الدين والوطن في عقيدة البعث – وثائق واعترافات تنشر لأول مرة
“وقد كنت أعتقد كغيري من الرفاق أن الدين الإسلامي يمثل عرقلة في وجه الوحدة لتعطيله طاقة الإنسان العربي،وذلك بربطها بقوى غيبية غير موجودة ولم يتغير موقفي هذا بعد أن غيرت العراق موقفها من الدين نتيجة لحرب الخليج الأولى،واعتبرت أن قرار العراق حينها قرار رجعي لايخدم إلا الرجعيين والرجعية”
ليست هذه العبارة كلمات لبابا الفاتكان وليست كلمات لبوش الأب ولا الإبن وليست لشارون ولكنها عبارات دقيقة وموثقة لقائد القيادة القطرية لحزب البعث في موريتانيا الوزير السابق محمد يحظيه ولد ابريد الليل،ضمن اعترافاته في محاضر الشرطة سنة 1995.
هي إذا بداية طبيعية تصدق ما حاول ” العبثيون في حزب الصؤاب” تكذيبه ومحاولة نفيها،محاولين بذلك تقديم صورة جميلة ونزيهة لتاريخهم وطبيعة البعث الإلحادية.
هي إذا عبارة تقطع الشك باليقين،فماذا لو سمعت ذات العبارة من قائد آخر من قادة حزب البعث العربي الاشتراكي في موريتانيا إنه الرجل الطيب ممد ولد أحمد الذي انهار هو الاخر أمام الشرطة وأكد أمام الشرطة في محاضر التحقيق سنة 1995 ” إن التناقض بيني وبين الفلسفة البعثية تناقض صارخ فالبعث حزب إلحادي على الرغم من عدم إعلان هذه الإلحادية من الناحية النظرية والرسمية وكم مرة كنت عرضة للسخرية من طرف بعض الرفاق لأنني كنت أصلي أو لأنني صاحب لحية”
أبعد هذا يحاول العبثيون نفي حقيقة حزبهم وأي دليل أوضح من هذه الإقرارات العظيمة التي يدلي بها قادة حزب تربى على ” تلمود عفلق” …
هذه هي تربيتكم …وهذا دينكم،فعن أي إسلام تتحدثون.
لن أزيد إذا على تلك الاعترافات الكبيرة،التي تبين دين البعث لكنني سأسجل بعض النقاط التي يمكن فهمها من الردود السابقة على مقالي الذي كبر على رؤوس البعثيين.
1- أن الدين الذي يتحدث عنه البعثيون هو دين وضعي،ليس دين الله الذي أنزله على الناس،ولذلك ينظرون إلى الدين باعتباره ” ثورة داخل الجزيرة العربية” ..وهم بهذا التفسير ينفون عنه الطبيعة الغيبية،وكيف لا ونحن نقرأ قبل أسطر كلمات الرفيق محمد يحظيه ” أن الدين الإسلامي عرقلة في وجه الوحدة لتعطيله طاقة الإنسان العربي،وذلك بربطها بقوى غيبية غير موجودة”
2- أن حزب البعث حزب علماني إلحادي تلك حقيقة لاشك فيها وعلى قادة حزب البعث أن يبحثوا عن سند جديد ليثبتوا إسلاميتهم من خلاله.
3- أن هجوم الكتاب العجاف من أبناء البعث على العلماء من أمثال الحسن البنا وسيد قطب والإمام القرضاوي خلال الأيام الماضية كان وسيلة ضعيفة من وسائل لفت النظر عن الواقع المحلي،فسنفتح تلك الصفحة المظلمة وننزل إلى واقعكم لنكشف للناس زيف تاريخكم وضلال منهجكم وعمالة سادتكم وكبرائكم…لمن يدفع أكثر.
