قادة انقلاب 8 أغشت بدؤوا بمغازلة العدو الصهيوني لتمرير الانقلاب

انواكشوط -السراج – قال النائب البرلماني عبدالرحمن ولد ميني إن الضباط اللذين انقلبوا على نظام الرئيس السابق سيد محمد ولد الشيخ عبدالله قاموا بمغازلة الصهاينة لتمرير


الإنقلاب قبل أن يضطروا تحت ضغط الشارع لتجميد العلاقات وطرد السفير الصهيوني فما بعد، وكان ولد ميني يتحدث أمام اتحاد البرلمانات الإسلامية فى أسطمبول.

وفيما يلى النص الكامل لكلمة ولد ميني كما توصل بها موقع السراج الإخباري من لجنة إعلام حزب التكتل المعارض.

كلمة النائب عبد الرحمن ولد ميني أمام الجلسة الاستثنائية للجنة التنفيذية لاتحاد برلمانات الدول الأعضاء في المؤتمر الإسلامي

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

معالي السيد محمد شاهين رئيس الجمعية الوطنية التركية الكبرى

معالي السيد محمود ارول قليج الأمين العام لاتحاد الدول الأعضاء في المؤتمر الإسلامي

معالي رؤساء الوفود

إخواني أخواتي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يسرني أن أقف اليوم بين أيدي هذا الجمع الكريم لأنقل لكم مشاعر شعب مسلم عربي إفريقي في أقصى الجناح الغربي من الأمة الإسلامية، تجاه القضية المركزية للعالم العربي و الإسلامي، تجاه الجرح النازف في ضمير الإنسانية، تجاه القضية الفلسطينية.

ولا رفع أسمى آيا ت الا جلال للمجاهدين البوا سل الذين يواجهون آلة البطش الصهيونية بقلوب مليئة بالإيمان وعزائم لا بثنيها ظلم ذوى القربى ولا الهوة الكبيرة في العتا د والعدة.

لقد كنا دائما في موريتانيا رغم بعد المسافة في قلب الحدث ، نتألم لألم إخواننا و نتفاعل مع المأساة ، ففي سنة 1967 إثر حرب الأيام الستة ، قام المرحوم المختار ولد داداه أول رئيس لموريتانيا بقطع العلاقات مع بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية الداعمتين للكيان الصهيوني و قام بجولة في الدول الإفريقية تكللت بقطع جل تلك الدول لعلاقاتها مع العدو الصهيوني ، رغم أننا في تلك الفترة كنا نعاني من رفض جامعة الدول العربيةللاعتراف بنا.

على هذا الدرب سارت الجمهورية الإسلامية الموريتانية، إلى أن قام النظام القائم في منتصف التسعينات بفتح سفارة للعدو الصهيوني.

فوقف الشعب الموريتاني موقفا مشرفا ضد هذه العلاقة المشينة، و بدأت الفعاليات السياسية بالتصدي للنظام المطبع و على رأسها السيد أحمد ولد داداه رئيس أكبر أحزاب المعارضة الذي تعرض للسجن أكثر من مرة بسب تأجيجه الشارع الموريتاني ضد تلك العلاقة ، ووصل الاحتقان إلى ذروته بسلسلة من المحاولات الانقلابية والتي تكللت بإسقاط ذلك النظام في سنة 2005.

بعد ذلك جاءت الفترة الانتقالية لتتلوها انتخابات وصل للحكم إثرها رئيس منتخب حيث تعهد بعرض قطع تلك العلاقة علي البرلمان إلا أن ضباط من الجيش كانوا نافذين في السلطة ركبوا موجة الاحتقان السياسي الذي لعب فيه الإبقاء علي هذه العلاقة دورا مهما حيث تمت الإطاحة برئيس منتخب وبدؤوا بمغازلة العدو الصهيوني لتمرير الانقلاب لكن العدوان علي غزة أثا ر الشارع الموريتاني لدرجة لم يستطع معها أولائك الضباط إلا أن يرضخوا لإرادة الشعب فجمدوا العلاقة با استحياء وبعد أشهر اضطروا لإغلاق السفارة وطرد السفير.

لقد نجح الشعب الموريتاني في تمرير إرادته بقواه السياسية الواعية، رغم تخاذل حكامه، لتعود موريتانيا للصف الإسلامي والعربي و ليظهر جليا للعالم أن المشعل الذي حمله أبناء الفاتحين مازال متقدا في النفوس.

السادة الكرام

لقد أردت بهذا السرد الموجز أن أضعكم في صورة إحدى النجاحات في مقاومة سياسة التطبيع و التسليم، لأنها قد تكون معلما و نهجا لبقية الشعوب الإسلامية و العربية، علينا أن نستمع لقلوب الأمة، و أن نقف مع إرادتها ولاشك في أننا سننتصر.

إن ما يقوم به العدو الصهيوني من جرائم ضد الشعب الفلسطيني الأعزل إنما هو بتشجيع ودعم من الأمة الإسلامية، التي مازال الكثير من قادتها وللأسف يضربون عرض الحائط بإرادة شعوبهم.

ولعل الطامة الكبرى أن هذه القيادات المتخاذلة لم تكتف بالإيلاغ في دم الشعب الفلسطيني ، و المساهمة في ضياع المقدسات ، بل زادت على ذلك في تفتيت الأمة بإشعال نيران الفتنة الطائفية بين مكوناتها ، محاولين بذلك لفت الانتباه عن العدو الحقيقي و الخطر المهدد لأمتنا وعن تخاذلهم المعيب تجاه قلب الأمة النازف ، تجاه فلسطين.

كما أن لبعض الحركات السياسية دور في المأساة وذلك بالرقص على نيران الفتنة و إيقاع الفرقة و التكاسل في مواجهة الأنظمة المطبعة، كما أن الانقسام بين الحركات الفلسطينية لعب هو الآخر دورا في تشجيع المحتل على سياساته المتعجرفة وتعنته وصلفه.

إن غياب الديمقراطية ساهم بشكل كبير في تعميق هذا التخاذل ، و في إضعاف الأمة وفي استمرار احتقار الشرذمة الصهيونية لأمة المليار و نصف

ولعل خير دليل علي الديمقراطية والتمسك بالقضية المركزية للأمة الإسلامية أي القضية الفلسطينية ما شاهدناه من تناسب بين تعزيز الديمقراطية التركية و المواقف المشرفة لحكومتها تجاه القضية الفلسطينية, مما أعاد الجمهورية التركية لمكانه الطبيعي في طليعة الأمة الإسلامية حيث تشهد الآن نهضة اقتصادية قل أن نجد لها مثيلا في عالمنا الإسلامي مما يثبت أن تصالح الذات يشكل ضرورة تنموية و أن الأمم لا يمكن أن تنهض إلا بالمحافظة علي قيمها.

السادة الكرام

إنني في الختام أدعوا من هذا المنبر كل الشعوب العربية و الإسلامية و القيادات النيرة ، لمواجهة كل مطبع و كل متخاذل، كما أدعوا الأخوة في فتح وحماس إلى نبذ الخلاف وإنهاء الانقسام من خلال حوار جاد وبناء، لنتمكن جميعا من رص الصفوف في وجه الكيان الإجرامي ولنرفع راية محمد عليه الصلاة والسلام راية الوحدة والعزة والشموخ.

و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى