العلامة “ببها” الديماني يخاطب العلامة ابن حنبل الحسني (لغز)
حدد العلامة “حاجي خليفة ” (ت 1067 هـ) المقصود بالألغاز، فقال: ” هي علم تعرف منه دلالة الألفاظ على المراد دلالة خفية في الغاية، لكن بحيث لا تنبو عنها الأذهان السليمة بل تستحسنها وتنشرح إليها.
وعلماؤنا الأوائل صنفوا في الألغاز العلمية وأجادوا في جمعها وتقييدها وتحقيقها؛ لأنهم رأوا أن فيها لونًا من ألوان التفهيم وإعمال الفكر وإطالة النظر وشحذ الذهن لاستخراج الجواب الصحيح.
ومن الذين اعتنوا بالألغاز العلامة الجليل ببها ولد أحمد بن العاقل الدیمانی (تـ: 1334هـ) صاحب “الدالية” في الألغاز المعروفة بـ”دالية ببها”، والذي يقول في لغز له آخر يخاطب العلامة: محمد ولد حنبل الحسني (1239-1300):
أيا محكِم التصريف والنحو عجل = = جوابا لأشيا في الكتاب المنزل
فما علتا “سيناء” في منع صرفها = = ووزن “ضئاء” في قراءة قنبل
وشكل لحرف جاء في الذكر مبتدا = = بذا أعربته الملح في كل محفل
وما مبتدا قد جاء ذو الفيد بعده = = ولا فصل يلفى في الكتاب المنزل
ولم يسند الثاني إلى الأل منهما = = فعجل جوابا لي ولكن تأمل.
فأجابه ابن حنبل بقوله:
أملتمسا رجع الجواب المعجل = = بعجمة وضع منع “سيناء” علل
وعجمة تعريف بزيد وإن تقل = = سُما بقعة فالأمر حينئذ جلي..
تعارض “قلب” في قراءة قنبل = = وشدة إبدال فالاول فضل
إذ القلب أولى للشيوع وإنه = = تبوأ في المهموز أكرم منزل
ضع العين منه موضع اللام واكسها = = بلام الدعا شبها فبالهمز أبدل
وزنه “فلاع”. وابتدأ باسم سورة = = على شكل حرف الخط للمصحف الجلي
ومما سيتلى قدمن خبرا له = = وذاك أخير ختم لغزك واسأل..