دعونا نحلم ….. ممكن نثور !!!

أتابع باهتمام بالغ بدايات شروق شمس الثورة الموريتانية الفايسبوكية بعد نجاح الثورة المصرية والتونسية , وتطلعات الشباب لإسقاط نظام تهميش وتغييب الشباب . و ” رئيس الفقراء ” الذي ارتد عن الاهتمام بالفقراء والمهمشين والمظلومين والمقهورين من أبناء برزخ التمييز والاستغلال الظلم في عهد رئيس وعد بانتشار العدالة .

إن ثورتنا هي ثورة قوة الشعب الشابة الغاضبة من الظلم والتمييز والفساد , لهذا حق لشباب موريتانيا أن يرسم معالم ثورته شأنه في ذلك شأن باقي شباب البلاد العربية وأكون واقعيا حينما أأكد أن شباب موريتانيا لديه من المؤهلات ما تفوق شباب النموذجين العربيين وبإمكانه إنتاج ثورة لها مكانتها بين كل الأمم , لا يخامرني أدنى شك أن ثورة الشبيبة الموريتانية ستنطلق وسيحالفها النجاح لأنها ثورة الشعب الموريتاني بروح شبابية .

  • إلى عزيز .. قبل الرحيل

كنت آمل ككل أصحاب النوايا الحسنة من الأغلبية الحيادية من هذا الشعب العظيم أن يكون انتخابك مناسبة كريمة لإسقاط الحفنة التي أفسدت الحياة السياسية والاقتصادية وعاثت فسادا وظلما في البر والبحر فإذا بنا في عهدك المظلم نعود لأيام الطايع المسكين من غياب لحرية الإعلام العمومي وغياب للعدالة .

لقد كنت في أيامك الأولى من اشد مؤيديك لكن منذ مدة تأخرت 180 وغدوت أدعوا لرحيلك كغيري من الجموع الشبابية الفايسبوكية المناهضة لاستمرار نظامك الذي لم يفي بعهوده التي وعدتنا بها منذ انتخابك , فلم تتبدل الأحوال ولا تحسن الظروف , وبتنا يوما بعد يوم نتيقن من عدم عناقك لطموحنا الذي أملناه منكم في برهة من الزمن .

لم يتغير شيء يا عزيزهم في عهدك فلا تزال القلوب تبدلها الأموال , والضمائر تباع في مواسم الانتخاب , والانتساب للاتحاد من أجل نظامك يتم على أساس الولاء بعيدا عن القناعة , كما أن المواقف تتحول تحت تهديدات الوعيد والتوعد , لم يتغير سيادة الرئيس شيئا منذ قدومك ففقرنا يزداد تعمقا يوم بيوم ومآسينا واحتياجنا تزداد شرخا , فصدقني نحن لا نختزل مطالبنا كشباب في رحيلك فقط , فمتى قدمت حتى نختزل رحيلك في مطالبنا ؟ فقد أتيت بالأمس ولذا لا يمكن بتاتا أن يكون رحيلك مطلبنا الرئيسي لأنك متى أتيت حتى يكون رحيلك مطلبا كبيرا , فأنت بين جموع المفسدين والمخربين الذين يحيطون بكم من كل حدب وصوب لا شيء حتى يكون رحيلك مطلبا رئيسيا . لتبقى يا عزيز أو ترحل.. ليست هذه هي القضية الأكثر إلحاحا الآن، فالملح أكثر هو كيفية الخروج من الأزمة الخانقة التي تعيشها موريتانيا ، ويصبح الجميع فيها متساوون في الحقوق والواجبات، ويعيد الفاسدون أموال الشعب التي نهبوها، وألا نضمن احتكار شخص أو حزب أو جماعة للسلطة في المستقبل.

فأرجوك اسمعني سترحل حتما من هذا القصر كما رحل سابقون قبلك , بهذه أو تلك , أنت راحل وسترحل حتما لأن الزمن يفرض رحيلك وكل ما يقوم بها المحيطين به من حولك مبرر كافي لرحيلك السريع أرحل يا عزيز.
.

  • أيها المهبطون دعونا

إن هذه المجموعات التي تعالت من كل حدب وصوب ستكون إذن وقود الثورة وعنوانها , ستقولون أيها الجبناء : أن أحلامنا كبيرة لكن تذكروا أن إرادة التغيير التي نحلم بها أقوى من الفولاذ وأصلب من الحديد وأشد من الشدة لن تعيقنا تطلعاتكم الجوفاء وخوفكم وطمعكم الذي أوصلنا لما فيه , تأكدوا فقط أنكم ستسيرون معنا في لحظة ما حينما تدركون أن الحلم أصبح واقعا لا محيد عنه .

كلوا أيها المثبطون لأحلام ثورة شباب موريتانيا ما شئتم من موائد عزيز وتنعموا بعطاءاته ولكن سيأتي ذلك اليوم الذي تكرهون في ذلك البؤس والجحيم الذي ارتضيتموه , لقد أصابني تشبيه بعض منافقي السلطة بما حدث بمصر بثورة قائد الحرس الشخصي لولد الشيخ عبد الله , بدرجة من الضحك لم تتوقف إلا لحظة تذكر أنه سيادته ما كان له ليقوم بثورته الشخصية لولا إقالته من منصبه , فكل ما شهدناه من تغيير في موريتانيا هو مجرد تغيير في جلد النظام ووجهه دون بقية أطرافه .

ستنظرون إلينا على أننا لا شيء وأننا مجرد مجموعة من الشباب المغمورين المصابين بهستيريا محاكاة الشباب المصريين والتونسيين , نحن عكس ما تقولون تماما , ولكن دعونا وأحلامنا ولتتذكروا أن الانتفاضات والثورات في التاريخ، لا يقوم بها كل جموع الشعب، وإنما قلة قليلة منه هي التي تطلق شرارة التغيير العميق .

ما نريده واضح وجلي مشروع في مقدمته إصلاح سياسي يعطي للشباب الاهتمام الكبير , وحصول كل المواطنين على الحقوق الاجتماعية العادلة من أجور في المستوى ومحاربة الفقر والفساد والغلاء والبطالة .

لا يريد الشباب أكثر من إنهاء التسلط والانفراد بالرأي والقرار وقتل الأحلام , يريد الشباب وجود قائد و شخصية يرى فيها كل أحلامه المستقبلية وتحقيق تطلعاته , يتطلع الشباب من خلال ثورته لصناعة قيادات شبابية على مختلف الأصعدة يجمع بينها الانتماء للوطن موريتانيا بعيدا عن الانتماءات الضيقة التي أفسدت الأخلاق والوطن .

أقولها لكل الساسة بموريتانيا لقد كرهناكم يا عجائز الساسة الموريتانية بشتى أصنافكم ومواقعكم السياسية فابتعدوا أرجوكم عن ثورتنا ودعونا نصنع ما نريد , أو نستشهد على ضفاف الدفاع عن حقوقنا المهضومة .

almaloum@yahoo.com

قبل إكمال الموضوع أسفله يمكنكم الإطلاع على موضوعات أخرى للنفس المحرر

زر الذهاب إلى الأعلى