بين شاليط … والأسرى الفلسطينيين
شاليط “بطل مظلوم” محتفى به في الغرب … والأسرى الفلسطينيون “إرهابيو ن” منسيون في الشرق!
جرت العادة في النزاعات بين بني البشر على التعامل بطرق خاصة مع صنف من ضحايا الحروب يعرف بالأسرى وقد اقتضت الأعراف والتقاليد والقوانين الدولية أن يعامل الأسرى معاملة تكفللهم حفظ كرامتهم وتحميهم من كل أذى. لكن إسرائيل تدير صراعها مع الفلسطينين بطريقة مغايرة فأسراهم إرهابيون لا يحق لهم أي نوع من أنواع المعاملة الإنسانية أما أسراها فهم كذلك ليسوا أسرى لأنهم اختطفوا من قبل مجموعات “إرهابية” لا تستحق أن يتفاوض معها.. وهذا بالضبط ما تبنته الدول الغربية في قضية الأسرى في الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين ( هو طبعا لم يعد الصراع العربي الإسرائيلي!).
وسكت الغرب ومنظماته على إهانة الإنسان الفلسطيني واعتبر ساسته أن إسرائيل تحارب الإرهاب وذلك يعطيها حق قتل واختطاف الأطفال والنساء والشيوخ ورميهم عشرات السنين خلف القضبان وفي العزل الانفرادي… لكن هذا الغرب أصيب بصحوة ضمير مفاجئة بعد أسر شاليط … وأصبح عندهم بطلا يستحق التكريم وقضية تشغل الساسة والمنظمات “الإنسانية”..
فمن هو شاليط هذا الذي تفوق قيمته قيمة الآلاف من الرجال والنساء والأطفال العزل؟
إنه شاب صهيوني فضل الانخراط في الخدمة في وحدة قتالية مرابطة لإحكام الحصار على غزة متبعا شقيقه الأكبر الذي سبقه في نفس الميدان وهو يحمل الجنسية الفرنسية ومنحت له بعد أسره الجنسية الإيطالية وكذلك الأمريكية. وقد أسرته كتائب عز الدين القسام في 25 يونيو 2006
جهود إسرائيل لتحرير شاليط
من عادة إسرائيل أن لا تترك أسراها مهما كلفها الثمن فقد تدمر مدنا كاملة من أجل جثة أسير معتدٍ أرسل في مهمة لقتل الأطفال والنساء، وقصة الطيار آرون أراد من أبسط الأمثلة في هذا المجال.
ذرف الإسرائيليون كثيرا من الدموع على شاليط في عيد ميلاده لكنهم لم يكتفوا بالدموع مثل العرب الذين جفت دموعهم.
قتلت إسرائيل في سبيل تحريره مئات الفلسطينيين وفقدت خمسة من جنودها وبعد أن أذاعت ببي سي خبرا عن تلقي شاليط للعلاج هددت إسرائيل بأن السماء ستسقط على الأرض إن حصل أذى لشاليط.
وأطلقوا سراح 20 أسيرة فلسطينية مقابل شريط فيديو عن شاليط في أكتوبر 2009
وعلى المستوى السياسي طلبت إسرائيل من الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كاتر التوسط لدى حماس لإطلاق شاليط وجددت نفس المسعى قبل أسابيع مع بيل كلنتون.
ولم يهملوا الجانب الديني ، فقد سعى أحد رجال الدين المسيحيين في إسرائيل لإطلاق سراح شاليط عن طريق الكنيسة الموجودة في غزة.
ووصل الأمر بإسرائيل أن أعلنت أن الحصار لن يرفع عن غزة قبل إطلاق شاليط.
وعلى المستوى الشعبي تظاهر قادة حملة “الحرية لشاليط ” أمام السجون التي يقبع فيها الفلسطينيون ومنعوا زيارات الأسر الفلسطينية لذويهم بل وأوقفوا المساعدات المتجهة عبر معبر أريز إلى غزة ونظمت عائلة شاليط وأنصارها مسيرة كبيرة إلى منزل نتنياهو في يونيو 2010م وقالوا إنهم لن يعودو إلى بيوتهم قبل تحرير شاليط.
ومن أجل التهييج النفسي والعاطفي تنهي إحدى القنوات الإسرائيلية أخبارها اليومية بذكر عدد الأيام التي قضاها شاليط في الأسر.
ودعت منظمة بيت سليم الإسرائيلية لحقوق الإنسان في بيان أرسل إلى صحيفة القدس الصادرة في الضفة الغربية إلى إطلاق شاليط فورا ودون أي شروط وتذكرت بيتسالم القانون الدولي واعتبرت أن احتجاز شاليط من قبل حماس لأجل تحقيق مطالب معينة يعد جريمة حرب لكن الذي نسيته بيتسليم أن القانون الدولي لا يعترف به أحد هناك وليس للإسرائيليين ان يتحدثوا عنه، وهم الذين ينتهكونه ليل نهار.
شاليط قضية سياسية دولية
بالمقاييس القانونية الدولية البحتة يعد شاليط مرتزقا لأنه يحمل الجنسية الفرنسية وكان مرابطا في ارض ليست أرضه ليحاصر ويقتل الأطفال لكنه أصبح قضية دولية بمقاييس “الشرعية” الدولية المعروفة.
فقد تحدث مساعد الأمين العام للأمم المتحدة في عرضه المقدم لمجلس الأمن بتاريخ 20 أغسطس 2008م عن إطلاق سراح 200 أسير فلسطيني مقابل شاليط وطالبت لجنة تقصى الحقائق التابعة للأمم المتحدة في غزة باطلاق سراحه.
وفي 11 مايو 2010 دعا الرئيس الروسى ديمتري مدفدوف خلال اجتماعه مع خالد مشعل إلى حل مشكلة إطلاق المواطن الإسرائيلي شاليط” في أقرب فرصة ممكنة”.
الغرب يحتفي بشاليط
تبنى الغرب على عدة مستويات شعبية ورسمية قضية شاليط وعدوه بطلا واحتفوا به وكرموه ومنحوه المواطنة الفخرية لعدد من العواصم والمدن الغربية.
فقد أطفأت كتدرائيتان على الأقل خلال سنة 2010 في سويسرا الأنوار لعدة دقائق تضامنا مع شاليط في الذكرى الخامسة لأسره.
ومنح عمدة باريس صفة المواطنة الشرفية لشاليط، بعد أن صوت أعضاء المجلس البلدي لمدينة باريس بالإجماع على هذا القرار بتاريخ 16 ديسمبر 2008م، وكذلك فعلت مدينة رينسي الفرنسية وعلقت مدينة قرنوبل الفرنسية صورته في مبانيها في 10 ديسمبر احتفاء به.
وفي 16 ابريل 2009 أعلن عمدة مدينة روما في احتفال كبير بمناسبة الذكرى 60 لتأسيس إسرائيل عن منح المواطنة الفخرية لشاليط وأعلن أن قضية شاليط لا تخص دولة إسرائيل وحدها بل تعني الإنسانية بأكملها وسلم العمدة إعلانا حول الموضوع لوالد شاليط خلال حفل نظم يوم 1 يوليو 2009م وذكر أن منح المواطنة الشرفية لشاليط “يعبر عن قيمة رمزية كبيرة تحي من خلالها بلدية روما قيم الحياة والتضامن واحترام حقوق الإنسان”.!!!
ومنحت ولاية ميامي في الولايات المتحدة شاليط المواطنة الشرفية يوم 23 ابريل 2009م وذلك خلال اجتماع للمجلس البلدي وكذلك فعلت ولاية نيو أورلاينز بتاريخ 25 يونيو بمناسبة الذكرى الثالثة لأسر شاليط.
وتجاوز الغربيون في اندفاعهم للاحتفاء بشاليط بعض المواطنين الإسرائيليين الذين كانوا أكثر توازنا من الغربيين ،فهذا جلاد آتزمون أحد أنصار السلام يكتب واصفا حالة شاليط بأنها مثال حي للهوية الإسرائيلية فعلى الرغم من أن شاليط جندي وهو مشارك بصورة مباشرة في جرائم الجيش الإسرائيلي ضد السكان المدنيين فإن الإسرائيليين واللوبيات اليهودية في العالم تصر على تقديمه كضحية برئ وشعار حملتهم “شاليط إنسان ..يهودي”. ويتساءل الكاتب كيف يمكن اعتبار جندي مقاتل مكلف بحراسة السجون الجماعية ضحية بريئا؟”
النفاق الفرنسي… بين شاليط وصالح حموري
تكيل السلطات الفرنسية بمكيالين في قضايا تتعلق بمواطنين فرنسيين ، فقد كان الرئيس ساركوزي متحمسا جدا لإطلاق سراح شاليط لأنه فرنسي لكن هذا الحماس لم يظهر عندما تعلق الأمر بالمواطن الفرنسي الفلسطيني صالح حموري الذي حكمت عليه محكمة عسكرية إسرائيلية في الضفة الغربية بالسجن لمدة 7 سنوات بدعوى أنه حاول اغتيال أحد رجال الدين المتطرفين الإسرائيليين الذي وصف العرب بأنهم صراصير يجب قتلهم..وهذا ما جعل والدة صالح تكتب أن حماس ساركوزي لحماية المواطنين الفرنسيين لا يعني حالة ابنها صالح.
لذلك عبرت رابطة التضامن الفرنسية الفلسطينية عن ذهولها لما عدته استخفافا بقيم الجمهورية وحقوق الإنسان من قبل السلطات الفرنسية وفي مقدمتهم الرئيس ساركوزي الذي تجاهل قضية صالح حموري في حين أنه ما ينفك يثير قضية شاليط الذي أسر في عمليات عسكرية وهو جندي في قوات احتلال مطالبا بإطلاق سراحه دون قيد أو شرط ولم يتحدث بكلمة واحدة في موضوع صالح الذي أدين دون دليل.ولم يزد على قوله أنه آثار إيجاد حل إنساني لقضيته خلال زيارته الرسمية لإسرائيل مع احترامه لاستقلال العدالة الإسرائيلية.
بل إن ساركوزي لم يقبل استقبال والدة صالح.
ومن نفاق المجلس البلدي لمدينة باريس أنه منح صفة “مواطن شرف لشاليط” ورفض طلب منتخبي حزب الخضر لإعطاء الصفة ذاتها لمواطن فرنسي آخر هو صالح حموري, بل إن كبريات القنوات الفرنسية مثل تف1 تجاهلت تماما قضية صالح حموري.
الوضع القانوني للمواطنين الفرنسيين الذين يخدمون في الجيش الإسرائيلي
تساءل الكاتب رني نابا عن مدى أحقية المواطن الفرنسي الذي ينخرط طواعية في الخدمة مع جيش أجنبي يقاتل شعبا صديقا دون أمر واضح من الحكومة الفرنسية بالجنسية الفرنسية؟ ورأى الكاتب أن الأمر غير واضح لكنه اقترح طرح قضية شاليط على الجهات القانونية كمجلس الدولة ووزارة العدل لإيضاح المسألة.
ويتساءل الكاتب إن كان يحق لشاليط وهو يخدم في جيش أجنبي الاستمرار بالتمتع بالجنسية الفرنسية أحرى أن يطالب بالدفاع عنه بصفته يحمل الجنسية الفرنسية.
وذكر الكاتب أن الخارجية الفرنسية كررت أكثر من مرة أنها ستسعى لتحرير شاليط ليس لاعتبارات إنسانية بل لأنه يحمل الجنسية الفرنسية ونسيت الخارجية أن شاليط يخدم في جيش أجنبي يشن حربا على شعب يفترض أنه صديق هو الشعب الفلسطيني.
واستنتجالكاتبأنالحضاراتالكبيرةتموتبماترتكبهمنأضرارمتكررةضدبلدانها.
الأسرى الفلسطينيون… معاناة لا تنقطع
احتفى الغرب بشاليط وسعى بخيله ورجله لتحريره أما آلاف الفلسطينيين من أطفال ونساء وشباب وشيوخ فليس لهم سوى السجون الانفرادية وأحكام المؤبدات لا يسأل عنهم عدو ولا يبكيهم صديق.
يبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين اليوم أكثر من 11 ألف شخص والعدد يزيد كل يوم منهم 1500 أسير يعانون من أمراض مزمنة وخطيرة لا يتلقون من العلاج سوى الإهمال التام …
وعملية الاعتقالات تتم بصورة يومية وكأن هؤلاء الأسرى الذين يختطفون من داخل غرف نومهم ومن بين أطفالهم وأمهاتهم ليسوا بشرا فيكفي أن لهم صفة ” مطلوبين” لتتحرك الآليات والدبابات لتهدم البيوت وتبث الرعب والخوف في نفوس الأطفال والنساء في الليل والنهار وتكبل الشباب والرجال والأطفال وتشبعهم ضربا قبل أن تلقيهم كالخراف في الجيب العسكري لتبدأ رحلة من العذاب من أخف مظاهرها أحكام مؤبدة بمئات السنيين ولا أحد يسمع أو يرى.
وحسبما أعلنت وزارة شؤون الأسرى فقد اعتقلت إسرائيل منذ بداية هذا العام فقط أكثر من ألف فلسطيني ومهمة الوزارة أساسا هو العملية الإحصائية لأن السلطة التي تدعي أنه لن تكون هناك مفاوضات مباشرة قبل وقف الاستيطان لا تحرك ساكنا فيما يتعلق بعمليات الاختطاف والقتل اليومية وكأنهم يقولون: افعلوا بهم ما شئتم فهذه ليست قضيتنا .
وهذه كانت من الثغرات الخطيرة في مسلسل أوسلو الذي لم يتطرق لموضوع الأسر والاختطاف وفهمت إسرائيل من ذلك أن لها الضوء الأخضر لتختطف من تشاء متى وكيفما شاءت …
المنسيون
يعيش مئات الأسرى الفلسطينيين في عزل إنفرادي في زنزانات لا يرون النور سوى ساعة واحدة في الـ 24 ساعة مع المنع من زيارات الأهل ومن هؤلاء الشيخ جمال أبو الهيجاء الذي اختطف بعد معركة جنين المشهورة وهو يعاني من عدة أمراض فقد منع من زيارة الأهل حتى من أبنائه الموجودين معه في المعتقل.
