ملتقطات من حكم النساك
من ملتقطات كلام النساك
قال بعض الناس: من التوقي ترك الافراط في التوقي.
وقال بعضهم: اذا لم يكن ما تريد فأَرِدْ ما يكون
وقال الشاعر:
( قــــــدرُ الله وارد *** حين يُقضى ورودُه )
( فأَرِدْ ما يكون إن *** لم يكن مــــــا تريدُه )
وقيل لأعرابي في شكاته: كيف تجدك؟ قال: أجد ما لا أشتهي، وأشتهي ما لا أجد. وأنا في زمان من جاد لم يَجِــدْ، ومن وجَــد لم يَجُــــدْ.
وقال بعض النساك: أنا لما لا أرجو أرجى مني لما أرجو.
وقال بعضهم: أعجبُ من العجب تركُ التعجب من العجب.
وقال عمر بن عبد العزيز رحمه الله لعبد بني مخزوم: إني أخاف الله فيما تقلدت. قال: لست أخاف عليك ان تخاف، وإنما أخاف عليك أن لا تخاف.
وقال الاحنف لمعاوية: أخافُـك إن صدَقتُك، وأخاف اللهَ إن كذَبتُك.
وقال رجل من النساك لصاحب له – وهو يجود بنفسه – : أما ذنوبي فاني أرجو لها مغفرة الله، ولكني اخاف على بناتي الضيعة. فقال له صاحبه: فالذي ترجوه لمغفرة ذنوبك فارجُه لحفظ بناتك.
وقال رجل من النساك لصاحب له: مالي أراك حزينا؟ قال: كان عندي يتيم أربيه لأوجر فيه، فمات، فانقطع عنا أجره، إذ بطل قيامنا بمؤونته، فقال له صاحبه: فاجتلب يتيما آخر يقوم لك مقام الاول، قال: أخاف ان لا أصيب يتيما في سوء خلقه، قال له صاحبه: اما انا فلو كنت في موضعك معه لما ذكرت سوء خلقه.
وقال آخر – وسمعه ابو هريرة النحوي وهو يقول -: ما يمنعني من تعلم القران الا اني أخاف ان أضيعه، قال: أما انت فقد عجلت له التضييع، ولعلك اذا تعلمته لم تضيعه.
وقال عمر بن عبد العزيز لرجل: مَن سيدُ قومك؟ قال: أنا، قال: لوكنتَ كذلك لم تقل.
البيان والتبيين [ جزء 1 – صفحة 120 ]