موريتانيا : الصحفي حنفي ولد داهاه يدخل في إضراب مفتوح عن الطعام

نواكشوط – السراج – أعلن الصحفي حنفي ولد دهاه مدير صحيفة “تقدمي” الالكترونية، دخوله في إضراب مفتوح عن الطعام ابتداء من اليوم الأحد 27 ديسمبر 2009، احتجاجا على استمرار اعتقاله رغم انتهاء محكوميته.


وقال ولد دهاه في بيان من السجن المدني نشر اليوم، إنه مستعد لدفع روحه ’’ثمنا لإيماني العميق بقيم الديمقراطية ورفضي الذي لا يعرف حدودا لجبروت الديكتاتورية وصلفها’’

بيان

بعد غربة عام في الولايات المتحدة الأمريكية، كانت عودتي إلي أرض الوطن موعدا لي مع سجن لا يبرره إلا أن “الانقلابيين” رأوا في صحيفة “تقدمي” الالكترونية التي أديرها أداة جسورة حين تنحاز للوطن، وتقف رصدا في وجه كل ما من شأنه أن يئد حلمه الديمقراطي، الذي أثمر غرسه أول انتخاب لرئيس مدني. وهو ما كلل مسيرة النضال الطويلة، التي سقي الأحرار من أبناء الوطن أرضها اليباب عرقا ودماء، وأغمضوا عيونهم علي القذى آملين أن تتطلع يوما إلي سماء الحرية التي ليست في متناول أيدي الأقزام.

لقد كان لصحيفة تقدمي التي أديرها شرف حماية ذمار الديمقراطية التي اغتصب الانقلابيون عذاراها، بكشفها لكل ألاعيب المتسترين بالأيام، والمتخذين من القمع وسيلة للحجر على العقول..

ورغم أن صحيفتنا تعرضت في فترة المحترم سيدي ولد الشيخ عبد الله للكثير من المضايقات بسبب جرأتها في النقد وفي ما كانت تنشره من أخبار، لقناعتها أن دور الصحافة هو في وضع هناء رقابتها علي نقب الأنظمة السياسية، إذ ليس من مسؤوليتها سوي التنبيه علي النصف الفارغ من الكأس، وللصحافة الرسمية إن شاءت أن تتغنى بالمملوء منها.. رغم ذلك فإننا لم نتعرض خلال ذلك العهد المأسوف عليه لسجن أو تنكيل.

بعد اعتقالي الذي تم بحجة شكوي مقدمة من السياسي صار ابراهيما مختار وسجني الذي كان إثر إدانتي بالمساس بالأخلاق الحسنة، استوفيتها شهورا ستة، تعرضت فيها لكل صنوف الهوان والامتهان، وتجرعت فيها غلل النكاية والإذاية، وأرتني فيها الأيام قساوة الإنسان حين توغر صدره الأحقاد على أخيه الإنسان… ستة أشهر كنت فيها مثل كل السجناء أربي الأمل، كما يربي الرعاة ضأنهم، ثم لا ترضي يد الدهر الخرقاء أن تُجد كما تبلي، فإذا بي أتعرض للمرة الثانية لسجن تحكمي، بعد كل ما طبع ملفي من خروقات وتجاوزات قانونية.

ورغم أنني مستعد لأن أُسلم روحي ثمنا لإيماني العميق بقيم الديمقراطية ورفضي الذي لا يعرف حدودا لجبروت الديكتاتورية وصلفها فإنني أعلن احتجاجي على السجن التحكمي الذي يعتبر أنكي ضروب الاستبداد، من خلال الدخول ابتداء من اليوم الأحد 27/12/2009 في إضراب مفتوح عن الطعام، إلى أن يرفع عني هذا الظلم، الذي لا يبرره سوي الانتقام مني بسبب موقفي المناوئ للانقلاب، رغم أنه أكثر المواقف التي أتشرف بها في مسيرة نضالي من اجل الحرية.

ثم لا يسعني إلا أن اشكر كل النقابات والمنظمات والشخصيات التي شدت أزري خلال معركتي هذه من اجل صحافة لا تبتر شفاهها ولا تسمل عيونها ولا يدفعها إحباطها لأن تتثاءب.. وعهدي أن لا أخيب أمل الكلم

أصل البرقية في موقع السراج الإخباري على الرابط :

http://www.essirage.net/?menuLink=9bf31c7ff062936a96d3c8bd1f8f2ff3&idNews=3630

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى