مجلس وزراء الثقافة بدول اتحاد المغرب العربي يختتم أعماله في طرابلس
طرابلس – الفجر الجديد -اختتم مجلس وزراء الثقافة بدول اتحاد المغرب العربي أعماله مساء أمس السبت بطرابلس بالتوقيع على محضر اجتماع دورته الثانية وأعتمد محضر المجلس في ختام أعمال هذه الدورة الأخ أمين المؤسسة العامة للثقافة رئيس الدورة ، وأمين عام اتحاد المغرب العربي ، ووزير الثقافة والمحافظة على التراث التونسي ، ووزيرة الثقافة الجزائرية ، ووزير الثقافة المغربي ، ووزيرة الثقافة والشباب والرياضة الموريتانية .
تصوير: ضو المديهين
ونص محضر الاجتماع على متابعة تنفيذ قرارات الدورة الأخيرة للمجلس . واعتمد المجلس توصيات ندوة التعاون الثقافي في مجال صناعة الكتاب وتشجيع القراءة للجميع التي انعقدت بالجزائر شهر الطير عام 2008 ، بخصوص دعم الكاتب والمبدع من خلال رصد المنح والجوائز وتحديث النصوص القانونية المنظمة لحقوق الملكية الأدبية والفنية .
واعتمد المجلس أيضاً توصيات ملتقى تقريب التشريعات المغاربية في مجال حماية التراث التي انعقدت في الجزائر شهر الصيف عام 2008 ، وتقريب التشريعات المغاربية في مجال حماية التراث .
واعتمد المجلس برنامج عمل ثقافي لسنتي 2010-2011 مسيحي وإعطائه دفعا جديدا .
وتضمن هذا البرنامج إستضافة الجماهيرية العظمى لمهرجان المآلوف والموشحات الأندلسية ، وندوة حول دور الثقافة في تحصين الشباب ضد مخاطر الاستلاب الحضاري ، وندوة حول سوق السينما المغاربية .
وتستضيف الجماهيرية أيضاً ضمن هذا البرنامج ، سهرة تراثية مغاربية ، ومهرجان الشعر المغاربي ، وملتقى للإبداع الأدبي للشباب المغاربي ، ومعرض للمخطوطات المغاربية القديمة ، ومهرجان الحرية في الأدب النسائي ، ومهرجان للمسرح المغاربي .
وتستضيف تونس في إطار تنفيذ هذا البرنامج ملتقى كركوان للتراث ، وندوة حول حماية التراث الثقافي وغير المادي والمعارف التقليدية ، ومعرضا مغاربيا للفنون التشكيلية ، وملتقى حول الكتاب والمطالعة في الفضاء المغاربي ، إلى جانب ندوة عمل حول تطوير إنتاج أعمال وثائقية سمعية وبصرية تتعلق بتاريخ حركات التحرر الوطني ومقاومة الاستعمار في دول المغرب العربي .
فيما تستضيف الجزائر ضمن هذا البرنامج ، ملتقى مغاربي لحقوق المؤلف ، ومهرجان السينما المغاربية ، والمهرجان الثقافي المغاربي للموسيقى الاندلسية والمهرجان المغاربي للانشاد ، والصالون الثقافي المغاربي للكتاب الأدبي وكتاب الطفل ، وملتقى حول التعاون في محاربة المتاجرة غير المشروعة للممتلكات الثقافية بالدول المغاربية .
أما موريتانيا فستستضيف ضمن هذا البرنامج الثقافي المغاربي ، ندوة حول حفظ وكتابة الموسيقى ، ومهرجان الشعر المغاربي ، ومعرض الكتاب المغاربي ، وندوة حول الرواية المغاربية ، ومهرجان الأغنية المغاربية ، ومعرض مغاربي للفنون التشكيلية .
وتنظم المغرب في إطار هذا البرنامج ، الملتقى المغاربي للتراث الموسيقى المشترك ، وندوة حول تراث النقوش الصخرية وسهرة حكواتية مغاربية .
وأوصى المجلس في محضر دورته الثانية بإصدار دورية ثقافية فصلية مغاربية تعنى بالشؤون الثقافية المغاربية ، حيث أعرب الجانب الليبي عن الاستعداد لإعداد تصور حول إنجاز هذا المشروع .
وطالب المجلس بإحداث جائزة مغاربية لترجمة آثار الفكر المغاربي إلى لغات العالم ، حيث أعرب الجانب التونسي عن الاستعداد لإعداد تصور حول هذا المشروع .
وأوصى المجلس بضرورة إنشاء بوابة إلكترونية للثقافة المغاربية تحت إشراف الأمانة العامة للاتحاد ، وتكليف فريق خبراء من الدول الأعضاء لإعداد تصور لهذا المشروع .
