ياعملاء إننا في 2011
تكشف الأحداث المتلاحقة في الشام عن مؤامرة كبيرة تحاك ضد سوريا وضد مواقفها العروبية ودعمها لكل القضايا العادلة .
من حق سوريا ومن حق الإنسان السوري أن يعيش كريما على أرضه ، ومن حق كل إنسان سوري أن يطالب بحياة شريفة ولقمة عيش كريمة وليس من حق أي نظام أن يكتم على أنفاسه … لكن من حق 300 مليون عربي أن يحسوا بالزهو وهم يعيشون مواقف سوريا الرجولية ووقوفها مع لبنان ودعمها لحزب الله واحتضانها لقادة المقاومة الفلسطينية .
إن التظاهر في سوريا حق مشروع والمطالب عادلة ، لكن المؤامرة كبيرة ومكشوفة وأحب أن أسأل الكاتب “الإنسان” أحمد ولد محمد المصطفى من أين نزلت عليه كل هذه الرحمة … أليس من واجبه وواجبنا جميعا أن نقف مع كل التحركات العربية دون استثناء ، لماذا لم يكتب سطوره هذه تضامنا مع البحرين وقد قتل فيها أكثر مما قتل في سوريا ، لماذا لم يكتب من أجل التحركات في قطر وضد قاعدة السيلية التي يقتل منها أهلنا في العراق وفلسطين ، أم أنه يوجه حروفه فقط ضد الرجال المقاومين الشرفاء ويستثني منها أمراء الخزي والعهر والعار ؟ ولماذا لم يقف مع التحركات في السعودية وفي عمان وفي إيران أيضا أم أن عاطفته جياشة فقط تجاه السوريين ، ثم إذا كان يشفع للسعودية عند كاتبنا “الإنسان” أنها تقدم بعض اللحم الفاسد هبة لفقراء موريتانيا والصومال وتصدر بعض الأفكار الوهابية التي تكفر بالمقاومة وتمجد الإنبطاح ، ألا يشفع لسوريا عنده أنها تحتضن مليوني لاجئ عراقي وخمس ملايين لاجئ فلسطيني تساوي بينهم في الحقوق مع أبنائها ، ألا يشفع لها أنها تدعم حزب الله وتحتضن قادة حماس والجهاد وقد ضاقت عنهم كل دويلات النفط والمؤامرات والدسائس ، ألا يشفع لسوريا أنها ترفع التأشرة بينها مع كل بلد عربي بينما تتفنن باقي دويلات الإنبطاح في مضايقة كل القادمين إليها من كل بلد عربي ، ألا يشفع لسوريا كل هذا عند كاتبنا “الإنسان” .
إن مشكلة سوريا مع كاتبنا ومع من خلفه أنه لافائض في ميزانيتها تتبرع به لمنظمات خيرية ويأكله رجال غير شرفاء بإسم الدين والله ، مشكلة سوريا أنها تعيش نيابة عن أمة ماتت من زمن وتحمل همها وتعيل كل شرفائها ومقاوميها لذا تكالب عليها كل الأنذال والحاقدين ، وأجدك يا أخي سعيدا مستبشرا بقرب إنتهاء نظام الأسد لأنه آخر الأنظمة القومية “الطينية” في المنطقة ، وبغض النظر عن موقفك هذا وما خلفه فأقول لك بأن الأنظمة القومـية لن تسقـط ولن تنتـهي ولن يكـــــون لها آخر ، لأن الأنظــــــمة القومية هي المـــــقاومة ، والمقاومة لن تنتهي من أمة كتب الله في أزل الآزلين أن تقاتل وتقاوم وتنتصر وأن لاتموت ، ثم إني أتسائل عن الخيرات التي استنزفتها الأنظمة القومية فجمال عبد الناصر هو أول وآخر رئيس عربي فقير مات وفي جيبه 80 جنيها ، والشهيد صدام حسين الذي بنى العراق وجعل منه قوة كبرى في المنطقة استشهد حامـــلا مصحفه وبناته يعشن في الأردن بالتبرعات ، فأين الخيرات التي نهبت واستنزفت .
أخي الكاتب “الإنسان” أما في مايخص الأقليات فلماذا لا أراك تتحدث عن الأكراد في تركيا وما يعانوه من ظلم وتقتيل وتهميش ، ولماذا لا تتحدث عن عرب إيران وما يعانوه من إقصاء وظلم وسوء حال ، ولماذا لا تتحدث عن “البدون” في الكويت وباقي إمارات النفط ، أعرف جيدا أننا في العام 2011 حيث أصبحت الكتابة وسيلة إسترزاق وتهجم على المقاومين والشرفاء … نعم نحن في 2011 حيث تتكالب دويلات الإنبطاح والتطبيع ضد دولة المقاومة والممانعة ، وحيث يقف كل أشرار العالم في حلف غير “فاضل” ضد الكرامة والمواقف والشرف والإنسانية .
وطب خاطرا فلن ينتهي الأسد فلديه ما يقدمه وسيبقى دائما لديه لأنه رجل في زمن الخصيان ولأنه مقاوم في زمن العملاء ، ولأن أيادي الخبث تحرك المؤامرة وتسعى فيها والله لايهدي كيد الخائنين ، ستبقى سوريا هي سوريا وسيبقى أسدها في عرينه يغيظ الله به الكفار والمنافقين وأذنابهم وكل المتآمرين على الأمة والتاريخ والإنسانية.
ولمعلوماتك فالشعوب العربية عرفت طريقة كشف أنظمة العمالة ولن تسمح ببقائهم ولاببقاء المتآمرين معهم وستجبرهم وتجبر كل المتاجرين بالشعارت والمتنازلين عن القيم والمبادئ بالفرار والرحيل ، أما الشرفاء فيبقوا دوما وإن جار الزمان ورحلوا فكل بيت عربي هو بيتهم وكل صدر عربي هو حضن دافئ لهم وكل شهيد يسقط لهم من أجره ثواب ونصيب ، وستبقى القومية العربية مابقيت الله أكبر وما بقيت لا إله إلا الله وما بقيت رصاصة في جيب مقاوم .
حفظ الله سوريا ورحم شهدائها وكل المطالبين بالحرية والكرامة والعيش الكريم ولعن كل المتآمرين والحاقدين وكل من يقف في صفهم ضد الله والوطن والدين والناس.
كتم الختم ولد سدين