في سبيل المال
تكشف اعترافات القادة الكبار والزعماء العظام لحزب البعث في موريتانيا،أن البحث عن المال والسعي وراء بريقه هو الذي دفعهم أول مرة إلى اعتناق النحلة البعثية،وهو ما يدفعهم اليوم إلى ” بيعة الخسران” للقذافي
لنترك قادة البعثيين يتحدثون عن ذلك الزحف خلف سراب المال،حيث يقول ممد ولد أحمد في اعترافاته ” بدأت القيادة القومية بدعم الحزب ماليا منذ إنشائه وقد ساهمت شخصيا في الحصول على هذا الدعم وذلك على طريق المبعوثين السريين وكذا السفارة العراقية….خصصت لي القيادة في الحزب راتبا (مخصص) قدره 20000 أوقية في الشهر وفي الفترات التي قضيتها في السجن تتولى القيادة الإنفاق على أسرتي (50000) أوقية في الشهر ..وقد استمر هذا الراتب حتى خروجي من السجن سنة 1990
أما محمد يحظيه ولد ابريد الليل فقد كان يحصل طيلة فترة السبعينيات والثمانينيات على راتب مجز قدره مائة ألف أوقية ” و بدأت أتقاضى راتب قدره 100 الف أوقية في الشهر وكان من المفروض أن أستفيد من الدعم المالي أثناء فترتي في السجن إلا أن الرفاق هم الذين خانوا الأمانة وقد عاقبتهم القيادة القومية على هذا السلوك المشين”
هذه هي أمانة البعث وهذا تاريخه وعندما يصرح قائد العبث بأن الإسلام عقبة في وجه العرب،فلا تستغرب أن يبيع وطنه بمائة ألف أوقية،وأن يبيعه هو رفاقه بعد أن دخل السجن.
غير أن محمد يحظيه سيجد نفسه في ضائقة شديدة بعد أن قطعت ” القيادة القومية” راتبه وذلك بعد اتهامه بالخيانة لأنه وشى برفاقه العسكريين إلى معاوية ولد سيدي أحمد الطايع فلندع محمد يحظيه يواصل ” هذا الحزب يقوم ببعض السفرات إلى الخارج والداخل وله مقرات في داخل الولايات ويتوفر على الوسائل الضرورية فإن ذلك لم يتم دون دعم مالي من القيادة القومية قد لايكون بنفس الحجم الذي أعرفه نتيجة للظروف…فغالبية أعضاء حزب الطليعة ضعاف ماديا”
مسلسل الخيانات
أكثر من ذلك كانت ” القيادة القومية ” توفر رواتب مجزية لكل قادة الحزب بل للعسكريين الذين جندهم العبثيون في موريتانيا،قبل أن يشي بهم محمد يحظيه ولد ابريد الليل،لندع ممد يحكي القصة كما حكاها بانهيار أمام الشرطة ” محمد يحظيه ولد ابريد الليل كان خائنا حسب ما تؤكده القيادة القومية في العراق،والداه ولد الحسين قد رسخ الاعتقاد عند القيادة القومية بخيانة محمد يحظيه ولد ابريد الليل قد لأن الداه كان يعارض حل التنظيم العسكري لأنه كان رأسا له وفي نفس الوقت كان يحظى بأهمية كبيرة من طرف القيادة القومية”
يذكر أن التنظيم الذي كان متجذرا في الجيش الموريتاني قد انهار بشكل فجائي على يد الرئيس السابق ولد الطايع وبمعلومات سخية وفرها ولد ابريد الليل.
ويضيف ممد ولد أحمد ” القيادة القومية اعتبرت محمد يحظيه ولد ابريد الليل خائنا خيانة تستحق الإعدام لإفشائه أسرارا تتعلق بالتنظيم العسكري لأنه هو من وشى بالتنظيم العسكري إلى الرئيس معاوية ولد سيدي أحمد الطايع.
“أطلعني خطري ولد الطالب جدو (رحمه الله) على أن القيادة القومية أصدرت قرارا يعتبر ولد ابريد الليل خائنا للأسباب الآنفة الذكر وأنه قام بجريمة يستحق عليها الإعدام”
لكن الانهيار الأبرز كان عندما تحول قادة البعث إلى عقارب يأكل بعضها بعضها ويحاول كل طريق توريط الطرف الآخر.