ودعا المجلس فريق عمل من الخبراء إلى الاجتماع بمقر الأمانة العامة في أقرب الآجال الممكنة لدراسة وتقييم المشاريع المتعلقة وتوسيع وتحويل مؤسسات وطنية أو ثنائية إلى مؤسسات مغاربية ، ومدى قابليتها للإنجاز ، وتقديم توصيات بشأنها للمجلس في دورته القادمة .
كما دعا المجلس فريق عمل من الخبراء إلى دراسة الاتفاقيات الثقافية المغاربية والوقوف على مدى قابليتها للتحسين ( التحديث ) ومواءمتها للتطورات التي تشهدها الساحة الثقافية المغاربية .
وأوصى المجلس الوزاري المغاربي للثقافة باجتماع المجلس مرة في السنة بإحدى العواصم المغاربية بالتناوب بين الدول الأعضاء حسب الترتيب الهجائي .
ورحب المجلس باستعداد المغرب لإستضافة دورته القادمة التي سيتضمن جدول أعمالها إحداث سوق مغاربية للثقافة وتعزيز حوار الحضارات ، ونشر ثقافة السلام في إطار التعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة ( اليونيسكو ) .
من جهة أخرى رحب المجلس بإختيار مدينتي نواكشوط وتلمسان عاصمتين للثقافة الاسلامية عام 2011 .. داعيا الدول الأعضاء إلى المشاركة في الفعاليات المقررة بهذا الإطار .
يشار إلى أن توصيات ندوة التعاون الثقافي في مجال صناعة الكتاب وتشجيع القراءة للجميع التي انعقدت بالجزائر شهر الطير عام 2008 ، التي أقرها المجلس في هذه الدورة أكدت على إشاعة حقوق المؤلف وتنظيم الندوات والملتقيات الثقافية والأدبية والفكرية بين الكتاب المغاربيين ، وكذلك العناية بكتاب الطفل والاهتمام بترجمة الكتاب من وإلى اللغة العربية .
وتضمنت توصيات تلك الندوة العمل على توحيد المقابلات العربية للمصطلحات الأجنبية والإهتمام بالتراث المغاربي تدوينا ونشرا .
ومعلوم أن توصيات ملتقى تقريب التشريعات المغاربية في مجال حماية التراث التي انعقدت في الجزائر شهر الصيف عام 2008 التي أقرها المجلس أيضاً في هذه الدورة ، تضمنت تكليف لجنة من الخبراء بإعداد تصور لحماية المخطوطات والحفاظ عليها في الدول المغاربية ، وتنظيم لقاء مغاربي للثقافة بصفة دورية بين الدول المغاربية .
كما تضمنت توصيات المجلس إحالة مشروع إعلان مبادئ لحماية التراث المغاربي ، والمصادقة على الاتفاقية الدولية لحماية التراث الثقافي غير المادي لسنة 2003 ، وبذل جهد مشترك لتسجيل التراث الثقافي المغاربي لدى منظمة اليونيسكو .
وكانت قد بدأت بطرابلس صباح أمس السبت أعمال الدورة الثانية لمجلس وزراء الثقافة بدول اتحاد المغرب العربي .
.برئاسة الأخ أمين المؤسسة العامة للثقافة وبحضور الإخوة عبدالرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث رئيس الوفد التونسي، بنسالم حميش وزير الثقافة رئيس الوفد المغربي، والأختين خليدة تومي وزيرة الثقافة رئيسة الوفد الجزائري، سيسي بنت الشيخ ولد بيده وزيرة الثقافة والشباب والرياضة رئيسة الوفد الموريتاني، والأخ الحبيب بن يحيى أمين البيت المغاربي الكبير اتحاد المغرب العربي إلى جانب سفراء دول المغرب العربي في الجماهيرية العظمى والخبراء والمنسقين الثقافيين على مستوى الاتحاد المغاربي وأعضاء الوفود المشاركة والفاعليات الثقافية والصحفية والإعلامية.
