السلطات تواصل التحقيق في تفجير الانتحاري الذي استهدف قاعدة عسكرية بالنعمة

تواصل السلطات الأمنية الموريتانية تحقيقاتها في حادثة تفجير السيارة المفخخة الذي وقع منتصف الليلة قبل الماضية واستهدف القاعدة العسكرية الرئيسية بمدينة النعمة الواقعة شرق موريتانيا.


وقامت وحدات موريتانية خاصة أمس الاربعاء بتمشيط مدينة النعمة الواقعة على بعد 1200 كلم جنوب شرق موريتانيا عند حدود مالي مع البحث في ضواحيها عن معلومات أو عن سند للعملية أو آثار لمشاركين آخرين فيها، بينما تطوق الشوارع المؤدية لمكان الحادث بعناصر الجيش والشرطة.

وأعلنت قيادة أركان الجيش الموريتاني أمس حالة الاستنفار القصوى في المناطق الشرقية من البلاد وعلى مستوى الوحدات العسكرية المحاذية للحدود مع جمهورية مالي
.
وأكد مصدر عسكري لـ’القدس العربي’ أن التفجير لم يؤد لوفاة أي شخص عدا الانتحاري منفذ العملية، موضحا أن أضراره اقتصرت على اصابة ثلاثة عسكريين بجروح.

ولم تعلن الجهات الرسمية الموريتانية حتى الآن عن تفاصيل تخص هذا العمل الانتحاري الأول من نوعه، والذي أكد مصدر عسكري موريتاني مسؤولية تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي عنه.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

وقال المصدر إن ‘فرضية تفخيخ السيارة وانتحار سائقها هي الفرضية السائدة مع أن التحقيقات لم تستكمل بعد’.

وأكد أن الانفجار الناجم عن تفجر السيارة كان قويا بشكل أصم الآذان من مسافة بعيدة وفتح أبواب الدكاكين المغلقة بإحكام والتي تبعد عن مكان وقوعه بما لا يقل عن كيلومتر.

وأوضح أن السيارة، وهي من نوع تويوتا، اتجهت صوب بوابة القاعدة فأشار إليها الحراس بالتوقف، ولما لم يرضخ سائقها لذلك أمطروا السيارة بوابل من الرصاص وواصلوا ضربها إلى أن انفجرت داخل الثكنة العسكرية على بعد أربعة أمتار من البوابة الرئيسية، حسب قوله.

وأضاف المصدر أن السيارة تناثرت قطعا صغيرة، مبرزا أن الانفجار خلف حفرة عميقة وألحق أضرارا بالجدران القريبة.

وجاء الانفجار بعد ساعات قليلة من اجتماع عقده الرئيس محمد ولد عبد العزيز ظهر الثلاثاء مع كبار الضباط في قيادة أركان الجيش تحدث فيه عن دور الجيش في تثبيت الأمن ومكافحة الإرهاب.
كما جاء بعد فترة وجيزة من عملية عسكرية فاشلة نفذها الجيشان الموريتاني والفرنسي لإنقاذ الرهينة الفرنسي ميشيل جرمانو المحتجز لدى ‘القاعدة’، وهي العملية التي أسفرت عن مقتل خمسة من أفراد تنظيم القاعدة وعن إعدام الرهينة فيما بعد.

وافاد مصدر عسكري لفرانس برس انه بعيد منتصف ليل الثلاثاء الاربعاء رفضت سيارة رباعية الدفع التوقف رغم اطلاق الجيش عيارات تحذيرية عندما كانت مسرعة لاقتحام الثكنة الرئيسية في مدينة نيما.

وذكرت الوكالة أن السيارة كانت تحمل لوحة مسجلة في مالي، على ما اضاف المصدر مضيفا وان جثة السائق باتت ‘ممزقة ويكاد يصعب التعرف عليه’. ونقلت عن مصادر محلية ان قوات الامن تبحث عن سيارة ثانية شوهدت في نيما قبل ذلك بقليل مع السيارة التي انفجرت، وانها اغلقت الحي الذي توجد فيه الثكنة وفتحت تحقيقا.

وتعتبر موريتانيا بعد الجزائر، البلد الاكثر تضررا من نشاطات تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي الذي ينشط في منطقة صحراوية شاسعة تمتد من اقصى جنوب الجزائر الى موريتانيا ومالي والنيجر.

ووقع اخر اعتداء انتحاري في موريتانيا في آب/اغسطس 2009 في نواكشوط قرب سفارة فرنسا.
وفي 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2009 خطف العاملون ثلاثة في المجال الانساني اليسيا غامث وألبرت فيلالتا وروكي بسكوال على الطريق الرابطة بين نواكشوط ونواديبو (شمال موريتانيا) ثم سلموا الى تنظيم القاعدة في شمال مالي.

وكان وزير الداخلية الموريتاني محمد ولد أبيليل أكد في تصريحات له أن حدود موريتانيا ‘باتت مضبوطة بالكامل ومغلقة في وجه الإرهابيين’.

ودأب تنظيم القاعدة في عملياته السابقة على استهداف وحدات عسكرية مرابطة على الحدود، لكنّ نقله العمليات إلى عمق الأراضي وتحديدا إلى قيادة الجيش الموريتاني في المنطقة الشرقية يعتبر أمرا بالغ الخطورة.

المصدر : القدس العربي

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى