“فبركات” استخبارية غبية للمخابرات الأمريكة والاسلاموية
قبل أكثر من نصف قرن أصدر وزير الإعلام الألماني في حكومة هتلر نظريته المشهورة: اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى يصدقك الناس، ليتبناها بعده كل معدومي الضمير وما أكثرهم ولو حرصت بمؤمنين.
وقبل يومين بالتحديد أصدرت جريدة الواشنطن بوصت إحدى الصحف الأمريكية الأكثر انتشارا في العالم تقارير عن بعض خبايا وأسرار جهاز المخابرات الأمريكية المتعلقة بما كانوا يبيتونه للشهيد صدام حسين قبل وإبان احتلالهم للعراق وكذا لأسامة بن لادن.
ملخص ما جاء في التقارير عزم الجهاز إصدار فيلم عن الشذوذ الجنسي للشهيد صدام حسين، واختراق البث الإذاعي والتلفزيوني العراقي بصورة فنية وذكية؛ ليظهر الشهيد صدام وكأنه يعلن نبأ تخليه عن الحكم وتسليمه لابنه الشهيد عدي رحمهما الله.
وفي مخطط آخر إصدار شريط فيديو يظهر أسامة وكأنه يتعاطى الخمر، وهو في حالة سكر بين، بعد أن تتراجع عن هذه المخططات لأنها غبية جدا.
ليست هذه المرة الأولى التي يحاول فيها النظام الأمريكي المحافظ، أو يقدم على تشويه صورة الشهيد صدام حسين، أو غير من شهداء الأمة العربية المجيدة؛ كالزعيمين الخالدين جمال عبد الناصر وياسر عرفات رحمهما الله، فما قضية حلبجة أو أكذوبة الدمار الشامل عنا ببعيد.
في القضية الأولى أجمعت المنظمات الدولية المتخصصة خلو العراق في ذلك الوقت من الغاز المستخدم في جريمة الإبادة، مشيرين إلى أنه هناك دولتين في المنطقة فقط تملكانه هما إيران والكيان الصهيوني، أما القضية الثانية فهي من الوضوح والجدة ما يغني عن الحديث فيها.
بعد السيد هوبز والمخابرات الأمريكية طلع علينا ـ وليتهم ما طلعوا ـ بعض الكتبة متلحفين رداء الدين والذود عن حياضه المستباحة، مهنتهم غير الشريفة ـ طبعاـ هتك أعراض المؤمنين الأحياء منهم والميتين، مشككين في إسلام هذا، وفي إيمان ذلك تارة، وفي عقيدة آخر تارة أخرى، و”ما لهم به من علم إلا إتباع الظن” و”إن بعض الظن إثم”، بل هم يخرصون.
لن تستفزني كما استفزت غيري كل هذه الأقاويل والأراجيف والأكاذيب؛ لأن من يقرأها ويطلع عليها هم صفوة المجتمع وطليعته، ولن أحاكيها أو أجاريها؛ فلا زال الفرق بينا بين نقد الفكرة والمواقف وبين التعريض بالأشخاص، حتى وإن كان هذا الأخير موضة أصحاب الأسماء المستعارة الجدد.
لن يضير الشهيد القائد صدام حسين ورفاقه الأوفياء تقول القائلين، ولا تشفي المتولين يوم الزحف الأكبر، فحين أقسموا جهد أيمانهم ـ وكنت حاضرا ـ وليس من رأى كمن سمع ـ يوم احتلال بغداد أنه هرب لأخواله في موسكو أو إلى أعمامه في واشنطون، ظهر كالطود الشامخ يقود أقوى مقاومة لأعتى احتلال في العالم، وحين اتهموه بالكفر والزندقة ـ وهو حالهم وديدنهم مع كل مخالفيهم ـ رزقه الله الشهادة والثبات أمام مليارات البشر بمسلميهم وكفارهم عربهم وعجمهم، وما أؤتيها أحد من العالمين، وكان يمكن ـ لا قدر الله ـ أن يموت بين “ثمانية أفخاذ” أو متخفيا في سيارة إسعاف؛ كما مات البعض ـ رحمهم الله ـ في عصرنا هذا “عصر الجاهليةَ”.
ولن يضير القوميين هذا التسفيه والتفسيق والتشكيك في المعتقد، فلربما يجدون أنفسهم وهم المدافعون الوحيدون عن دين نبي الرحمة النبي العربي صلى الله عليه وسلم، وهم يرون هذا التحريف البين في أساسياته البرهانية والتدليلية، بأن حول إلى كهنوت؛ عنوانه صكوك الغفران، ومبتغاه براميل النفط، ووسائله لي عنق الدين “ويقولون هو من عند الله وما هو من عند الله ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون”.
خلاصة الأمر أن الاتهام بالباطل والتقول على الله والناس بغير علم لا يقيم الحجة ولا ينهض بالادعاء، على عكس الاعتراف البين الظاهر والمثبت، ولعل ضرب المثل فيه تفصيل وتبيين:
في المشهد الأول يدعي أحد الإخوة الإسلامويين على قادة البعث بالسخرية من الصلاة والجبن والخيانة والدليل؛ “محاضر للشرطة،؟؟ أين المحاضر؟ تاريخها ؟؟؟؟
المشهد الثاني: التلفزيون الموريتاني يظهر رجالا في غاية الخوف والخضوع، يعلنون تفكيك خلاياهم السرية والتوبة إلى الله من العمل السري، مرددين في استسلام وخشوع “أرجعوني إلى أهلي سالما”
اثنان لا يجتمعان حب السلامة وادعاء النضال.
ربي لا تشمت بي الأعداء.
مولاي أحمد ولد لمونك