لم تعد دار لقمان على حالها
لقد شد انتباهي وأنا أتصفح بعض الصحف
الالكترونية اسم صديق قديم أثار في نفسي
ذكريات قديمة هي مزيج من المشاعر
الإنسانية وجروحا لم تندمل بعد رغم عاديات
الزمان ، فقد كنت انظر إليه على أنه ابن
أختي بحكم حق المواطنة الــــــــذي
يربطني بوالدته العزيزة إلى أن جاء اليوم
الذي طعنني ـ وقد يكون مضطرا ـ بسهامه (
عفوا بأقلامه ) في الظهر لا البطن تبعا
لقاعدة أن ” ول المنت مزراك الشاكلة ” ، ومع
ذلك التمست له العذر ” فمجبرا أخاك لا بطل ”
، إلى أن رأيت أن السهـــــــــــام موجهة
إلينا جميعا نحن أخواله ” معشر
الموريتانيين ” مما استدعى مني وقفة
تأمـــل لما يكتبه ابن بنتنا ” الناجم
الشيعة ” عن أخواله .
ففي رد له على بيان لقدماء الضباط
الموريتانيين المشاركيــن فــي
حــــــرب الصحراء لم يستطع ابن البنت ”
البار ” أن يخفي ما يكنه لأخواله مـــن
احتــــــــــرام أو احتقار… لا فرق فقد
غاب عن ذهن صاحبنا أنه بالرغم من أن هناك
موريتانيون كثر لا يوافقون هؤلاء الضباط
في مواقفهم السياسية من قضية الصحراء إلا
أنهم مع ذلك يبقون موريتانيين ، وفي
موريتانيا لم تعد دار لقمان على حالها ،
وتغيرت أشياء كثيرة أقلها حرية الرأي التي
لم تعد منة ولا حكرا على ” الهياكل ” و ”
العرفات ” ، وبالتالي فهؤلاء الضباط لهم
رأيهم وفي بلدهم صارت تحترم الآراء ، وإلا
لما كان رأيك ” الناقع ” فيهم ينشر في موقع
موريتاني بكل حرية وتصفهم ببائعي الذمم ،
مع أنه من الجائز أن يكون من بين من ” باعوا
ذممهم ” من كان يمد يد المساعدة لعجائز في
المقاطة الخامسة بانواكشوط هجرهم ابنهم
“البار “و تركهم للزمن ولبائعي الذمم، لا
تقل لي بأنهن ضحية للقضية .
ولولا خوفي عليك ممن كانوا مثلك يحملون
قلما ومذكرة صغيرة يدونون فيها عـــــدد
نبضات القلب لمسكين مثلي ، لاتهمتك
بمحاولة إشعال حرب جديدة برجوعك لتذكـــر
هؤلاء بأنهم خبروا الحرب ، فذاك أسلوب
يسمى في تراث أخوالك ” حك النحاس “.
وفي الختام هل لي أن أسأل صاحبنا وهو
يعزف على وتر الأخوة أين كـــان عندما زج
بمئات الموريتانيين في سجون تشبه القبور
ومات منهم العشرات تحــــــت سياط
التعذيب بدون أدنى ذنب اقترفوه ، أم أن تلك
قضية لا تعدو أن تكون استنساخا لقصة قابيل
وهابيل ؟؟؟ .
محمد فال
القاضي