تختم إحدى القنوات الفضائية الإسرائيلية أخبارها اليومية بذكر عدد الأيام التي قضاها شاليط في السجن أما أسرى فلسطين فلا يعرف أحد عدد الأيام التي قضوا في السجن لطولها ..
فهناك من الأسرى الفلسطينيين من قضى عشرات السنيين في سجون الاحتلال من أمثال :
– سعيد وجيه سعيد العتبة – معتقل منذ عام 1977..
– نائل صالح عبد اللهبرغوثي – معتقل منذ عام 1978
– فخري عصفور عبد اللهالبرغوثي – معتقل منذ عام 1978.
– أكرم عبد العزيز سعيد منصور – معتقلمنذ 1979…
فسعيد وجيه مثلا قضى أكثر من 33 سنة وراء القضبان أي ما يقدر ب 12 ألف يوم ومسيرته مستمرة دون أن يسال عنه أحد.
وهناك أكثر من 100 أسير قضوا في السجون لحد الآن أكثر من عشرين سنة.
المؤبدات
لا تكتفي إسرائيل باختطاف الأسرى الفلسطينيين وتعذيبهم وحرمانهم من أبسط الحقوق المتعارف عليها دوليا بل إنها تحكم عليهم بالمؤبد بأرقام فلكية وهذه أمثلة من مؤبدات إسرائيل :
عبد الله البرغوثي المحكوم بالمؤبد مائة مرة وتتهمه إسرائيل بقيادة الجناح العسكري لكتائب عز الدين القسام في الضفة الغربية.
ويحيى السنوار أحد مؤسسي الجهاز الأمني في حركة حماس حكمت عليه إسرائيل بالسجن لمدة 450 سنة.
الأسيرات والظروف الصعبة
يعتقل الاحتلال عددا كبيرا من بنات فلسطين ويعرضهن لمعاملة تهين كرامتهن وإنسانيتهن ومنهن من حكم عليها بالمؤبد مثل الأسيرة آمنة عبد الجواد التي تعد إحدى نقاط عرقلة صفقة شاليط إذ يرفض الاحتلال الإفراج عنها ..
والأسيرات الفلسطينية لا ينطبق عليهن تعريف القانون الدولي للأسير فقد عرف القانون الدولي الأسرى بأنهم :
“همأفرادكافةالقواتالمسلحة،أيالمجموعاتالنظاميةالتيتكونتحتقيادةمسؤولةوتخضعلنظامداخلييكفلاتباعقواعدالقانونالدوليواجبةالتطبيقفيالنزاعاتالمسلحة”.
وعبرهذاالتعريفللمقاتلين،نجدأنأكثرمن 90% من هؤلاءالمعتقلات خارجنطاقالمقاتلاتبحسبالقانونالدولي.
هؤلاء الأسرى من رجال ونساء وأطفال وشيوخ الذين قضوا عشرات السنين وراء القضبان وحكم على بعضهم بمئات السنيين لم يسأل عنهم ساركوزي المتحمس لشاليط ولا الأمين العام للأمم المتحدة ولم يسع كارتر للتوسط في قضيتهم ولم تتوال الوفود الأروبية على إسرائيل للبحث عن حل لمأساتهم … ولم تذكرهم قمة عربية ولا اجتماع لوزراء الخارجية العرب ولا غيرهم من الوزراء … ولم يمنحوا مواطنة شرفية في أي بلد عربي ولا غربي … ولم تطلب السلطة الفلسطينية من إسرائيل تحريرهم أو على الأقل وقف مسلسل الاعتقالات اليومية ولم تهدد بوقف المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة إذا استمرت إسرائيل في احتجازهم وزيادة أعدادهم…
هؤلاء شرفاء يستحقون أن نحتفي بهم ونعيش قضيتهم فكيف يكون شاليط المرتزق المعتدي يحتفى به في باريس وروما وسويسرا بينما أسرانا لا يجدون من يبكيهم أو حتى يتألم لحالهم…
فاعذرونا أيها المناضلون.. إن أمتكم ضلت طريقها وإلا لما كان مجرد بث شريط عن شاليط يساوي إطلاق سراح 20 من بنات المسلمين …
في إسرائيل يحترمون أبناءهم وهم ظلمة أما عندنا فلا قيمة للإنسان فهو هبة حلال زلال على أعدائه …
فهل يحتاج أسرى فلسطين والعرب إلى البحث عن جنسية إسرائيل لكي يعرفوا ما ذا تعني قيمة الإنسان واعتزاز أهل بلده به؟
إنه زمن العجائب…..