مياه آفطوط أفسدت ’’طعم الورقة’’…
شكا سكان نواكشوط من أزمة جديدة ضربت علاقتهم بالشاي،ذلك الرفيق الدائم لسكان الصحراء،ويقول سكان نواكشوط إن مياه آفطوط الجديدة التي تدفقت بقوة خلال الأيام الماضية إلى نواكشوط ’’أفسدت عليهم طعم الشاي’’.
طعم الشاي الذي ’’فسد’’ ليس الأسوء، فالأسوء لدى تجار،، الشاي’’ أن بضاعتهم استوى فيها الجيد والرديئ فماء آفطوط المعمق والمليئ بمياه ’’ جافل ’’ المعقمة، لا يمكن معه التمييز بين ’’ الورقة الجيدة’’ وغيرها.
ولم تكن هذه الشكوى التي ترددت على أكثر من لسان وفي أكثر من بيت ومتجر إلا جزء من علاقة وطيدة بين الموريتانيين والشاي, فالعطش وماء إديني والشاي الجيد،خير لنا من الري وآفطوط وشاي لا يجلو عن القلب الكدر، يقول أحد ’’ الشيوخ’’ الذين تعودوا شرب الشاي ثلاث مرات يوميا منذ أكثر من ستين سنة.
الموريتانيون والشاي …قصة تاريخ يرسمه الشعر
يحنل الشاي مكانة سامية في حياة الموريتانيين، استطاع بها أن يكون جزء يوميا من مائدة كل أسرة،ويمكن اعتبار الشاي العنصر الحاضر في كل بيت موريتاني،وفي مختلف الطبقات الاجتماعية والفئوية،يظل الشاي عنصرا لا يمكن الاستغناء،وأكثر من ذلك ضرب الشاي أطنابه في الثقافة الموريتانية،مثيرا أسئلة فقهية متعددة حول جواز استعماله،أصلا ومخلفا كما معتبرا من الفتاوى والمساجلات التي دارت حول كؤوس الشاي العتيق، لكنه استطاع أن يأخذ بألباب الشعراء،فخلدوا له الروائع من الشعر الفصيح والملحون
الشاي بين الشعر والفقه
ثار جدل فقهي قديم بين الموريتانيين حول مشروعية شرب الشاي حيث رأى عدد من قدماء فقهائهم أن لون الشاي وطريقة إعداده يجعله قريبا من الخمر إضافة إلى تأثيراتها الأخرى التي تسبب الإدمان عليها، فيما رأى بعضهم أن تكاليف الشاي الباهضة في تلك المرحلة تجعله مضيعة للأموال والأوقات التي لاينبغي أن تصرف إلا فيما له فائدة دنيوية وأخروية، فيما رأى بعضهم أن الإكثار من شرب الشاي هو مسألة تزري بالمروءة غير أن الموقف الفقهي حسم في النهاية لصالح المجيزين وذلك بعد سجال خلف عديد القصائد الخالدة، ولعل أكثرها هذه القصائد شهرة هي قصيدة الشاعر والفقيه الشيخ سيد محمد ولد الشيخ سيديا الذي قدم مرافعة شعرية بالغة العمق عن فوائد الشاي مفندا حجج الفريق الآخر.
- دع الإكثار من قـال و قيـل
- كفاك اللومُ بالكَلِـمِ القليـل
- أقلني إن عثرتُ على عِثـاري
- فخير الصحب كل فتى مُقِيـلِ
- وإلا تزدجـرْ عمـا علـيـه
- جبلتَ من التهـوُّر والصهيـل
- فإني لستُ منك ولستَ منـي
- وليس رَعيلُ خيلِكَ من رعيلي
- ولستَ إلـى لقـاء الله منـي
- بمنزلـة الرفيـق ولا الزميـل
- ولم تك في الحساب غداً حسيبي
- ولم تك لي بمولـىً أو وكيـل
- تُلَـوِّمُ أن تَعاطَيْنـا كؤوسـاً
- تذكرنا كـؤوس السلسبيـل
- تحـاول أن تحرمهـا عليهـا
- متى احتاج النهار إلـى دليـل
- أصول الحِلِّ عدوهـا فعـدوا
- نبات الأرض من تلك الأصول
- وقبلَك ملَّ فيها القـولَ قـومٌ
- فما أغنوا بذلـك مـن فتيـل
- وليس اللـوم فيهـا اليـوم إلا
- أحاديثٌ تعد مـن الفضـول
- وإن لهـا فوائـد واضحـات
- يراها كل ذي نظـر أصيـل
- إزالةَ حقد ذي الحقد الْمُناوي
- وتحبيبَ الخليل إلـى الخليـل
- وجبرَ خواطرٍ ، وقضاءَ حاجٍ
- ومعرفةَ السخي مـن البخيـل
- وفوزاً إن تعاطاهـا الندامَـى
- بتمييز الظريف مـن الثقيـل
- وإيقاظَ النواظر من كراهـا
- وإبـراءَ المتـيـم والعلـيـل
- وزادَ مسافر ، ومتـاعَ مُقْـوٍ
- وأُنساً في الإقامـة والرحيـل
- وتحفةَ قـادم ، وسـرورَ آتٍ
- أوَى حين المبيـت أو المقيـل
- وفاكهـةَ الشتـاء إذا تـأذَّى
- وجوهُ الناس بالشمـلِ البليـل
- وتُطْرِبُ من يُدَرِّسُ كـل فـنٍّ
- وتُفْرِجُ كربَ ذي الهم الدخيل
- وتُسْلي كل صـب مستهـام
- عن الخدَّيْن والطرف الكحيـل
- وتدفع ذا التلصص فهي أغنـى
- إذا دَفَعَتْ من السيف الصقيـل
- وتُرضي المسلمين وفي رضاهم
- يُؤَمَّلُ أن يُنالَ رضـى الجليـل
- وحسبُكَ من فوائدها بهـذا .
- دع الإكثار من قـال وقيـل
ولئن حسم الجدل نهائيا لصالح ’’ جماعة الشاي’’ فلم يمح ذلك من ذاكرة الأدب تلك المرافعات الرافضة له ولعل من أشهرها قصائد الشاعر محمدو حامد بن آلا التي رد بها على ابن عمه الشاعر محمدو النانه ولد المعلى،وقد رأى بن آلا في ’’ كأس الشاي والصب والإبريق’’ أوصافا مشابهة للخمر ومجالسها فسرى كرهها إلى شعره
- إني لأكرهه ما إن آلته = = كاس وما منه فيه صب إبــــــريق
- ما أنما الشرب مقدار ثلاث زجا = = جات لهن من الإبريق تدفيق
- ما أنه بيد الساقي يكون له = = بين الأواني قبيل الشرب تصفيق
- ما أنه ليس يغني المرء من عطش = = ولا من الجوع يغني وهو موموق
- فكل ذا دل أن الأصل فيه محا = = كاة الندامى بشرب فيه تنميق
- هذا ولست على غيري أحرمه = = يوما ولا فيه تسفيه وتفسيق
- فكيف ذاك وأهل الفضل شربهم = = وشرب من لهم في العلم تحقيق
- لكنه فيه ما فيه وإن به = = شبه المدام لدى الأكياس مرموق
- فهذه الكأس والإبريق حقهما = = لتيلك الكأس والإبريق تطليق
- فهجر ذي الكأس للكأس النفوع غدا = = وهجر الابريق للإبريق توفيق
- ما ذا على المرء أن يأباهما أنفا = = لذين من ذين حتى يعذب الريق.
وإذا كان الجدل الفقهي قد حسم لصالح أهل الشاي، فإن الشاي كمطعى ثقافي دخل بقوة إلى اللغة الفقهية،واحتفظت الذاكرة الشعبية بمحاكاة طريفة لمختصر الشيخ خليل،حملت اسم ’’قف الشاي’’.
باب الأتاي ورق مزج ماءه بسكر، لا كقرنفل وحناء، واستحسن “مفتوله”، ووجب إن عرف وقدر كإقامته لذي فضل اعتداه، وحده أربع وهو الأرجح، وفي إجزائه بثلاث تردد، وزمن شتاء وعند تعب كبعد لحم وهل تكره الحناوية؟، أو تمنع، خلاف، وتشهير ثالثه ورابعه إن جمّر ورب الدابة أولى بمقدمها، وعمله بماء طاب كورق بكاس وسكر اعتيد كـ”باسط”.
وندب تعيين الكؤوس، واتقاء شرب غير مجانس إن أمكن، وقلة ردٍّ، وطمأنينة بين أركانه، ومص ورق، ونقد على مقيم، وتزييف شروط.
وحرم لمنفرد، وبين أراذل جدا، كامرأة وهل بقيد الجماعة؟، أو بحسب العرف؟، أو مطلق؟، تاويلات، كتسكيك على براني، وحضور مسيء أو ثقيل تعذر صرفه.
ولفرنجي وصبي دقيق سكر ومص ورق وكأس من غير الأول وزيف
- مراسيم خاصة
وبلغ من اعتناء الموريتانيين بالشاي أو ” الأتاي “أن خصصوا له مراسيم أداء خاصة لابد من احترامها احتراما ولعل أبرز هذه الخصائص هي خاصية ” الجيمات الثلاث” الجمر والجر ويعني الإطالة والجماعة وهي أفراد الديوانية الذين يتناولون الشاي ويفترض في هؤلاء أن يكونوا من مستوى عمري ومعرفي متقارب بحيث يوفر الجو إمكانية التبادل الثقافي والمعرفي والتكامل بين مختلف الحاضرين.
وتبدء جلسة الشاي بإعداد الجمر الملتهب وتسخين الماء في إبريق يستحسن غالبا أن تتم زركشته وتطريزه بالعديد من النقوش والإيقونات الدالة، فيما يتم رص الكؤوس على ” الطابلة” النحاسية الفائقة اللمعان والتي تشترك هي الأخرى مع الإبريق في التطريز والزركشة، ليتم بعد ذلك مزج الشاي الأخضر بالماء الساخن إلى حيت يتم الامتزاج التام حيث سيكون على ” القيام ” وهو المعد للشاي أن يصب كؤؤس الشاي الحمراء والتي تعلوها رغوة بيضاء ناصعة يفترض أن تتقاسم مع رحيق الشاي حجم الكأس بحيث يمتلأ النصف السفلي من الكأس برحيق الشاي الأحمر فيما يمتلأ نصفه العلوي بالرغوة البيضاء.
وفي البدء اختلف الموريتانيون في عدد كؤوس الشاي بين من يرى أنها ثلاثة فقط وبين من يرى أنه لايمكن أن يقل عن أربعة كؤوس، خلاف سجله الشعراء وانتصر كل منهم لرأيه
فيقول أحدهم :
- أترع ولا تربع فإن الأربعة
- قامت مقامها الثلاث المترعة
فيما يرد عليه الآخر بقوله :
- أربع ولاتترع فإن الأربعة
- أشهى لدينا من ثلاث مترعة.
وفيما يحتدم الخلاف الشعري هو هذه المسألة نجد رأيا آخر يحاول التوفيق بين الموقفين على نحو يستحضر الثقافة الشرعية واللغوية لصاحبه :
- إن المصغر لا يصغـر ثانيا
- فاذا وليت على الكؤوس فأترع
- واجرر” أتايك” لاتعجـل رفعـه
- ان النفوس تطيب مالم يرفـع
- واذا دعاك لقصر شايك موجب
- قصِـر وإلا يامقيـم فـربـع
- فالشرع إتيان المقيـم باربـع
- والقصر دون مبيحه لم يشـرع
ولإن حسم الخلاف أخيرا لأصحاب الكؤوس الثلاث فإن حضور الشعر لم يتوقف عند هذا الحد حيث اعتنى الشعراء الموريتانيون بآلات الشاي وبالندماء وبمادة الشاي اعتناء خاصا بدء من وصف طاولة الشاي والإبريق والكؤوس وانتهاء بالضوابط العامة لشرب الشاي
فالشاعر الموريتاني محمد ولد ابنو يصف زركشة الإبريق وصفاءه ويشببه بالبرق الخاطف في وسط الغمام :
- وإبريق بهي فيه وشي
- من التصوير موموق بهي
- تخال بريقه تحجوه برقا
- تألق في تالقه نوي
- ترى النادي والكاسات فيه
- ولا الكاسات فيه ولا الندي
- سقانا ريقه شايا شهيا
- ندي الكف أروع أريحي
- على جنبات أكؤسه رشاشا
- كما رشحت من العسل النحي
فيما يقدم زميله محمد ولد آبوه وصفا آخر ا للطاولة النحاسية التي تحمل كؤوس الشاي :
- لله در صفيحة من جوهر
- كصحيفة في دور هالة مقمر
- زهراء زاد بها البها فأسفها
- من كل نقش مستدير أزور
- صيغت لأكواب كواسي فوقها
