إلى شباب تواصل …. بعد التحية
أعرف أنكم مغيبين ومخدرين ولن تقرأو ما سأقول وإن قرأتموه فل تهتموا له لأنكم لا تؤمنون بالرأي الآخر ولاتفهمون أي فكر غير الفكر القادم من الحجرات الضيقة و”التنظيمات السرية” .
أعذركم وأرثي لحالكم … أرثي لشباب في زهرة العمر مخدوعين ومغرر بهم من قبل لصوص وتجار شعارات وأدعياء دين هم آخر من يجب أن يتحدث عنه .
أتعاطف مع شباب لاهم له سوى الحفظ وترديد الأناشيد والتكبير عند مشاهدة بعض من يسموهم زورا “رموزا” ، أقف حائرا أمام حالتكم أين العقل وأين قدرة الإنسان على التمييز بل وأين مايميز الإنسان عن باقي الحيوانات الأخرى “العقل” ، كيف وصلتم إلى هذه الدرجة كيف تتصورون أن ما يقوم به “جميل ولد إبراهيم” بطولة ونضال ، كيف ترضون أن تباعوا لحكومة “ولد الواقف” بحجة واهية وأن تباعوا “لولد عبد العزيز” بحجة أوهى ، كيف تقبلون أن يخوض بكم “جميل” حربا ضد القوميين في حين يطير هو و”ولد بيبه” لسوريا ويجتمعوا بأمين عام حزب البعث عبد الله الأحمر ويقبضوا منه ، كيف ترضون أن تجعلوا من “ولد غلام” رئيسا لرباطكم وهو الذي كان شرطيا في الإمارات لايعرف إلا حراسة العمارات والتحايل على البنوك ، هل يقبل عاقل أن يقوده شخص هذه كفاءاته ، كيف تقبلون “ولد محمد موسى” زعيما روحيا وهو السفير المعروف بسرقة منح الطلاب والتحايل على أجور موظفي سفارته ، كيف ترضون أن تكون ورقة بائسة كـــ”السراج” صوتكم الإعلامي ومنبركم الحر وهي التي يديرها شخص لم يكمل تعليمه ولا يؤمن بالرأي الآخر ، لماذا لم تنشر السراج سجالكم مع القوميين حتى أصبحتم تلجؤون لمنابر ومواقع أخرى ، كيف تقبلون أن يكون حزبكم مرتبط بإعترافات ولد منصور94 وقسمه الغليظ في تلفزة موريتانيا بأن لايعود “للجماعات الإسلامية” مرة أخرى ، كيف تقبلون أن يكون مرتبطا بهروبه لبروكسل وفضائحه الكثيرة .
أعرف أنكم تعرفون كل هذا وأكثر فليس من في المرعى كمن يسأل عن المطر ، لكنكم مخدوعين مغرر بكم فهم يصورون لكم الهروب شجاعة ، والاعتراف المخزي المخجل كتم للإيمان ، والتحايل والسرقة الواضحة غنائم باردة أخذت من غزوة إسلامية ، ورفض الآراء الأخرى رفض لمكر الشيطان ورجسه ، وتكفير الناس وحرمهم من رحمة الله تحقيق للإسلام وتصديق للقرآن الكريم ، والدخول في حكومة مطبعة جهاد تفرضه طبيعة المسلمين ، كل سقطة من سقطات هؤلاء وكل فضيحة من فضائحهم المزلزلة يربطوها لكم بالدين وبالله ورسوله لعلمهم بتعلقكم بدينكم وتمسككم به … العار والنار لمن يأكل بإسم الله عقول المساكين والويل لمن يرضى ويقبل أن يظل مخدوعا تتقاذفه أمواج الضياع وقوافل الحيرة .
لقد كنت في الجامعة وشاهدت كيف تتصرفون معهم… شاهدتكم تدعون الناس من الثانويات ومن المعهد العالي ومن الشارع لتجمعوهم في مدرج ويأتي أحد الرموز يستعرض فصاحته وكذبه ووساخته ، هل هذا هو النضال الذي يحكي عنه قادتكم ؟ وماذا أضاف هذا النضال لكم ولوطنكم أما الأمة فلا تنتظر منهم خيرا ، هل تقديسكم أنتم لهم ووضعهم دون الله بمرتبة يمنحهم تاريخا نضاليا أو بطوليا … ، إن كنتم تتصورون البطولة في خداعكم والكذب عليكم واستغلالكم والمتاجرة بكم … فلكم أن تعتبروهم أبطالا وتستقبلوه كما يستقبل الأبطال والفاتحون .
أعرف انه لا قدرة لكم على الرفض فأنتم تعيشون خدمة عسكرية إجبارية طاعة الإمام فيها من طاعة الله ومعصيته ومخالفته من مخالفة الله ، ولايمكن لكم حتى أن تسألوا أو تناقشوا … فكيف ترضون أن تظلوا خانعين لهذا ، لقد تجاوز العالم نظريات الحكم الفردي والأديان تجاوزت الرهبانية ، والإسلام يمجد الحرية ويلعن إستغلال الناس بغير وجه حق فكيف تقبلون هذا الحال .
كيف تقبلوا أن تظلوا مطايا فكرية يركبكم جميل متى شاء وغلام متى أراد ويحملون عليكم أسفارهم ويوجهوكم لسب الناس وتكفيرهم ولعنهم ولعن مايصنعون ، كيف ترضون أن تكونا مغيبين جاهلين ما يدور حولكم لايعنيكم من الدنيا والعالم إلا مايجيئكم معلبا من عندهم ، ولا تتحركون إلا بعد أمرهم واستشارتهم ، ألا تزعجكم كل هذه الطاعة والتبعية ألاتعطل هذه الإنصياعية ملكات العقل فيكم والتصرف والإرادة والقدرة على اتخاذ القرار .
يعز علي حالكم وحال جيل من الشباب الموريتانيين سيجد نفسه ذات يوم بلا إرادة وبلا وجود فالذين خدعوكم لن يستمروا لأن خداع الناس لا يطول ، وشعارهم أصبح مكشوفا للجميع وسيفقد يوما بريقه ليجد أصحابه أنفسهم في مزبلة التاريخ لأنهم تاجروا بالمساكين وضللوا الأبرياء ، وستجدوا أنفسكم للأسف ضائعين لا ماضي تعتزون به ولا حاضر تستمروا فيه .
بلال ولد شيخنا
طالب موريتاني مقيم في المغرب