الاستقلال : استقل .. يستقل..
- تحل علينا ذكرى “الاستقلال” أو “الجلاء” وخروج المستعمر الفرنساوي من بلاد المنكب البرزخي… خروج من ببلاد خالية من أي بناء للدولة … خالية حتى من عاصمة للحكم … فكانت تنعقد – في “خيمة بفيفاء” – أولى جلسات حكومة “سويسرا غرب افريقيا” كما يسميها “أبو الأمة” في مقابلة له فرنسية المنطوق توجد على النت.
- فمن تراه استقل؟؟ هل هم ساكنة البلاد أم الفرنسة..؟
- استقل لغة: (الصحاح في اللغة: استقل القومُ مَضَوا وارتحلوا.)
- فالذي استقل هم ” الفرنسة” – بحسب المعنى اللغوي- تاركين خلفهم هموم بلاد من الفيافي.. وهرباً من مشكلات قبائلية يستحيل حلها وصراعات طبقية وعرقية راسخة هم في غنى عن التورط فيها (اللي اجبر شواي ما ينحرقوا أيديه) وما اضطرابات 1966 إلا مثال على ذلك…
- أجل إن الاستقلال حينها كان للمستعمر الذي من عادته عدم ترك شيء على الأرض سوى “لغته وثقافته الراقِيَتين”lol
- (مقارنة بسيطة بالمستعمر البريطاني في الهند ومصر: ترك الانجليز شبكة مهولة من سكك الحديد.. لا تزال تعمل لحد الساعة.)
- لقد استقلت فرنسا “رحلت” عن موريتانيا وليس العكس….
- وبالمعنى السياسي للكلمة : لم تستقلّ موريتانيا عن فرنسا لحد الساعة سياسياً.. ولن … في المنظور بل والمختفي من الزمن، ولا ثقافياً (الإدارة المفرنسة والقرارات تصدر وتصاغ بالفرنسية ثم تترجم للعربية برداءة فجة وهذه الترجمة: “رفع عتب” ليس إلاّ) … ولا اقتصادياً ( المانحون في بروكسل تتحكم فيهم فرنسا.. ولمن يشكك : إسأل ول داداه الزعيم الحالي لـ (الموارضة)؟..)
- استقلال المنجزات: البلدية الإسلامية الموريتانية
- قلل (لسان العرب)
- القِلَّةُ: خِلاف الكثرة واستقله : رآه قَليلاً.
- يقال: تَقَلَّل الشيءَ واستقله وتَقالَّه: إِذا رآه قَليلاً.
- خمسون سنة من استقلال (رحيل) فرنسا عن بلادنا… ولم تزل دولتنا في مرحلة يمكن أن يطلق عليها «البلدية الإسلامية الموريتانية”…. ففي بلاد لا يزال فيها رئيس الدولة يقوم بدور رئيس البلدية عبر تدشين بعض الأعمال والمشاريع البلدية في كل دول العالم… أعمال ومشاريع من قبيل سفلتة الشوارع وشبكة الري والصرف الصحي وفتح طريق….الخ. ترافقه في تدشينها جمهرة النفاق والزمرة المافيوزية ذاتها في كل مرة… مع الإعلام البشمركي الغوغائي و وصحافة الغباء الببغائي الرسمي… لتصور لنا عظمة منجزات وإنجازات فخامته … انجازات يجب أن يقوم بها عمال البلدية دون حضور أي عضو في المجلس البلدي من باب أحرى حضور رئيسه….
- أجل : رئيس الدولة رئيس ” البلدية الإسلامية الموريتانية”: يدشن شق طريق…. يفتتح مشروع شبكة ري … يخطط كزرة… أليس هذا رئيس بلدية؟؟؟!!! lol
- والمتابع للإعلام الرسمي وتوابعه يلحظ عدم اهتمام السلطة بل تجاهل المشكلات الجوهرية : رداءة التعليم وسوء الخدمات الصحية وارتفاع الأسعار الجنوني والأزمة الاجتماعية والبطالة وقتلى حوادث الطرق اليومية “طريق الأمل” بسبب الحفر وسوء الصيانة… ومثلث الفقر ومربع الجوع ودائرة انتشار الأوبئة وبقية الأشكال الهندسية الأخرى…
- ويراد في هذه الذكرى وعبر أدوات الإعلام المرئي والمسموع والمقروء تشويه التاريخ والمجتمع والثقافة وترسيخ أفكار ما أنزل الله بها من سلطان ( السلطان هنا: الحُجَّةُ والبُرْهان، وليس الطاغية)
- فكما بدأ – من لا شيء – الرئيس المختار ومن معه من الرجال ” الذين يتجاهلهم الجميع” وأيضاً “الرجال الذين كانوا ضده” بناء دولة وعاصمتها واقتصادها وتعليمها و….و…و….الخ…. فكذلك الآن هاهو الرئيس ول عبد العزيز يبدأ من حيث انتهى الحكم المدني الأول في البناء والتطوير ليقذف بثلاثين سنة من عمر الدولة بأفراحها وأتراحها وصراعاتها وتصارعاتها في مزبلة الإهمال والنسيان… ولينسى الناس كونه جاء من العسكر وأنه منهم وإليهم “والسلام عليهم”.
- عملية غسل دماغ جماعية يحاول الساسة من موالاة و “موارضة” (معارضة موالية) القيام لهذا الشعب تكراراً لما حدث قبلاً وإن بشكل ابشع وأكثر صفاقة..( القاموس المحيط : ووَجْهٌ صَفيقٌ بَيِّنُ الصَّفاقَةِ: وَقِحٌ)
- عملية يراد لنا بها ربما أن ننسى، وأن ينسى ول عبد العزيز أيضاً، هذه الفترة من الإذلال التي تعرض لها “العسكري الميكانيكي” أيام كان في العسكر، ثم ما بعد التعيين كمرافق عسكري للرئيس الأسبق ول الطايع المعروف بسلاطة لسانه حتى على أقرب المقربين…. عقدة تتكرر عبر التاريخ لكل دكتاتور وطاغية..
- يتساءل البعض لمَ لمْ يظهر في إعلام الدولة بعض من منجزات وتدشينات ول الطايع و من جاؤوا بعده؟؟؟
- والجواب بسيط : إما لتشبيهه بالرئيس المختار( وليس تشبهه به) أو أنها عقدة نقص ول عبد العزيز من ظهوره كحارس لمن سبقوه…”ول الطايع وسيدي”… في التدشينات.
- وإلا لماذا يحارب حتى المناطق التي انحدروا منها: لا منجزات ولا تدشينات في لبراكنة أو آدرار… و فيهما مستشفيان جهويان هما الأسوأ خدمة في كل البلاد…. ولم تنجز أي طريق داخل مدينة ألاك رغم الحاجة إليها ( رغم سوء وضع طريق الأمل قبل دخول ألاك وبعد الخروج منها … إلا أن هذا الطريق الإسفلتي يختفي تماماً داخل المدينة ولا يوجد سوى الحفرة تلو أختها حتى الجهة الأخرى من المدينة)
- لقد استقل الموريتانيون هذه المنجزات (واستقله: رآه قَليلاً) … منجزات فقد معظمها منذ ما بعد الاستقلال الفرنسي عن بلادنا … وتخلت الدولة شيئاً فشيئاً عن دورها الاجتماعي منذ قدوم العسكر ولحد الآن… فأُفلست المؤسسات العامة مرة تلو المرة (سونيمكس – موريفارما – الأمن الغذائي – سمار – الصيد البحري – …..) وكان آخرها ضمان السكن والنقل الذين ألغتها الحكومة الحالية بالتعويض الرمزي الهزلي الأخير… ” قاصمة للظهر” وجهت لمن أفنوا عمرهم في خدمة الوطن .. وهاهم على شفى هاوية التقاعد… فليذهبوا إلى الجحيم… جزاءً وفاقاً….
- المنجزات – على ضآلتها- تضمحل يوماً بعد يوم…. حتى المعارضة رغم استقلالنا لها( عكس الاستكثار) ولفعلها السياسي ولمنجزاتها الاجتماعية فإنها اختفت … بل إن مبدأ المعارضة الديمقراطية كمنجز ديمقراطي قد تلاشى…. وأصبحت ” نعم” هي كلمة الآنِ والعصر…. وبدأت كلمة “لا” تختفي من حياتنا السياسية والاقتصادية…. حتى صرنا نخشى اختفاءها من الشهادتين…. فالرئيس بدون “لا” في وجهه يصبح طاغية يقترب من الألوهية… فبحسب الكواكبي : [ إنه ما من مستبد سياسي إلا ويتخذ لنفسه صفة قدسية يشارك بها الله! لكن هذه الصفة قد تكون ظاهرة بارزة يعلنها الحاكم نفسه كما فعل فرعون وقد تكون خافية مستترة، وإن كان مضمونها ظاهرا في سلوكه فهو على أقل تقدير :لا يسأل عما يفعل وهم يسألون] … فمن يستطيع سؤال الرئيس اليوم عما يفعل؟؟!!!!!!!!!!1
- إستقلال الشعب الموريتاني:
- قلل (لسان العرب)
- والقِلَّة والقِلُّ، بالكسر: الرِّعْدة، وقيل: هي الرِّعْدة من
- الغضب و يقال للرجل إِذا غضب: قد استقل
- منذ ما قبل الجلاء الظاهري للمستعمر عن بلاد “السائبة” … استقل الموريتانيون من سلطة المترجمين “آماليز” (جمع أملاز) (استقل : غضب) … سلطة يوغرون بها صدر الفرنسي على من لا يعجبهم… واستمر هذا “الاستقلال” مع حكومة المترجمين ومن تقدم ماري اتريز 13 (الرقم 13 رقم مشؤوم في الغرب) تقدم خارق لكل عادات وتقاليد المجتمع الموريتاني بزنوجه وعَرَبّرْبَرِه (عرب – بربر) … بزواياه وعربه وبقية طبقاته… فلأول مرة “تسبق الظفيره ” …. عداك عن مذابح الخنازير (مكان مرصة المغرب الآن) ..البنوك الربوية… المراقص والديسكوهات وبارات الخمور المنتشرة في العاصمة … عداك عن تفسخ السبعينيات الغازي (موضة الميني جيب – ابدال الملحفة بفستان (يحدد جسم لابسته) به طرف لتغطية الرأس)….
- استشاط المجتمع المحافظ استقلالاً من مظاهر الدولة الصادمة…. ثم جاءت حرب الصحراء “الأهلية” بين أفراد القبائل والعشائر نفسها لتكمل الاستقلال(الغضب) الشعبي…. المشبع أصلاً بالأوضاع المزرية من جفاف ونزوح وتصحر….
- وجاء الانقلاب …. تلاه انقلاب … ليتلوه آخر حتى أصبح من التندر السؤال ( الرئيس اليوم منه؟)
- واستمر الاستقلال من لجان الإنقاذ والخلاص والبقية ومنجزاتها… حتى لجان تهذيب الجماهير وكرنفالات الحزب الجمهوري ومنجزات ول الطايع (الانترنتية) … وسقطت العملة والدولة وهيبتها والاخلاق وبقية التقوى في الحضيض …. واستمر الاستقلال من النهب للمال العام بله التبجح به والتفاخر أمام المريض والمعوز والضعيف بالسرقة والاختلاس وأموال المخدرات المرعية من طرف الدولة ليصبح تبييض الأموال التجارة الرابحة بعد الحظوة عند “افيليلي”
- «الجنون: أن تفعل الشيء نفسه مراراً وتكراراً….
- وتتوقع نتائج مختلفة ” آينشتاين
- وانقلب المجلس العسكري للعدالة والديمقراطية على معاوية …. ويبدأ الاستقلال من “زين لوكيل” ومن مقولة إعل الشهيرة”عفا الله عما سلف” وكأنه الناطق الرسمي باسم الذات الإلهية… ما أزعجني حقاً حينها هو غباء المعارضة والصحافة والمستقلون والمواطنون الحضور للمؤتمر الصحفي… فلم يعترض أي كان ليقول له ” لا …. توقف … من أنت حتى تتكلم باسم الشعب الموريتاني الذي نهبت أمواله؟… أحرى أن تتكلم باسم الله… وكيف نزل الوحي عليك بأنه عفا عما سلف أو خلف”.
- وجاء “الانقلاب” المدني وخيمت على البلاد فترة خمول رهيبة … وأصبحت “خريجة السربون ” اميلدا ماركوس موريتانيا مع منظمتها التي استولت على الأخضر واليابس من أراض في كل المقاطعات … ومساعدات للفقراء والمنكوبين (المساعدات الخارجية كانت تنقل إلى سيارات المنظمة “كا بى KB” وتوضع عليها ملصقات المنظمة مباشرة (المساعدات السعودية للطينطان كمثال)… وتقدمت ط الظفيرة ” في حلق كامل “للشارب” مما أجج استقلال الجياع ليقوموا ب”ثورتهم” في نفس هذا الشهر ويسقط شهيد كنكوصة..
- بعدها بعام تقريباً انقلب المنقلبون … وأي منقلب؟!!!
- جنرال عسكري وكتيبة برلمانية وزعيم للمعارضة الديمقراطية «مؤيد” لكل الانقلابات… ولم يستغرب أحد أنه انقلب آخراً ( وليس أخيراً ً) على نفسه، وكالعادة…. أيد الانقلاب (حتى على نفسه)…
- وبدأ الغرب والشرق التنديد والوعيد …. ليتمخض الجبل فيلد فأراً (انتخابات اتفاق داكار) …. ولا يتولد من جعجعة “السلم الإفريقي ” والغرب الأوروبي سوى “طحن” للمواطن والبيئة عبر اتفاقيات شركات النفط والمعادن والصيد البحري المدمرة…. مقابل غض الطرف عن الانقلاب والاعتراف بالسلطة الجديدة… وتكريس الكرسي للرئيس المنتخب في بلد المواطن الفقير الشاكي المنتحب…
- في بلادٍ تنبح القافلة اليوم بها
- والكلب يسير ..
- أحمد مطر
- واستمر الغضب من ” رئيس الفقراء” الذي أمل الفقراء الغرقى في خطابه خيراً …. “تعلقاً بقشة”.. لكنه بعد أن استتب له الأمر … قلب لهم “ظهر المجن”… فاستقلت (ارتفعت) الأسعار… وطرد الفقراء من كزراتهم التي هم فيها منذ عشرات السنين لتعطى للمتنفذين… ((كنتَ في الإحصاء الأخير للكزرات لا تجد في دور المسؤولين والأغنياء في تفرغ زينه والأحياء الراقية سوى رب البيت و الشغال … فإن سألتَ كان الجواب :الزوجة والأولاد في الكزرة ))
- واشتعلت ثورة الجياع بشكل انتفاضة الحمالين لتقف السلطة ضدهم … ويتم وأد “الثورة ” عنفاً في مهدها… فيستمر غليان البركان الشعبي تحت القمة الثلجية للبركان … حتى تحين الساعة للانتفاضة…
- “هذا زمان السكوت …. والتزام البيوت …ومن قال الحق يموت” تراثي
- الحديث عن التحسن في الأوضاع المعيشية و الصحة والاقتصاد وكرنفالات الإعلام هي جرعات المسكنات للمرض المستفحل … ينافيه الصعود الصاروخي في الأسعار للضروريات… (بمقارنة بسيطة بين سعر غازوال محليا وعالميا ، زمن ثورة الجياع (نوفمبر 2007 ) وسعره حالياً.. سنكتشف تقاربهم محلياً … وتباعدهم عالميا ) … بارتفاع غازوال سترتفع كل الأسعار …
- في الصحة مثلاً : لدينا اسكانير في مركز الاستطباب الوطني لكن لا يوجد جهاز لتخطيط القلب ولا جهاز مونتور في قسم الحالات المستعجلة…
- دياليز ( التصفية) لكل مواطن في طول البلاد وعرضها – وبدون بنك للدم؟!!!!… لكن مثلاً علاج السكري: الأنسولين ينقرض من البلاد لأن التاجر الذي كان يستورده تحول لتجارة أخرى أربح ربما… والدولة لاعلاقة لها… وهي التي يجب أن تتكفل بالعلاج المجاني لهذا النوع من الأمراض… لكن السبب أن الربح مهول للمتنفذين المستوردين من السكانير وأجهزة الدياليز وهم معروفون…. ولا يضاهيه ربح إبرة الانسولين … بل إن مريض السكري إن لم يجد العلاج فسيتحول لمريض بالقصور الكلوي الذي يحتاج للدياليز بالآلات المستوردة في القطاع العام أو الخاص … وكما يقول إخواننا المصريون ” آهُ كله مربح والحمدلله”…..
- هذا في جزء من الصحة فقط …. والباقي أعظم…
- الاستقلال: لغة: الرحيل وعكس الاستكثار والغضب.. والارتفاع
- ( ولم أعثر عليها بمعنى التحرر في القواميس العربية الشائعة….!!!! )
- الوضع هو عينه ونفسه وبقية التأكيد ….( الخمسون هي سن اليأس ) …. والاستقلال “الغضب” يزداد … واستقلال العقول (رحيل وهجرة) مستمر …
- والسياسي في بلدنا (ما قال (لا) قط… “حتى” في تشهده) …. لأنه لا يوحد الله … وإلاّ لما صار سياسياً محترفاً…منافقاً وصولياً لصاً لمال الدولة أو الحزب…أو…
- ” الودعاء الطيبون …هم الذين يرثون الأرض في نهاية المدى…لأنهم .. لا يشنقون !
- يا إخوتي الذين يعبرون في الميدان في انحناء… منحدرين في نهاية المساء …لا تحلموا بعالم سعيد ..
- فخلف كل قيصر يموت : قيصر جديد”
- أمـل دنـقــل ” كـلـمـات سـبـارتـاكـوس الأخـيـرة “