صراع الأجنجة في حزب “التحالف”
كشفت صحيفة أحداث نواكشوط عن خلافات وصفتها بالقوية داخل حزب التحالف الشعبي التقدمي الذي يقوده مسعود ولد بلخير رئيس الجمعية الوطنية.
وقالت الصحيفة في تقرير نشرته في موقعها على الأنترنت إن الخلاف بدأ منذ فترة داخل بين التيارين الناصريين للقطب الناصري في الحزب الذي يضم أيضا حركة الحر “القطب الأقوي شعبيا والذي يعتبر الخزان الانتخابي الذي يعول عليه الحزب في كل انتخابات” حسب الصحيفة.
جماعة 16 الؤسسة للحزب
تعتير مجموعة 16 الناصرية هي الجماعة المؤسسة لحزب التحالف الشعبي التقدمي، وقد قدمت مرشحين للكثير من المواسم السياسية، ومن أبرزها مشاركتهم في الانتخابات الرئاسية سنة 1992 حيث رشحوا الرئيس العسكري السابق المصطفي ولد محمد السالك، ولم يتمكنو من تحقيق نتيجة انتخابية تفرض على النظام القائم حينها “نظام ولد الطايع” أن يحسب لهم حسابا كقوة سياسية مؤثرة في الساحة السياسة.
وقد تعززت هذه الجماعة بتيار ناصري ثان يسمى مجموعة “الأطر” التي كانت الساعد الأيمن لرجل ولد الطايع القوي، ورئيس برلمانه، وأحد ابرز زعماء التيار الناصري حينها الرشيد ولد صالح، قبل انفصالهم عنه عندما قبل ولد الطايع فتح سفارة للدولة اليهودية في نواكشوط، لتلتحق المجموعة بأقوى أحزاب المعارضة بزعامة السيد احمد ولد داده، وأثناء الانتخابات البلدية حينها لم يعر ولد داده أية أهمية لشركائه الجدد فحرمهم من أن يكون احدهم على رأس إحدى اللوائح الانتخابية للحزب.
وإثر ذلك التجاهل انفصلت المجموعة عن ولد داداه لتلتحق بـ “الإخوة” في حزب التحالف الشعبي التقدمي معلنين اندماجا شبه كلي مع أصحاب الأيديولوجية الواحدة.
صراع “الإخوة” على التقرب من مسعود
إلا أنه بعد انضمام مسعود ولد بلخير إلى الحزب، وقيام محمد الحافظ ولد اسماعيل عن مقعده ليجلس مكانه مسعود ولد بلخير الذي تأثر حينها من تصرف ولد اسماعيل، واغرورقت عيناه بالدموع، فقد أصبح للحزب قوة لا يستهان بها وأصبح حاضرا في حسابات الأصدقاء والأعداء على حد السواء.
وعندما أصبح مسعود على ما عليه من قوة ونفوذ، بدأ صراع “الإخوة” على التقرب منه بهدف الحصول على تزكيته سواء كانت مادية أو معنوية.
يري مؤسسو التحالف “جماعة 16” أن مجموعة الأطر ممثلة في كل من الدكتور ولد الناتي والخليل ولد الطيب وآخرين قد استأثروا بولد بلخير لأنفسهم ومنعوا الآخرين من “أدعيته الصالحة”، خصوصا مع غياب الرجل القوي الذي يحظى باحترام كبير من ولد بلخير ومجموعة الأطر السيد محمد الحافظ ولد اسماعيل.
بدأ الصراع صامتا ولا زال كذلك بعض الشيء، إلا أن القريب من حزب التحالف الشعبي التقدمي يلحظ بجلاء امتعاض مؤسسيه، وتململ بعهم من بعض سلوكيات الخليل ولد الطيب وأقرانه بعد أن أصبحت لهم سيطرة شبه كلية على مفاصل الحزب، إذ يسيطرون على نائب رئيس الحزب والإعلام، مع بعض الهيئات الأخرى كالأمانة العامة للحزب التي يشغل فيها ولد محمادي منضب نائب لادجى اتراوري الزنجي اليساري.
ويري كثيرون على إلمام ودراية كبيرين بحزب التحالف الشعبي التقدمي أن إزاحة مجموعة الأطر لجماعة 16 من وجه الرئيس مسعود، والاستئثار به دون غيره ، لا يمكن أن يمر بسهولة، وقد لوحظ عمل شبه صامت إلا أنه ممنهج ومدروس تقوم به مجموعة 16 مع المتضررين من حركة الحر من استحواذ “الأطر” على زعيمهم، والانفراد به، وإيحاء القرارات إليه.
وقد تكون أولى نتائج ذلك العمل الغضب القوي الذي يتعرض له الخليل ولد الطيب من الرئيس مسعود، وكذلك امتعاض بعض كوادر الحر من سيطرة “الأطر”، والصراع بين عمر ولد يالي والخليل ولد الطيب.