روسيا تنضم الى الغرب في الدعوة لرحيل القذافي
طرابلس – رويترز – انضمت روسيا الى الزعماء الغربيين يوم الجمعة في حث الزعيم الليبي معمر القذافي على التنحي عن السلطة وعرضت التوسط من اجل رحيله في تعزيز مهم لدول حلف شمال الاطلسي التي تسعى الى انهاء حكمه المستمر منذ 41 عاما.
وكان هذا تغيير لافت في اللهجة عن انتقادات الكرملين للضربات الجوية التي يشنها حلف شمال الاطلسي على ليبيا التي تهدف رسميا الى حماية المدنيين ولكنها وضعت الغرب في صف المعارضة المسلحة التي تسعى للاطاحة بالقذافي.
وقال حلف شمال الاطلسي انه يستعد لنشر طائرات هليكوبتر هجومية فوق ليبيا لاول مرة لتزيد الضغط على قوات القذافي.
ولكن قوات الامن التابعة له أظهرت مرة أخرى أنها بعيدة عن كونها قوة مستهلكة وشنت هجمات صاروخية اثناء الليل على بلدة يسيطر عليها المعارضون في الزنتان وقاتلت المعارضين المسلحين في ضواحي مدينة مصراتة.
واعلن عرض روسيا للوساطة على هامش قمة مجموعة الثماني في دوفيل بفرنسا حيث ناقش الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الوضع مع الرئيس الامريكي باراك أوباما.
وكانت وكالة الجماهيرية للانباء تشير على نطاق واسع الى انتقاد روسيا للضربات الجوية الغربية ضد ليبيا على انها تتجاوز حماية المدنيين حسب تفويض مجلس الامن الدولي. ولكن ميدفيديف أكد أن القذافي لم يعد لديه الحق في قيادة ليبيا.
وقال ميدفيديف “لا يراه المجتمع الدولي زعيما لليبيا.”
ولكنه لم يقدم اي خطة لتنحية القذافي عن السلطة. وقال “اذا اتخذ (القذافي) هذا القرار المسؤول – وسيكون هذا لصالح ليبيا والشعب الليبي – سيكون من الممكن عندئذ أن نبحث كيف نفعل هذا.”
وقال ميدفيديف انه سيرسل مبعوثا الى ليبيا لبدء المحادثات.
وقال مارك تونر المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ان اقتراح روسيا احد مجموعة من جهود الوساطة مضيفا انه يجب محاسبة القذافي ويجب الا يتوقع معاملة خاصة.
وقال”نريد تنحي القذافي وحدوث انتقال سلمي وديمقراطي.
“الامم المتحدة عينت بوضوح شخصا لقيادة تلك الوساطة ايضا.”
ورحبت المعارضة المسلحة في ليبيا بهذه الانباء وقال عنوان رئيسي على موقع الانترنت لصحيفة برنيق المؤيدة للمعارضة في ليبيا “مشددة الخناق عليه… روسيا تقول على القذافي ان يرحل.”
وفي طرابلس قال نائب وزير الخارجية الليبي خالد الكعيم في مؤتمر صحفي ان الحكومة لم تبلغ رسميا بالموقف الروسي.
وقال الكعيم ان أي قرار يتخذ بشأن المستقبل السياسي لليبيا يعود الى الشعب الليبي وليس لاحد اخر واضاف أن ليبيا لن تدعم أي اتفاق يتناقض مع خطة للاتحاد الافريقي.
ويقصف تحالف من اعضاء حلف شمال الاطلسي بقيادة فرنسا وبريطانيا القواعد العسكرية للزعيم الليبي معمر القذافي منذ مارس اذار بموجب تفويض من الامم المتحدة لحماية المدنيين المحاصرين وسط الصراع الدائر بين قوات القذافي وقوات المعارضين التي تسعى لانهاء حكم الزعيم الليبي.
ولكن تقدم المعارضة نحو طرابلس اصابه الجمود على بعد مئات الكيلومترات من هدفهم مما اثار مأزقا للقوى الغربية التي تريد نتائج سريعة في ليبيا وتريد أيضا تجنب التورط في صراع اخر في الشرق الاوسط.
وحاولت بريطانيا وفرنسا كسر الجمود من خلال الموافقة على نشر طائرات هليكوبتر هجومية فوق ليبيا. وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في دوفيل ان نشر طائرات هليكوبتر جزء من مرحلة جديدة في عمليات حلف شمال الاطلسي في ليبيا.
وقال كاميرون “توجد الان علامات على ان قوة الدفع ضد القذافي تتصاعد فعليا. لذا فصحيح اننا نزيد الضغط العسكري والاقتصادي والسياسي.”
وينفى القذافي مهاجمة المدنيين ويقول ان قواته اضطرت للتحرك ضد عصابات اجرامية مسلحة وتنظيم القاعدة. ويقول ان تدخل حلف شمال الاطلسي عمل من أعمال العدوان الاستعماري الرامية الى الاستيلاء على نفط ليبيا الوفير.
وتثور الشكوك في أن القذافي سيوافق على التنحي حتى مع انضمام روسيا الان الى الدعوات لرحيله.
وانهارت محاولات الوساطة السابقة من قبل الاتحاد الافريقي وتركيا والامم المتحدة ايضا بسبب رفض القذافي للرحيل ورفض المعارضة قبول أي شيء أقل من ذلك.
وكانت مدينة مصراتة معقل المعارضة وثالث اكبر المدن الليبية والتي شهدت اشرس المعارك في الصراع شهدت قتالا عنيفا لليوم الثاني في ضواحيها الغربية.
وقال اطباء في مستشفى مصراتة ان خمسة من المعارضة قتلوا واصيب اكثر من عشرة في القتال يوم الجمعة.
وقالت منظمة الصحة العالمية ان القتال في في مصراتة يؤدي الى مقتل ما يقدر بنحو 12 شخصا يوميا رغم ان الخسائر البشرية انخفضت بعد تراجع القتال في الاسبوع المنصرم.
ولم تقدم المنظمة الرقم الاجمالي ولكن تقديرها اليومي يشير الى ان اجمالي القتلى حوالي 925 قتيلا خلال 77 يوما من القتال العنيف في مصراتة.
من جوزيف لوجان