إلي خلية “الرفاق” القومية.

لما رأت مجموعة القوميين العرب – التي جمعت من ندى وذابت بعد جمودها- أن ربيع الإنجازات “التواصلي” يسحب البساط من تحت أرجلها وسنوات العطاء الإسلامية يوما بعد آخر تحاصرها، قررت أن لا تموت بدون صراخ أو أن لا تساق إلى الذبح دون تحرك أو نباح، فشكلت خلية من “الرفاق” تتعلم القراءة والكتابة، مؤلفة من أساتذة ضعاف وطلاب عجاف يساندهم رؤساء مبادرات زور، وإعلاميون عور، فجعلوا يجمعون من كل قاموس لفظا ويسرقون من كل تعبير كلمة، حتى يستطيعوا من كل ذلك نسج خيوط عنكبوتية، تفهم مقالهم وتنبئ عن مرادهم -وإن بعوج وعلى عرج وعور،- لعلها تصيب من بحر الإنجازات الإسلامية الهادر “المتواصل” ونسيت أن صاحب الكبد الحراء لو بسط كفيه إلى الماء لن يبلغ فاه.

وبعد لأي خرجت تلك الخلية بنجم آفل ونو فاشل أسفر غمامه عن مقالات وعجالات مبتورة الأطراف مقطوعة الرأس كبيرة البطن دميمة الوجه، خاوية الوفاض بادية الإنفاض لا تملك في جرابها بلغة ولا في جيبها مضغة، فزيفت الحقائق وزورت الوقائع وقلبت الأمور، فكان من بين تلك المقالات –المجموعة من الطش والرش- أقزام وسفلة كلام، تحاول النيل من الجبلين الأشمين العلامة الشاب صاحب الأفكار النيرة والموسوعة العلمية، فخر شنقيط محمد الحسن بن الددو، والعالم النحرير والدكتور الجامع القرضاوي الذي ملأ الدنيا علمه وشغل الناس فكره (فما استطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقبا)، ونسي أن من يخشاه الغرب ويحترمه الشرق لا يمكن أن ينال منه “متفيهقون” أمثالهم.

أما مجموعة أخرى فأرادت من خلال المنابر الإعلامية، ومن تحت العباءة الكلامية أن تروج لمبادراتها الورقية، لكنها سلكت طريقا غير الطريق الصحيح فاصطدمت بفارس القلم وأسد الكلام وأحد أبناء المكان، فأفسد مشروع الترويج وأظهر سوءة المروج المسكين، فأصبح يدافع عن نفسه ويحاول تبيض وجهه لكن دون جدوى، فرجع إلى باقي الرفاق الذين وقعت عليهم مقالات الأسد الشجاع وقع الصاعقة والقارعة، فقال من هذا الذي شتت شملنا وفرق جمعنا، فرد عليه معدوم الفائدة رئيس تحرير الأكاذيب في صحيفة الفجر الكاذب إنه الإعلامي المشهور والكاتب المعروف محمد سالم ولد محمدو لكنه نكر الإسم واستعار اللقب وسنرد عليه بمزيد من أكاذيبنا لنقول له إننا نعرفه ولو تنكر، لكنهم – ولا الأسف – بهذا القرار غير الصائب ففضحوا أنفسهم ووقعوا في الفخ مرتين، فاكتشف القراء الكرام أنهم ضاقوا ذرعا بمقالات الأستاذ الكبير، المعتمدة على الحقيقة الدامغة والإنجازات الشاهدة، المبتعدة عن الكلام الرديء واللفظ البذيء لأن صاحبها يأوي إلى ركن شديد، وليس خيط عنكبوت منسوج من أكاذيب، كما أنهم أيضا أثبتوا أنهم بلا روح أدبية وبلا ثقافة حوارية حيث ردوا على شخص الكاتب بالشتم والتبخيس ونسوا أن الرد على المقال يكمن في الرد على مجموعة من الأفكار والآراء الواردة في المقال – والتي جمعتها ألفاظه وسطرتها حروفه- بغض النظر عن الكاتب، لكن لا عيب فتلك ردود العاجزين وطريق الفاشلين، فلله درك يا أستاذنا الكبير احمدو ولد سيدي فقد نزلت مقالاتك العظيمة على ترهات القوم نزول الزلزال المدمر فتركتها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتي.

أما ثالث الرفاق فلم يحد عن درب إخوانه في تزييف الحقائق وقلب الأمور وقلة التورع عن الكذب ضحى النهار، حيث تناسى تاريخ رفاقه غير المشرف وجاء بأكذوبة أسماها محطات تاريخية في مسيرة الفتاة التواصلية، يحاول من خلالها وعلى طريقته الخاصة وعلى درب رفيقه في مقال “طلبنة” موريتانيا أن يشوش على تاريخ التواصليين المنير، والحافل بالإنجازات العظيمة والتضحيات الجسيمة ومقارعة الظلم والاستبداد في البلاد يوم كان رفاق الكاتب يباعون بالمزاد عند كل موسم انتخاب في البلاد فضلا عن كذبه على الصحفي المتألق الشيخ داداه ولد آباه لينال من شخصه الذي دك حصونه هو ورفاقه ورماهم في الصميم بمقالاته السريعة التحضير البليغة التعبير نظرا لانشغالاته الكثيرة وهمومه الكبيرة.

ونسي الكاتب المسكين أن من يقرأ تفاهاته هم خيرة البلد ومثقفيه ممن لا يحجب عنهم غربال الكذب ضوء الشمس وشخص الحقيقة، وأنا هنا لا أريد أن أرد على تلك الترهات لكني أريد أن أقدم له – وليس للقراء بطاقة- تعريفة غير وطنية لحثالته العبثية-، فأقول من هم القوميون:

1 – مجموعة جمعت من ندى الأقذار ووسخ الأفكار ثم ذابت بعد جمودها عندما لم تجد في البلاد الشنقيطية أي متسع ولا قرار.

2- من هم القوميون : أحزاب صكوك لم تجد قاعدة شعبية تتحدث باسمها فجعلت تعرض نفسها بالمزاد عند كل موسم انتخاب في البلاد، لكل من يدفع لها إيجار المقرات وتنظيف المكاتب، حتى إذا لم يبق لها أي متسع في الأرض عرضت نفسها في المزاد فاشتراها مجنون إفريقيا وأمير ليبيا، بثمن بخس دراهم ليبية، فلما غضبت عليهم الساحة السياسية في البلاد وأقال بعضها من كان في عضويتها من الرفاق، أصروا واستكبروا استكبارا ورددوا قول القائل مرارا وتكرارا : اشتراها منا فقلنا ربحنا فلا نقيل – يارب – ولا نستقيل.

3- من هم القوميون؟ نقابة ورقية عرضت نفسها على الطلاب فنبذوها وراء ظهورهم وأودعوها غرفة الإنعاش وأحالوها إلى سلة المهملات، لأنهم ببساطة طلاب جامعة إسلامية الأصل شنقيطية المنبت أخلاقية المبدأ، فتلك هي بطاقة التعريف غير الوطنية لمن يريد معرفة حثالة القوميين العاجزة، الفاشلة، في موريتانيا، وإن كان هناك غير هذا فليأتوا به إن كانوا صادقين، ثم إنه علي الكاتب وباقي الرفاق إذا أرادوا التحدث عن القوميين فليفتشوا عنهم في الخارج ولن يجدوا إلا القشور والفتاة.

أما بقية الخلية التي تحاول عبثا ومن دون جدوى أن تنال من الجبلين الأشمين يوسف القرضاوي والعالم الشاب محمد الحسن بن الددو فإني أقول علي رسلكما فلن تعدوا قدركما، فمن يخشاه الغرب ويحترمه الشرق، لا يمكن أن ينال منه متشدقون أمثالكم، ولكم في العاصمة التي خرجت عن بكرة أبيها إجلالا واحتراما للعالم النحرير القرضاوي، خير تسلية، عن حقدكم الدفين.

كما أني لا بد أ أقول للكاتب الضعيف محمد الشيخ بن محمد صاحب مقال القرضاوي العالم المتناقض، أقول له إن عليك قبل محاولة تسلق الجبال، أن يستر عورته ويواري سوأته، فقد حاول في مقاله، أن يتحدث بلغة الفقه والاجتهاد لكنه ولا الأسف بدا هزاله وجهله بهذا المجال، فالمقال الكسيح، جف أدبيا حتى لم يبق له من طعم، فهو مجرد عجالة لا تسمن ولا تغني من جوع، لكن الأدهى والأمر هو أن الكاتب الضعيف افتقر في الأخير للتعبير والمفردات اللغوية، فعبر عن القضايا الاجتماعية والأسرية بكلمة الجنس، ليترك مشاعر القارئ تتحسر من رداءة التعبير، وينبئ اللفظ عن طغيان الجانب الحيواني، للكاتب عن الجانب الإنساني، في الوقت الذي يحاول الكاتب دخول السجال الفكر وتسجيل النقاط فيه وهو يكشف سوءته ويجر الويلات على قومه.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى