“السور الأخضر العظيم” أكبر مشروع بيئي في عموم القارة الأفريقية

نواكشوط – الجزيرة – بدأت في العاصمة نواكشوط مباحثات بين عشرات من الرسميين والفنيين والخبراء الأفارقة للبحث في وضع خطة لإطلاق وتنفيذ مشروع “السور الأخضر العظيم” الذي يعتبر أكبر مشروع بيئي في عموم القارة الأفريقية على الإطلاق.


وتستمر الورشة يومين بحضور وزراء البيئة في عدد من دول القارة وممثلين عن الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الدولية الراعية والداعمة لهذا المشروع الذي أقره الاتحاد الأفريقي في العام 2005، والذي تعود فكرته الأولى إلى رئيس نيجيريا السابق أولوسيغون أوباسانجو.

ويمتد الحزام المفترض إقامته على طول أكثر من سبعة آلاف كيلومتر، وعرض 15 كيلومترا عبر إحدى عشرة دولة أفريقية من السنغال وموريتانيا في غرب القارة الأفريقية إلى جيبوتي في شرقيها، ومن المتوقع أن يشمل المشروع إعادة تشجير 15 مليون هكتار من الأراضي الصحراوية الجافة في هذه البلدان.

وقال وزير البيئة والتنمية المستدامة الموريتاني باحسينو حمادي إن الخطة التي ستنبثق عن اجتماع نواكشوط ومن بعدها مشروع السور برمته يعتبر جوابا سياسيا من الدول الأفريقية الإحدى عشرة المتأثرة بالتصحر على التحديات المطروحة على التنمية المستدامة.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

وأضاف أن على اجتماع نواكشوط أن يضع خطة عمل واضحة تمكن من طمأنة الممولين وتسمح للوزراء المعنيين بالمصادقة عليها بشكل رسمي.

وتضم الوكالة الأفريقية للسور الأخضر الكبير -التي أعلن عن إنشائها في يونيو/حزيران الماضي بتشاد- كلا من موريتانيا والسنغال ومالي وتشاد وبوركينا فاسو والنيجر ونيجيريا والسودان وجيبوتي وإريتريا وإثيوبيا.

معوقات

ورغم حماس الدول الأفريقية المعنية بهذا المشروع الذي يهدف لمواجهة آفة تدهور الغطاء النباتي ومكافحة التصحر وسيمثل حال إنجازه نقلة نوعية للقارة السمراء، فإن المشروع ما زال يواجه عقبات مؤسسية ومالية وفنية.

وفي عرضه لبعض هذه العقبات، أشار الخبير في شؤون البيئة محمد يحيى ولد لفظل إلى قضية تمويل المشروع الذي تبلغ كلفته أكثر من سبعة مليارات دولار إضافة إلى إشكاليات إدارية تتعلق بالمسؤوليات داخل الوكالة الجديدة والهيئات الإدارية.

كما تحدث ولد لفظل للجزيرة نت عن إشكالات فنية تتعلق بنوع الأشجار المستهدفة بالغرس، وكذلك نوع الري هل هو مطري أم غير ذلك، إضافة إلى مشكلة ملكية الأراضي التي سينفذ عليها المشروع، ومساره والمناطق المستهدفة به.

وبالنظر إلى كل هذه الإشكالات، فإن ولد لفظل يجزم بأنه لن تكون هناك نتائج ملموسة على أرض الواقع قبل نحو خمسة أعوام.

إصرار على التقدم

وتعليقا على ذلك يقول الرئيس الدوري لمجلس وزراء الوكالة الأفريقية للسور الأخضر العظيم حسن تراب وهو وزير البيئة في تشاد، إن هذه العقبات والمشاكل هي ما جاء المجتمعون إلى نواكشوط لتذليلها وتجاوزها.

وأعرب تراب للجزيرة نت، عن التفاؤل بحل هذه الإشكالات خصوصا أن المشروع يلقى دعما سياسيا كبيرا من قادة الدول، ودعما ماليا من صندوق البيئة العالمي، والاتحاد الأوروبي، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، وغيرهم من الممولين الذين تجاوبوا بشكل مباشر مع هذه المبادرة.

وبغض النظر عن تلك العقبات والعراقيل، يسعى الرسميون والخبراء الأفارقة إلى التبشير بهذا المشروع، والتأكيد لسكان الدول المعنية أنه سيشكل ليس فقط فرصة لمواجهة مشاكل بيئية كثيرة تعانيها هذه الدول، وإنما أيضا مساهمة في حل بعض مشاكل البطالة من خلال إيجاد فرص لآلاف العاطلين عن العمل، فضلا عن منافع أخرى للسكان الذين سيستفيدون من أنواع كثيرة من النشاطات المتنوعة المدرة للدخل الذي سيوفره المشروع.

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى