الكبش

قصة قصيرة : الكبش (العدد 54 إبريل 1997)

قالت له وهي تناوله الكأس: “صاحبتي أنجبت طفلا وسوف يكون الاسم غدا.. ولا بد أن أذهب إليها”..

قال لها وهو يديّر عظمه: “في الحفظ والسلامة”

ظهر لها أنه لم يفهمها فقالت: “لا بد أن أقود لها كبشا”

صرمك أذنيه وعدل أنه لم يفهمها.. فقالت: “أنت لا تعرف ثمن الكباش هذه الأيام؟”

“الكباش يا حبيبتي أنواع فهناك كباش العيد وهناك كباش ما بعد العيد وهناك كباش المصارعة الحرة.. فمثلا هناك كباش فوق الريشة. وهناك كباش تحت الديك وإذا ما تجاوزنا النظرة السطحية لدي الكباش فيمكن أن نبرهن من خلال البعد الذاتي لدى الكباش من خلال الجينيات الوراثية لدى الكباش البيض بالمقارنة مع الكباش السود”..

“اسمع يا أستاذ أنا لا أريد محاضرة عن الكباش. صديقتي ستسمي غدا ولا بد أن أقود لها كبشا فدعك من المطولات”..

“شيء جميل حقا أن نقود الكباش لأي صديقة ستسمي غدا ولكن الكباش يختلفون في مجال القود فهنالك بعض الكباش تضعين في رقبة الواحد منهم حبلا فينقاد وراءك وهناك كباش تضعين الحبل في رقبة الواحد ولكنه يرفض أن ينقاد وراءك وهذا طبعا ناتج عن اختلاف التربية”..
قالت في نفسها وهي مخرعة فيه هذا الصيد قطعا فاص شيء في رأسه..

أخذ الكأس المطروح بجانبه ورشفه مرة واحدة وهو يقول: “في العهد الإغريقي الأول كانت ظاهرة قود الكباش غير منتشرة إطلاقا.. وحتى في عصر صدر الإسلام.. أظن أن المسألة جاءت بعد الثورة الفرنسية مباشرة”..

قالت له وقد نفد صبرها: “يا أخي أنت واقع لك شيء من الغسلة وطول الكرة لا يمكن أن يكون في إنسان أبدا.. اسمع إذا كنت ستشتري لي كبشا أقوده لصاحبتي فلا تطول علي الأخبار وإذا كنت ترفض فقلها لي حتى لا أتعب نفسي في الشاي لك وتتعب أنت نفسك في المحاضرات التي لا قيمة لها”..

دار عظمه في بيته وضم عليه غشابته وهو يقول لها: “إذا رأيت إنسانا يشتري لك كبشا في هذا الزمن فديريه في عيني” وخاظ عنها قبل أن تقول له إن علاقتهما أصبحت لاغية من ذلك اليوم..

المصدر : موقع الوطن

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى