أريكة الاسفنج التي تجلسون عليها
إضاءة
أريكة الاسفنج التي تجلسون عليها، هل تلاحظون وجه شبه بينها وبين الإدارة الموريتانية؟!.
الاسفنجة جاهزة على الدوام لكي تنضغط وتتطامن تحت كل نازل عليها “من فوق”، دون أن يعني ذلك أنها مستعدة للتخلي عن جوهر طبيعتها، إذ بمجرد أن يهم الجالس عليها بالوقوف، تعود منتفخة كما كانت!
كذلك الإدارة، جاهزة عبر التاريخ لتشعر كل “النازلين” عليها من “فوق” أنها لينة مِطْوَاعُ، دون أن يعني ذلك “انقلابا” في جوهر طبيعتها من الفساد إلى الإصلاح.
لعل الأمر أكثر تعقيدا من هذا “التبسيط”، وربما الأولى أن نتذكر أن جرثومة الفساد- كمعظم الطفيليات- قادرة على إنتاج قوقعتها التي تحميها في فترة إعادة “تأهيل” نفسها للعمل في المناخ الجديد، من أجل الهدف “القديم”.
مطلوب من الإصلاح أن ينتج آلية تطوره “الداخلي” التي تمكنه بشكل مستمر وصاعد من “إبداع” الصيغ الكفيلة بإبقاء زمام المبادرة بيديه، وإلا تفوق عليه الفساد الذي “يطور” آلية عمله مع كل مظهر إصلاح جديد!.
ينبغي أن لا ننسى للحظة واحدة، أن “للزمن” فعله الدؤوب الذي لا يحسب له حسابه، وأن “الشيخوخة” أسرع إلى الإصلاح منها إلى الفساد، لأن مُسْتَنَدُ الإصلاح “خُلُقٌ” صَعْبٌ اسمه “الإيثار”، ومستند الفساد مجرد الاستسلام لغريزة “الأنانية” والشح!.
الإصلاح جهاد ضد النفس.. والغير. والفساد انسجام مع غريزة النفس ليس إلا.
والغريزة أبقى!.
أحمد ولد بياه