إلغاء الاحتفالات المميزة لخمسينية الاستقلال
انواكشوط – ونا – علم من مصادر مضطلعة، أن جميع الاحتفالات التي كانت مقررة لتخليد الذكري الخمسين لإعلان الاستقلال الوطني، قد ألغيت
واقتصر برنامج تخليد هذه الذكري علي نفس الفعاليات التي خلدت بها السنوات الماضية، إضافة إلي بعض البرامج الإعلامية.
وقد جاء إلغاء هذه الاحتفالات بعد أشهر من عمل اللجنة الوطنية التي شكلت بداية هذه السنة للإشراف علي برنامج واسع ومتنوع لتخليد خمسينية الاستقلال حيث شكلت اللجنة، التي يترأسها الوزير الأمين العام لرئاسة الجمهورية وتضم عدة وزراء ومسؤولين ساميين، لجانا وطنية وجهوية عهد لكل منها بانجاز جملة من النشاطات المختلفة طبقا لبرنامج تقرر لتخليد هذه الذكري.
ويضم البرنامج استعراضات عسكرية ومقابلة 300 شخصية ومحاورتها حول الاستقلال ودعوة وفود من جميع الولايات الداخلية لحضور تخليد الذكري في نواكشوط إضافة إلي توجيه دعوات لعدد من الرؤساء والشخصيات الدولية لحضورها وهي الفعاليات التي ألغيت.
وقد حاول المصدر معرفة أسباب هذا الإلغاء الذي فاجأ أعضاء اللجان الوطنية والجهوية والمحلية، التي كانت تسابق الزمن لانجاز المهام المتعددة في إطار هذه الاحتفالات وحسب بعض المصادر فان الأسباب أمنية، مصدرها تهديدات القاعدة الأخيرة، في حين قالت مصادر أخري، إن الأسباب مالية، حيث رفض رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز، إجازة ميزانية الاحتفالات التي قدمها رئيس اللجنة، سي ادما والبالغة ثلاثة مليارات أوقية.
وهناك سبب ثالث تجزم مصادر عديدة، بأنه كان سبب إلغاء هذه الاحتفالات وهو امتناع عدد من الرؤساء السابقين من حضورها باستثناء المصطفي ولد محمد السالك (أول رئيس عسكري لموريتانيا ما بين 10 يوليو 78 إلي بداية يونيو 1979) ومحمد خونا ولد هيدالة (رئيس اللجنة العسكرية للخلاص الوطني من يناير 80 الي 12 دجمبر 1984)،
في حين كان يحرص، ولد عبد العزيز علي ان يحضرها جميع الرؤساء السابقين إضافة الي عقيلة المرحوم المختار ولد داداه وقد بذلت مساع كبيرة وطنية ودولية، لم توفق، لإقناع هؤلاء الرؤساء بالحضور.
وأكدت مصادر ل”ونا” أن سيدي ولد الشيخ عبد الله، الذي أطاح به ولد عبد العزيز في السادس أغسطس 2009 والعقيد اعل ولد محمد فال، رئيس السلطة العسكرية، المنقلبة علي ولد الطائع في الثالث أغسطس 2005، قد امتنعا من حضور الاحتفالات، رغم ضغوط كبيرة من أطراف متعددة مورست عليهما وعلي محيطيهما.
أما معاوية ولد سيدي احمد الطائع (الذي استمر حكمه من 12 يوليو 1984 الي 05 اغسطس 2005 وهي اطولة فترة رئيس يحكم البلاد) والذي يعيش منفيا في قطر منذ الإطاحة به، فيقال ان اتفاقا معه وصل مراحل متقدمة بضمانات قطرية، لحضور الاحتفالات، إلا أن بعض مقربيه أقنعوه بعدم الحضور، كما رجحت مصادر تغيب محمد محمود ولد احمد لولي (رئيس الدولة فترة الأشهر السبعة الأخيرة من عام 1979) بذريعة انشغالات مبرمجة سلفا.