- قمصا تلون في طراز عبقري
- ما بين أبيض ناصع أو أحمر
- قان أو أصفر فاقع أو أخضر
- ومعيدم ومنرجس ومورس
- ومورد ومزعفر ومعصفر
- صور تحار بها المناظر ألبست
- من وشي غير آخر أزهر
- فكأنها دورا على إبريقها
- ببريقها ورنينها في المسبر
- ناد تجمع من بني علب المعا
- ول أحدقت بعظيمها من حمير
وكما يجب أن تتبوء آلات الشاي مكانا سميا من الحسن والنظافة فيجب كذلك أن يتمك اختيار أجود أنواع الشاي الصيني، حيث احتل “شاي المفتول ” المرتبة الأولى في الجودة عند الموريتانيين وبالتالي فهو شاي الأكابر المخصوص لكن الإدمان على الشاي قد يدفع الموريتاني إلى تناول أي نوع آخر مادام لايجد المفتول كما عبر عن ذلك الشاعر محمد ولد أبو مدين حيث يقول :
- إذا لم نجد إلا “النميلة” مشربا
- شربنا ولم نسمع مقالة ذي عذل
- وإن جاءنا ” المفتول” قلنا لنملة
- مقالتها للنمل في سورة النمل
وبلغ اهتمام الناس بالشاي وأصنافه،حدا جعل بعض الأكابر يعيب على الشباب التعمق في معرفة أنواع الشاي وميزاته،على حين لا يولون التعلم ذات الاهتمام.
- وميزك “مفتولا” و”نملا” و”عوده” = = نفى ميزك الأسماء والحرف والفعلا.
أما مجلس الشاي وندمائه فقد حي هو الآخر بنصيب كبير من الشعر الموريتاني وصفا للمشهد وتنظيرا لما يجب أن يكون عليه حيث لاينبغي بحسب أبو مدين ولد سليمان أن يحضره ثقيل أو بخيل ولا جاهل بل على عكس ذلك ينبغي أن يحضرها أشخاص مرموقون يتناشدون الأشعار ويتبادلون النكت والفوائد :
- ألا فاسقني كاسات شـاي و لا تـذر
- بساحتها من لا يعين علـى السمـر
- فوقت شراب الشـاي وقـت مسـرة
- يزول به عن قلـب شاربـه الكـدر
- تخير حسان السمـت عنـد شرابـه
- فللعين حظ لا يـزول مـن النظـر
- و خلل شراب الشاي بالذكر واسقني
- به في الليالي المظلمات على السهـر
- ونادم خيـار الصالحيـن فمجلـس
- به صالح يقضى به غالـب الوطـر
- و غيب سوى من قد ذكرت و إن غدا
- يرى الفضل فيمن عند مجلسه استقر
- ترى مجلس الشايات في العين واحـد
- فيختلف المعنى و تختلـف الصـور
- و لابد من انشـادك الشعـر عنـده
- ليطرب منك القلب و السمع و البصر
- وقدم مـن الأشعـار مـارق لفظـه
- و ما راق معنـى إن ذلـك معتبـر
- و انعش فـؤادا بالنسيـب و ذكـره
- و ما للمها من حسن جيد و من حور
- ولا تنس ذكر البان و الرمل و الحمى
- و ما هب من أرواح نجد لدى السحر
- و جد لي من شعـر الوقائـع بينهـم
- بمن غاب من عشاقهم وبمن حضـر
- وما قيل في مدح الملوك و فخرهـم
- ومن عز قدما من ربيعة أو مضـر
- و ما قيل في مدح البـلاد و أهلهـا
- و ما قيل في مدح المقام و في السفر
- إذا تـم هـذا عنـد شـرب فـإنـه
- لعمرك شرب مـا لمجلسـه عـور
- لأمثاله فلتدع من شئـت و ادعنـي
- و إلا فدعني عنك و استعمل الحـذر
- فما كل شـرب لاح لـي يستفزنـي
- ألا رب شرب كان لي فيه من ضرر
- و لكنني أغضـي و اصبـر علنـي
- أفوز باجر قـد أعـد لمـن صبـر
ورغم أن المشهد الذي يرسمه ولد سليمان لندمائه ولمجلسه هو مشهد لايمكن تحصيله في كل وقت إلا أن غالبية الموريتانين كانوا دائما حريصين على أن تظل ” جماعة الشاي ” متجانسة بحيث لايشرب الشاب الشاي مع من هم أكبر منه سنا كما أنه مع العيب جدا أن يشرب الشيخ الشاي مع الشباب فذلك أمر يزري بذوي المقامات.
السكاكة ..طفيليو الشاي.
ولم يكن اختيار الشاعر أبو مدين ولد الشيخ أحمدو لنداماه في مجلس الشاي إلا تعبيرا عن تبرم المجتمع بفئة ’’ السكاكة’’ وهم الطفليليون الذين يتتبعون مجالس الشاي،متحملين في سبيل الذين كثيرا من التنكيت الساخر وربما الهجاء المقذع.
ولعل الشاعر الكبير محمد ولد ابن ولد احميده قد عبر بشكل ضمني عن ’’ مأساة السكاكه’’
- تركت الشاي خشية أن أكونا = = من اللائي عليه يسككونا
- وخشية أن أكون أخا ديون = = ولم أر ما به أقض الديونا
- وخشية أن أكون نديم آم = = أجالسهن أبكارا وعونا
- وخشية أن أجالس كل نذل = = يجر إلي منقصة وهونا
- فهذا ما قلته فيه ولكن == أراني قد جننت به جنونا
ولعل الشاعر الحساني كان أكثر إيغالا في التبرم من ’’ السكاكة’’ عندما قال
- السكاكه تجل = = ؤلاه افش مشتغل
- واتجيك اعل عجل = = واتج كامل تجاك
- من تل ؤمن گبل = = والِّ منه ما جاك
- اصبر لا تتنگل = = فرظ اتم ؤر ذاك
- ألا سكاك اعل = = سكاك اعل سكاك
الشاي والشعر عند الموريتانيين قصة علاقة لايمكن الفصل بينها ورغم أن عصر السرعة قد شتت شمل ” جيمات الشاي الثلاث “.
وذلك بعد دخول أفران الغاز على الخط الأمر الذي ألغى نهائيا مشهد الجمر الخشبي المتقد زيادة على أنه أصبح من الممكن جدا تناول الشاي في الشارع حيث يمارس عديد الموريتانيين مهنة بيعه في الشوارع والمكاتب العمومية الأمر الذي يقضى على ” جيمي الجر والجماعة” إلا أن عددا مهما من الموريتانيين لايزالون حريصين على إعادة جزء ولو كان بسيطا للغاية من مراسيم الشاي القديمة مرددين لمن يكتفي بالشاي ’’ المحمول’’.
- أتاي ال مرفود = = ما يگلع للتــــــــــــدواخ
- ما يسلك من لبرود = = ؤلا يسلك من لمساخ
ولايزال الشاعر الموريتاني يطرب للشاي الجيد ويعيب على من لايحسن إتقان الشاي من الفتيان كما نجد عند أحد المعاصرين موبخا أحد الشباب بأنه لم يتقن إعداد الشاي بعد أن كان متقنا للغاية.
- لماذا اعترى شايك الوهن
- أعين أصابتك أم أذن
- لقد كان في حينا مثلا
- لديه يروم الشفا الزَمِن
- فأضحى غريبا كماء ” الرَبينَ”
- وغادره طعمه الحسن
- فحدث هديت بما قد جرى
- فأنت على الشاي مؤتمن
المصدر : السراج الإخباري