حيث حيا الأخ نوري الحميدي رئيس الدورة الحالية بالحضور كافة بتحية الإسلام السمح ، مرحباً بالأشقاء الكرام الذين هم أهل الدار في بلادهم ليبيا الجماهيرية العظمى، رافعاً باسمهم تحية تقدير واحترام وولاء وعرفان للأخ القائد «معمر القذافي» قائد ثورة الفاتح العظيم رئيس مجلس رئاسة اتحاد المغرب العربي وإلى مقام قادة دول اتحاد المغرب العربي الرفيع الذين نعمل في هذا المجلس وفي سائر الهياكل والتنظيمات وفق رؤيتهم وتوجيهاتهم في اتجاه تحقيق أحلام وتطلعات جماهير المغرب العربي الكبير في التعاون والتلاحم والاندماج في كيان واحد يؤسس لوحدة عربية كبرى من المحيط إلى الخليج ويسهم في بناء فضاء كبير يندمج مع عمقه الإفريقي ليأخذ مكانه الطبيعي بين كيانات العالم الكبرى، وعن هذا اللقاء قال:
«اللقاء وحده لا يكفي رغم أنه مفتاح باب الرجاء والمدخل إلى سبيل البذل والعطاء، فالأهم هو ما ينجز وإذا كان هذا هو اجتماعنا الثاني والوقت ما يزال مبكراً لتقييم وتقويم مسيرتنا وآليات عملنا فإنه لابد من الاعتراف بأن هذا اللقاء الرسمي قد تأخر عن موعده المحدد نحو عامين مما أثر على متابعة تنفيذ مقررات الاجتماع الأول الذي التأم بالجزائر الشقيقة قبل نحو ثلاثة أعوام وهذا ما يدعو ويدفع من باب ضرورة تعويض ما فات إلى زيادة وتيرة العمل والجهد من طرف جميع المهتمين والمهمومين بالعمل الثقافي في دولنا الشقيقة والحرص على المراجعة والمتابعة، حرصاً لا يتقدمه سوى الإيمان بمغرب عربي كبير والإصرار على العمل معاً والإدراك التام لحقيقة أن الثقافة هي الأرضية الصلبة للبناء وهي حاضنة الأمل والمحفزة على العمل.
إن لدينا من اجتماعنا الأول أفكار واسهامات الخبراء والمختصين الذين أعدوا مشكورين لاجتماعنا الثاني هذا حصيلة من الأفكار والخطط والمقررات تشكل جميعها أسساً ومفردات لبرنامج عمل دقيق التوصيف عميق الدلالات ممكن التنفيذ، ارجو أن تزيده ثراء وفاعلية مجموعة أفكار ومقترحات أضعها بين أيديكم، لست سابقاً إليها لكنني مثلكم جميعاً مدرك لاهميتها حريص عليها، تنطلق من حقيقة أن مقومات ،ثقافتنا واحدة هوية ولغة وموروث وأن همومنا الفردية، الجماعية التي تعبر عنها الإبداعات تكاد تكون متشابهة إن لم تكن متماثلة وأن مهددات وجودنا لا تختلف من مكان إلى آخر ولا تختار قطراً تاركة ما عداه.
وأضاف لقد شهدت السنوات الثلاث المنقضية على طريق العمل الثقافي إنجازاً وإبداعاً وتأصيلاً وتواصلاً لا يستهان به وكان لكل قطر من أقطارنا الخمسة علامات مضيئة ورموز ساطعة على مستوى المبدعين والمبدعات وكذلك اللقاءات والمهرجانات والمنجزات، فقد شهدت الساحة المغاربية برامج:
– لتبادل المحاضرين وإقامة الندوات الثقافية والأمسيات الشعرية والقصصية.
– تنظيم مسابقات ثقافية مغاربية تستهدف الإبداع الأدبي للشباب.
– إقامة حلقات حول التراث الثقافي المغاربي قدمت فيها البحوث والدراسات الرصينة الجادة.
– إقامة مهرجانات مختلفة للفنون والتراث.
ونطمح أن يكتمل المشهد:
– بدعم النشر المغاربي المشترك، وإصدار المصنفات المشتركة من الكتب والمعاجم والدوريات، وترجمة نتاجات ثقافتنا إلى لغات العالم ونقل المنتج الثقافي للشعوب الأخرى إلى اللغة العربية مع إيلاء الأهمية لثقافة الطفل وتنشيط حركة النقد في الدول المغاربية، وإصدار مجلة تعنى بشأن النقد تنشر بها الدراسات والبحوث والمقالات النقدية.
– رصد المشهد الفني التشكيلي المغاربي وتوثيقه في موسوعة شاملة، وإعداد موسوعة الأمثال الشعبية المغاربية.
– تعريب المصطلحات العلمية والأدبية وتوحيدها بين الدول المغاربية.
– التركيز على اللغة العربية بوصفها الركيزة الأساسية لهويتنا العربية.
– دعم المهرجانات المغاربية التي تقام سنوياً، مثل مهرجان «أصيلة» بالمغرب ومهرجان «قرطاج» في تونس، ومهرجان «عنابة» بالجزائر ، ومهرجان «القرضابية» بالجماهيرية.
– تنسيق جهودنا المغاربية في المحافل الدولية من أجل استرجاع ممتلكاتنا الأثرية المنهوبة وإدخال آليات جديدة للحفاظ عليها والكشف المبكر على آثار التعرية والتآكل والتلف والتقادم
وتسجيل تراثنا الثقافي عامة والخاص بكل دولة في المنظمات الدولية.
وتبقى لوسائل التعبير البصري والسمعي والحركي من تصوير ورسم ومسرح وموسيقى وغناء أهميتها القصوى في تحقيق متطلبات التأصيل للهوية والانتماء والتواصل والتأثير المتبادل بين أبناء مغربنا الكبير.
وفي كل هذه المجالات من فنون وإبداعات يتوفر لأقطارنا بحمد الله زاد وفير من خيرة المبدعين والموهوبين تميزوا محلياً وتألق منهم الكثيرون والكثيرات إقليمياً وعالمياً، وأرضنا المعطاءة تنبت مع كل مطلع للشمس أزهاراً وسنابل وهي حين تحتضن في جوفها – وتلك سنة الله وقضاؤه – حدثاً مبدعاً ومثقفاً ومفكراً يحضن أديمها غيره ليكون خير خلف ، وفي هذا المقام استمطر شآبيب الرحمة على أعلام من أقطارنا المغاربية رحلوا هذا العام من تونس محمد صالح الجابري ومن ليبيا خليفة التليسي ومن المغرب محمد عابد الجابري، وعزاؤنا ما تركوه من إبداع ونتاج وفكر وأثر يجعلهم في عداد الخالدين.
اسمحوا لي أن نذكر بكل فخر وتألق الجزائر وفاس وطرابلس عواصم للثقافة الإسلامية والعربية قبل أعوام ثلاثة وازدهار القيروان عاصمة للثقافة الإسلامية العام الماضي وستكون الثقافة الإسلامية والعربية واسطة عقد بين نواكشوط وتلمسان وسرت العام القادم.
واختتم الأخ نوري ضو الحميدي أمين المؤسسة العامة للثقافة رئيس الدورة كلمته بتحية الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي وعلى رأسها أمينها العام ولجان الخبراء التي أعدت وهيأت لهذا الاجتماع.
بعدها توالت كلمات رؤساء الوفود المغاربية، تلتها جلسة العمل الأولى تم فيها طرح جدول أعمال المؤتمر لاعتماده من قبل أعضاء المجلس الوزاري واستعراض تقرير الأمين العام ومناقشة نتائج أعمال لجنة الخبراء حول بنود أعمال المؤتمر واعتماده وطرح برنامج العمل المستقبلي وما يستجد من أعمال.
وبعد رفع الجلسة قام وزراء الثقافة في دول اتحاد المغرب العربي بزيارة معرض الفنون التشكيلية ومعرض الكتاب الذي احتضنته قاعة الفندق.
وتواصلت أعمال الاجتماع في المساء ، حيث عقدت الجلسة الختامية وتم فيها تحديد مكان انعقاد الدورة الثالثة وستنعقد في المغرب وسيتضمن جدول أعمالها إحداث سوق مغاربية للثقافة، وتعزيز حوار الحضارات، ونشر ثقافة السلام في إطار التعاون مع منظمة الأمم المتحدة التربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو»، وتوقيع محضر اجتماع الدورة الثانية لمجلس وزراء الثقافة وقراءة البيان الختامي.
وعلى هامش الدورة الثانية لاجتماع مجلس وزراء الثقافة المغاربي بطرابلس التقت الصحيفة بوزير الثقافة والمحافظة على التراث التونسي محمد عبد الرؤوف الباسطي وعن الآلية التي سيتم بها تفعيل ما تم التوصل إليه قال: «نحن نعول على إقامة أسس وآليات لعمل مغاربي مشترك في المجال الثقافي من خلال الدورة الثانية بهذا الاجتماع وخصوصا بعد فصل مجلس وزراء الثقافة وفي إطار هذا التنظيم الجديد نحن نسعى لتطوير هذا النظام ووضع هيكلية جديدة من شأنها وضع آليات لمتابعة ودعم المسيرة الثقافية في دول المغرب العربي..وما سيصدرعن هذه الدورة كلنا مطالبون بالتقيد به وبتنفيذ هو إعطاء نفس جديد للتعاون بين الأشقاء في دول المغرب العربي استمرارية الى نهاية العام الحالي 2010وبداية العام المقبل 2011..خاصة بعد تخصيص مجلس وزاري خاص بالثقافة بعد أن فصل بين قطاعي الثقافة والإعلام .