضل
جنى فأتى يمشي إليك مكبلا = = فأنت الذي ترجى لفك المكبل..
ويقول لما جاء إلى القبة الخضراء:
يا سيد الخلق قد أنزلت أحمالي = = إليك يا سيدي إن كنت أحمى لي
وجئت من أرض سوس خائفا وجلا = = حتى دخلت حمى شباكك العالي.
فمتى كان “المتمسلفون” يتوسلون ويستغيثون؟؟!!.
والمجيدري يروي “الحزب السيفي” -المعروف- عن التازي عن الدباغ عن قطب الجان عن علي.. إلخ.
ولأحمد المأمون بن محمذن الصوفي –أشهر المدافعين عن المجيدري- ما يقوله في هذا المجال حيث بين أن المجدري يأبى قول ابن حزم القائل بتعلق القدرة بالمستحيل، كما أنه لا يختلف مع الأشعري.. ولا شك أن المأمون أدرى بالمجيدري من هؤلاء “المتمسلفين”.
يقول العلامة أحمد المأمون في الرد عن المجيدري:
ما في عقائد من ترمي عقائده = = خلف مع الأشعري علامة الحلق
لكنه لا يرى خوض الكلام كما = = دان الأئمة والأسلاف في نسق
وفي الصفات بتفويض يقول وبالتنـ = = ـنزيه مندرجا في اسلم الطرق
وقدرة الله يأبى في تعلقها = = قول ابن حزم بهذا عنه فلتثق..
والمجيدر يقول عن نفسه -والاعتراف سيد الأدلة- إنه مالكي المذهب كما مر آنفا.. في بداية نظمه لرسم القرآن.
ورحم الله العلامة الشيخ محمد المام إذ يقول فيه:
وحير أهل العصر بعد مقامه = = و أسئلة عمي بها يتستر.
المصدر : موقع التيسير الثقافي