رد على المعارضة
بسم الله الرحمن الرحيم
بــــيان
التزاماً منا في حزب الاتحاد من أجل الجمهورية، بالتعاطي مع القضايا الوطنية بشكل عام، وخاصة منها ما يشغل بال المواطنين ويمس حياتهم.
فإننا نجد من الضروري توضيح بعض الأمور بخصوص المؤتمر الصحفي الذي عقده السيد أحمد ولد داداه رئيس حزب التكتل يوم أمس 23/02/2010، والذي صب فيه جام غضبه على الرئيس والحكومة لاعناً كل شيء، ومغالطا الرأي العام الوطني بشكل مخل، أراد من خلاله أن يرسم صورة قاتمة عن الأوضاع في البلد، وغاضًّا النظر عن كل شيء سوى الربع الفارغ من الوطن، وهو لا يدرك أن واقع الإنجازات العملاقة، والمنطق السياسي المتزن، والحقائق على الأرض، تفند ادعاءاته جملة وتفصيلا وتنسفها ذرا.
إن من استمع لرئيس حزب التكتل وهو يغاضب على نظام كان بالأمس يرفض الاعتراف به، ويأسف اليوم لعدم لقاء رئيسه لا بد أن يلاحظ للوهلة الأولى الفشل السياسي المستمر و خيبة الأمل في الوصول إلى السلطة.
لقد ادعى السيد احمد ولد داداه، أن أمن البلاد واستقلالها معرضان للخطر، متجاهلا بذلك إعادة هيكلة المنظومة الأمنية مثل: التجهيزات والتحسينات التي شملت كل قطاعات الأمن والجهود الاستثنائية المبذولة في هذا المجال، كتحديد نقاط للعبور، واستحداث قطاعات جديدة، وتجهيز قوات الجيش والأمن بالمعدات واللوازم الضرورية للرفع من جاهزيتها، والتكوين والتعاون الأمني المستمر، وتوقيف وملاحقة الخارجين على القانون حيثما وجدوا، وخصوصا المتورطين في العمليات الأخيرة، ومتجاهلا أيضا الدور البارز الممنوح لعلمائنا في صياغة مستقبل البلاد وحل مشاكلها، وهو يستفيد كغيره من المواطنين من الأمن و حرية التعبير، ” وأما بنعمة ربك فحدث”.
وفي معرض حديثه عن الاقتصاد لم يقدم أحمد ولد داداه دليلا واحدا على صحة ادعاءاته، متجاهلا في نفس الوقت ما تم حشده من تمويلات ضخمة، فعلى سبيل المثال لا الحصر، حصلت شركة اسنيم على مليار دولار في سابقة من نوعها لتحديث وتطوير مناجمها، والرفع من إنتاجها بنسبة 30% ليصل إلى 15 مليون طن سنويا، كما رصدت عدة مليارات من الأوقية لاستصلاح الأراضي الزراعية، إضافة إلى مشاريع البنى التحتية، وتشييد وتحديث مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي والتكوين المهني، التي وصلت نسبة الإنفاق عليها إلى 120 مليار أوقية. وخلال مدة وجيزة تم تشييد شبكة طرق واسعة في عموم التراب الوطني وبالمنظقة المعروفة بمثلث الفقر سابقا والتي أصبحت تسمي بمثلث الأمل، حيث شرع في تنفيذ شبكة طرق تناهز 500 كلم. وقد عممت لأول مرة علاوات النقل والسكن بعدالة على جميع الموظفين. إضافة إلى مواصلة حرب لا هوادة فيها على الفساد والمفسدين من أجل توقيف نهب المال العام واستعادة القيم والأخلاق السليمة التي هدمت تحت معاول التملق والنفاق.
وفي مجال الحريات العامة، التي وصفها ولد داداه بالمعدومة، أعطى رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد عبد العزيز، ولأول مرة في تاريخ موريتانيا، تعليماته بفتح وسائل الإعلام العمومية أمام جميع الموريتانيين، كما تعكف السلطات على تحرير المجال السمعي البصري.
ولم يقف أحمد ولد داداه عند هذا الحد من التناقضات في معرض حديثه عن بلده أمام الصحافة حيث عاب النظام القائم بسبب استنكاره للتعامل والتعاون مع الإرهاب الذي يهدد اليوم شعوب المنطقة.
وهنا أيضا، فإن وقوف أحمد ولد داداه ضد إجراء حصيف اتخذته حكومة بلده ليس سوى محاولة مبتذلة ويائسة لمغالطة الرأي العام كما دأب على ذلك خلال العقود الماضية. وهنا نسجل بارتياح بالغ، الخطوات التي اتخذتها الحكومة للرد على السلوك المفاجئ الذي قامت به جمهورية مالي الشقيقة، رغم حرصنا الشديد على استمرار العلاقات الأخوية معها وضرورة العمل على الرقي بها إلى مستوى تطلعات الشعبين الشقيقين.
وإذا كان أحمد ولد داداده قد قرأ لنا خلال مؤتمره الصحفي حاضر و مستقبل البلاد فلنا أن نقول أنه لم يحسن القراءة ولا التأسيس للمستقبل.
ولو كان في كلام الرجل ما يتسم بالموضوعية أو يقترب على الأقل من مجرد محاولة النقد لاستقبلناه بصدر رحب لأن صدورنا مفتوحة لكل رأي سديد ولأن أيدينا ممدودة للتعاون مع كل أطراف الطيف السياسي على أساس احترام القوانين وقواعد اللعبة الديمقراطية.
نواكشوط 24 فبراير 2010م.