وتمهيدا لتوريط زملائه العسكريين والانتقام من رفيقه الداه ولد الحسين كان ولد ابريد الليل قد أخبر ” القيادة القطرية في العراق بضرورة حل التنظيم العسكري لأنه يمثل خطرا على البعثيين” لكن القيادة القطرية رفضت ذلك الإجراء، فذهب ولد ابريد الليل ليخبر ولد الطايع بكل ما حدث.
وتتواصل مسلسل الكيد والعداء بين الرفاق الذين سيوحدون الأمة فيقول ولد ابريد الليل ” علاقتي بالطليعة علاقة عدائية وقد تجلى ذلك في الحملة الانتخابية لمجلس النواب والتي كنت مترشحا لها بعرفات فقاموا بتشويه سمعتي في هذه الحملة وصوتوا لعسكري لاتربطهم به أي علاقة،وحسب معرفتي بالأوضاع فإن ذلك لايمكن تفسيره إلا في نطاق القيادة القومية مني شخصيا”
ولد ابريد الليل القيادي العروبي الكبير تعرض لتوبيخ خطير من القيادة القومية ويؤكد أنه تمت دراسة محاضرا الاعتراف سنة 1988،من طرف عضو القيادة القومية وبحضور اثنين من رفاقنا الموريتانيين وقد اعتبر عضو القيادة القومية أننا تخطينا الحدود وبحنا بأسرار خطيرة،واقترح بالتالي قطع رواتبنا وهو ما تم لي بشكل شخصي”
هكذا يتحول القادة إلى عملاء صغار يعاقبون بقطع الراتب إن أخطأوا وبمنح الهبات إن وافقوا من يدفعون له،هكذا يساق القادة من أمعائهم،يابئس القائد والقيادة.
في البدء كانت العمالة
محمد يحظيه ولد ابريد الليل يكشف في اعترافاته أشياء خطيرة عن حقيقة هؤلاء الأوباش ” في سنة 1971 أسست مع جماعة من الرفاق أول تنظيم بعثي في موريتانيا وقد بدأ الدعم المالي سنة 1973 وكان متواضعا وأشرف عليه المدعو أبو مسلم العراقي موظف في السفارة في نواكشوط،ومنذ 1980 أشرف على الدعم عبد الصمد حميد وكان الدعم المالي قد بدأ في التحسن في حدود المليونين تصرف في تأجير الأوكار والرحلات إلى الداخل ومساعدة الرفاق الذين لادخل لهم.
وكان بدأت أتقاضى راتب قدره 100 الف أوقية في الشهر وكان من المفروض أن أستفيد من الدعم المالي أثناء فترتي في السجن إلا أن الرفاق هم الذين خانوا الأمانة وقد عاقبتهم القيادة القومية على هذا السلوك المشين
ويضيف ولد ابريد الليل ” التنظيم كان مشرفا عليه ممثل عن القيادة القومية مقيم في دكار بعد تسفير عبد الصمد حميد الذي كان مشرفا عليه من السفارة”
حتى ممد المسكين عندما أراد أن يخرج من حزب البعث كان عليه أن يقدم استقالته خارج الحدود،هنالك في روما وأمام عضو القيادة القومية السيد عبد المجيد الرافعي،فعن أي وطنية يتحدث ذئاب حزب البعث.
هذا هو نضال حزب البعث،إن أعطي ناضل وإن منع ذاب كما يذوب الملح في الماء،سقط الحزب والبعث وانهارت أركانه انهيارا كاملا بعد أن توقف الدعم…
هذه هي سيرتكم ومسيرتكم أما الإسلاميون الكرام فينشد لهم الدهر والتاريخ
فإني بحمد الله لاثوب فاجر
لبست ولا من غدرة أتقنع.
يتواصل