الرهائن الإسبان لا زالوا على تراب موريتانيا

الجزائر – الخبر – أكد مصدر أمني على صلة بملف مكافحة الإرهاب في الساحل أن الرهائن الإسبان الثلاثة لم يغادروا الإقليم الموريتاني، على الأقل إلى غاية أمس الخميس. وحسب مصدرنا، فإن إشاعة تفيد عكس ذلك، والهدف منها إبعاد الحكومات عن أي ضغط يحول دون البحث عن آثار الرهائن في هدوء.

تداولت وسائل الإعلام الموريتانية والأجنبية، أول أمس، معلومة منسوبة لمصدر رسمي موريتاني تقول إن الرهائن الإسبان الثلاثة يوجدون لدى تنظيم القاعدة في شمال مالي. وتتفق روايات عدة، لخبراء أمنيين تمرسوا في مكافحة الإرهاب في الساحل، على أنه من المستحيل تنقل الخاطفين مع الرهائن دفعة واحدة من ساحل المحيط الأطلسي حيث خطفوا في الطريق بين مدينتي نواديبو ونواكشوط إلى الحدود المالية الموريتانية، على مسافة تتراوح بين 1300 و2000 كلم، حسب الطريق أو المسلك الذي يسلكه الخاطفون، حيث توجد عدة مسالك وطرق فرعية، منها الطريق الأبعد والأكثـر أمنا الذي يمر عبر عرق ”الشباشب” أو الشماشم في الشمال الشرقي، ثم الطريق الذي يخترق منطقة عرق الجوف أو ”الميريي”، وهو الطريق الذي يسلكه مهربو المخدرات، إلى الطريق الفرعي الأقرب والمعروف والرابط بين نواكشوط وعين فنوس، ثم نيما وصولا إلى الحدود.

وقال المصدر إن هذه الطرق لا يمكن للخارجين عن القانون والمهربين أو الإرهابيين أن يعبروها دون مخاطر رصدهم والإبلاغ عنهم، حيث تتفق رواية أشخاص يعرفون المنطقة جيدا وخبراء أمنيين تحدثت إليهم ”الخبر”، على أن متوسط سرعة المهربين عبر المسالك الصحراوية هي بين 400 و600 كلم يوميا، حسب الطقس والظرف الأمني، وهذا في أحسن الأحول، وإذا ذهبنا للفرضية الأقرب للحقيقة وهي أن الخاطفين سيتوقفون طيلة ساعات النهار ويحصرون المسير ليلا، فإنهم لن يصلوا إلى شمال مالي قبل 140 ساعة على الأقل، ويعني هذا ببساطة أن الخاطفين ما زالو في الطريق أو أنهم يختبئون في موريتانيا، وأن المعلومات التي تم تداولها غير صحيحة، وتهدف لإبعاد الحكومة الموريتانية عن الضغط الإعلامي الرهيب الذي تعرضت له خلال الأيام القليلة الماضية.

ومن الواضح أن أجهزة الأمن المشتركة التي تواصل التحقيق، قد توصلت على الأقل إلى معلومة مؤكدة هي أن جماعة يحي جوادي الإرهابية هي المسؤولة عن عملية الخطف الأخيرة، وقد يعني هذا أن العملية العسكرية لتحرير الرهائن باتت محل إجماع، رغم أن مصدرا أمنيا جزائريا قال إن الحكومة الإسبانية تضغط بشدة من أجل حماية أرواح رعاياها الثلاثة. وقال مصدر أمني عالي المصداقية إن تنظيم القاعدة لم يعتمد أبدا على الجماعات الإجرامية، أو ما بات يعرف بالمرتزقة الأفارقة في أنشطته في موريتانيا، حيث يملك شبكة عملاء ومتعاونين ينطلقون من الدافع العقائدي، ولا حاجة للتعامل مع الجماعات الإجرامية، على عكس ما يوجد في شمال مالي.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

ورجحت مصادرنا أن تكون عملية البحث عن آثار الخاطفين قد انحصرت في منطقة عرق الشباشب شمال شرقي العاصمة نواكشوط، وهي المنطقة التي توصل إلى الحدود المشتركة بين الجزائر وموريتانيا ومالي، وهي أيضا الطريق الأكثـر أمنا للإرهابيين. وتشهد منطقة الحدود الجنوبية الغربية للجزائر، في الأيام الثلاثة الماضية، تحليقا مكثفا لطائرات عسكرية جزائرية تراقب المنطقة، وهو ما يعزز هذه الفرضية.

المصدر :الجزائر: أحمد ناصر

www.elkhabar.com

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى